لا يتورع الاردن عن تقديم نفسه كنموذج سواء في الاقليم او في المحافل الدولية، يمكن من خلاله تجاوز الكثير من الازمات التي تعصف بالمنطقة والعالم، فلطالما قدم الحلول الناجعة والعملية للكثير من قضايا الاقليم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتحدي الارهاب، والاحتلال العسكري، ومحاولات التمدد على حساب الدول الاخرى في المنطقة.
اليوم نجتاز محطة أخرى من محطات بناء الاردن الديمقراطي الحر، نحو مستقبل آمن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، عندما تجري انتخابات على درجة عالية من النزاهة والشفافية والديمقراطية، في مثل هذه الظروف وبمثل هذا التنظيم، خير رد على كل مَنْ حاول او يحاول النيل من أمننا واستقرارنا ومكتسباتنا التي بنيناها بعرق ابنائنا وتضحيات امهاتنا.
لا يختلف الاردن اليوم عنه قبل عشرين عاما، ولا التحديات المتزايدة نالت من عزيمة أبنائه وبناته، وما حديث جلالة الملك امام «عمومية الامم المتحدة» امس، وما لقاءاته المكوكية مع قادة وزعماء العالم، إلا دليل على ثقة عالية والتزام قائد امام شعبه، بعبور النفق المظلم سوية، وخوض المعركة يدا بيد من اجل المستقبل الآمن لاجيالنا، دون التوقف عند الاضطرابات الاقليمية واعباء اللاجئين التي تكبح جماح تقدمنا ورخائنا.
هذا المسار الذي ارتضيناه لانفسنا ونذرناها من أجل تجاوز تبعاته، يتكرر ليس كل اربع سنوات مرة فقط، بل يتخلله انتخابات بلدية ومجالس محلية، ضمن مشروع اللامركزية، ولدينا انتخابات نقابية وعمالية وطلابية وجمعيات اهلية وأندية ثقافية، اذا المسار الديمقراطي أصبح نهج حياة للاردنيين، رضوا به وقَبلوا بمخرجاته، ديدنهم المشاركة في مسيرة البناء والعطاء والانجاز، فهو ليس وليد اللحظة بل هو نهج اخترناه منذ تأسيس الدولة قبل نحو مئة عام، ولن يقبل أي منا الرجعة عنه.
من حقنا ان نفاخر الدنيا بإنجازاتنا، فما يسعى اليه الاخرون بالقتل والدمار والكراهية، يتحقق لدينا بسلاسة وحرية كاملة ونزاهة حقيقية، انجاز الانتخابات والاحتفال بنتائجها حق لنا، فهذا إنجاز لاننا نريد نواب وطن ومجلس رقابة حقيقي يسائل الوزير والمسؤول، ويشرّع ويحاسب ويحافظ على المال العام، لنحافظ على هذا الانجاز الذي تَحقق بفضل وعينا وحسنا العالي بالمسؤولية وغيرتنا على تراب هذا الوطن الغالي، فهذا الانجاز في ظل هذه الظروف، وفي يوم السلام العالمي، هو الذي يجعل هذه الانتخابات انتصارا حقيقيا.
Imad.mansour70@gmail.com
مواضيع ذات صلة