كتاب

القمة الأردنية القبرصية

اندرجت المباحثات التي اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس القبرصي اناستياديس في نيقوسيا يوم امس، في اطار الجهود المباركة والدؤوبة التي يبذلها جلالته على اكثر من صعيد لتعزيز علاقات الأردن بالدول الصديقة والتي تقف جمهورية قبرص في مقدمتها وهو ما لفت اليه جلالته في التصريحات التي أدلى بها بداية جلسة المباحثات الموسعة وبخاصة في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية والبناء على نتائج زيارة الرئيس القبرصي للأردن العام الماضي ومتابعة ما نتج عن المنتدى الاقتصادي الأردني القبرصي الذي استضافته المملكة في تشرين الثاني من العام الماضي وما أفضى اليه من تفاهمات واتفاقيات بين القطاع الخاص ورجال الأعمال في كلا البلدين وبما يخدم مصالحهما المشتركة.

وإذ أعاد جلالة الملك تأكيد تطلع الأردن لتمتين وتوسيع آفاق العلاقات مع قبرص في مختلف المجالات ولا سيما القطاعات التجارية والاستثمارية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، فإنما للفت أنظار الجميع الى تقدير الأردن وفخره بعمق الصداقة التي امتدت لسنوات بين البلدين والشعبين وما رافقها من نمو وتعزيز بمرور السنوات خاصة في الفترة الاخيرة ، فضلاً عن تقدير جلالته والشعب الاردني لما اظهره الاصدقاء في قبرص من دعم للأردن في ما يتعلق بتحدي اللاجئين، حيث كان الرئيس القبرصي من ابرز الاصوات المنادية لمساندة ما يواجهه الاردن بسبب التحدي للجوء السوري اضافة بالطبع الى مسألة مهمة وهي دعم نيقوسيا الكبير لبلدنا داخل الاتحاد الاوروبي الذي قبرص عضو فيه، الأمر الذي ثمنه جلالته ويقدر عاليا في الاردن حكومة وشعباً..

من هنا، وفي اطار تركيز جلالته على مضي الأردن قدماً في تعزيز علاقاته مع قبرص الصديقة والامتنان الذي عبر عنه جلالته للتعاون المثمر والبناء بين عمان ونيقوسيا وخصوصاً ما لفت اليه الرئيس القبرصي حول مبادرة جلالة الملك المعروفة بلقاء العقبة والتي وكما هو معروف جمعت العديد من رؤساء الدول والشخصيات لتوحيد الجهود في الحرب على الارهاب، فإن جلالة الملك في الآن ذاته اعتبر وعن حق ان لدينا نحن في الأردن شريكاً قوياً في قبرص عندما يتعرض الأمر بالتصدي للتهديدات العالمية وفي مقدمتها الارهاب..

قضايا المنطقة وملفاتها الساخنة حضرت بقوة على طاولة القمة الأردنية القبرصية إن لجهة تداعيات وتحديات ازمة اللجوء والذي تنهض قبرص بمهمة مقدّرة في الأردن في نقلها صوت الأردن للاتحاد الاوروبي وتحديداً في ما يخص تبسيط قواعد المنشأ مع الاتحاد الاوروبي، وايضاً يسهم في مساعدتنا على التخفيف من الظروف الاقتصادية لمواجهة ازمة اللجوء وتداعياتها وأيضاً في مساعدة الشعب الاردني أم لجهة الاحداث الاخيرة في سوريا وما يأمله الاردن بأن تسهم الجهود المبذولة اقليمياً ودولياً في تحسين الاوضاع والمضي قدماً في الاتجاه الصحيح مع ادراك الاردن العميق بأنه ليس من السهل الوصول الى حلول سريعة للوضع في سوريا او العراق، لكن يجب وكما اكد جلالته الاستمرار في حث الاطراف كافة على التقدم للأمام.

في السياق ذاته وفي اطار القراءة الملكية الدقيقة والعميقة للأوضاع الاقليمية جاء تمتين جلالته للدور المهم الذي تقوم به قبرص في ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي لتضيء على طبيعة الدور الذي تنهض به نيقوسيا في هذا الشأن بما هي صوت قوي وداعم للتقريب بين الدول والحث على ايجاد حل للصراع، في الوقت ذاته الذي اكد فيه جلالته ان الاردن سيكون له على الدوام الموقف القوي التاريخي من القضية القبرصية ولن يتخلى الاردن كعادته عن اصدقائه ابداً مبدياً جلالته سعادة الاردن بالوقوف الى جانب الاصدقاء في قبرص.

في السطر الاخير فإن زيارات جلالة الملك الى الدول الشقيقة والصديقة انما تستهدف في الدرجة الاولى ودائماً خدمة المصالح الوطنية الأردنية وحشد المزيد من الدعم للقضايا العربية العادلة بهدف ايجاد حلول للقضايا والأزمات التي تعصف بالمنطقة دولها والشعوب على حد سواء.