في تلخيص وتشخيص دقيقين، للمشهدين الوطني والاقليمي العربي على وجه الخصوص، حدّد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال استقباله اعضاء مجلس كنائس الشرق الأوسط في عمان طبيعة وحجم العلاقة التي تربط بين المسلمين والمسيحيين العرب في هذه المنطقة من العالم على نحو يضع حداً لكل محاولات بث الفرقة أو العبث بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي للبلدان العربية بقوله جلالته: ان العرب، مسلمين ومسيحيين يواجهون ذات التحديات في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة ويتشاركون المسؤولية لمواجهتها..
في الاطار ذاته وفي سياق النظرة الملكية الدقيقة لطبيعة ما يحدث، أعاد جلالته التأكيد على الخصوصية الأردنية في هذا الشأن وبخاصة قول جلالته عن حق : إننا نفخر في هذا الوطن بما يجمعنا كأُسرة ، من قيم المحبة والتسامح والسلام، حتى غدا الاردن انموذجاً في التآخي والاعتدال والعيش المشترك.
من هنا، لفت جلالته في كلمات وعبارات واضحة لا تقبل التأويل، والاجتهاد وغير مسموح لأحد العبث في مضامينها أو الانحراف عن معانيها ودلالاتها العميقة وخصوصاً انها تجسد واقعاً ملموساً وحقيقياً، ثبتت عبر التاريخ وبالوقائع الملموسة أنها عصية على الاختراق أو التجاوز او الخضوع لامزجة وقراءات الجماعات المتطرفة وهي ان المسيحيين في الدول العربية هم جزء رئيس من النسيج الاجتماعي العربي وحماية حقوقهم واجب على الجميع، وهو امر تجد ترجمته الميدانية والعملية في الأردن والدليل الحي على ذلك هي سلسلة المبادرات والجهود التي اطلقها وبذلها الأردن بهدف تعزيز الحوار والتفاهم وأسس العيش المشترك وكان على رأس تلك المبادرات والمؤتمرات الدينية مؤتمر «التحديات التي تواجه المسيحيين العرب» وقد سجل المؤتمر نجاحاً واضحاً ليس فقط في ما حظي به من اهتمام ومتابعة وانما ايضاً في ما صدر عنه من نتائج وقرارات وتوصيات تعمق كلها التوجه الجاد والعملي لروح المبادرة الاردنية في هذا الاتجاه وتحقيق الاهداف النبيلة التي سعت اليها المملكة في الحفاظ على ما يجمع المسلمين والمسيحيين في هذا البلد العزيز وفي البلاد العربية الاخرى من مودة واحترام وتقدير ومحبة.
انعقاد الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الاوسط في الأردن لأول مرة، يؤكد ضمن امور اخرى، المكانة التي يحتلها الاردن وقيادته في تعزيز الحوار والتفاهم واسس العيش المشترك، كذلك في تقدير كنائس الشرق الاوسط للدور الذي يقوم به جلالة الملك والمملكة في تعميق الحوار بين اتباع الديانات واطلاق المبادرات والحوارات التي عززت اسس التآخي والتسامح وقبول الآخر.
كذلك فإن انعقاد الجمعية العامة لمجلس الكنائس العالمي يؤكد جملة من الحقائق التاريخية والملموسة وتقدير رؤساء الكنائس لجهود الأردن في الحفاظ على المواقع الدينية ذات البعد التاريخي خصوصاً موقع عماد السيد المسيح (المغطس) وتسهيل الجو الديني اليه فضلاً عن الدور الحيوي والمهم الذي ينهض به الأردن بتوجيه ومتابعة حثيثة ومباشرة من جلالة الملك شخصياً من منطلق الوصاية والرعاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية - المسيحية من جهود في سبيل الحفاظ على هذه المقدسات وهوية المدينة المقدسة.
مسلمون ومسيحيون.. نواجه ذات التحديات ونتشارك مسؤولية مواجهتها
12:00 8-9-2016
آخر تعديل :
الخميس
مواضيع ذات صلة