خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من أنتم !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان أستعير على سبيل الدعابة في المشهد الانتخابي، الجملة الشهيرة التي قالها الراحل معمر القذافي ، عندما فوجئ بانتفاضة الليبيين ضد حكمه ، فخاطبهم مستنكرا: «من أنتم « ؟ وأقول أن زحمة الحراك الانتخابي في الشارع الأردني ، تجيز للناخب «الحر» أن يسأل بأعلى صوته المترشحين، الذين يخطبون وده ويدعونه للتصويت لهم ، سواء كانوا أفرادا، أو» قوائم» تم تركيبها و»حشوها» ببعض المترشحين ، بشكل اصطناعي مؤقت «نخب ثالث»، على طريقة التجار الذين يستوردون البضاعة الصينية أو حتى قوائم أحزاب مجهولة: من أنتم ؟ وأقصد بكلمة « حر» الناخب الذي يملك قراره المستقل ، ولا يخضع للابتزاز وللضغوط العشائرية والشخصية والمصلحية وإغراءات « المال الأسود».

يقول «من أنتم» ؟: للمترشحين من النواب السابقين الذين جربوا ؟ لماذا كنتم تغيبون عن جلسات كثيرة ، كانت تناقش فيه قضايا مهمة وقوانين تمس حياة المواطن بشكل جوهري؟ ماذا قدمتم من أفكار ومقترحات لمعالجة المشكلات المستعصية التي تواجه المجتمع ؟ لماذا كنتم تضعون في صدارة أولوياتكم، مصالحكم الشخصية ،والبحث عن المكتسبات المالية والمعنوية ، والتنافس على السفرات ، والسعي لتوظيف الأقارب والمحاسيب ؟ ولماذا كنتم تغلقون هواتفكم أمام اتصالات أصحاب الحاجة ، أو تحتفظون بأرقام سرية ؟ ولماذا كنتم تنافقون الحكومات وتغيرون مواقفكم إزاء قراراتها ،أو بالنسبة لبعض التشريعات « بين عشية وضحاها « ؟ وما ثمن ذلك؟

ويستطيع الناخب طرح المزيد من الأسئلة في سياق «مساءلة « من انتخبهم في مرات سابقة، حول حصاد انجازاتهم أو فشلهم ؟ وذلك لا يعني عدم وجود عديد النواب السابقين ،الذين قدموا أداء محترما.

أما بالنسبة للمترشحين لأول مرة، فأن سؤال» من أنتم « ؟ الذي يوجه لهم: ما هي سيرتكم الشخصية ، في سياق المشاركة في الحياة العامة وخدمة المجتمع ، وهو سؤال تقود الإجابة عليه ، الى اكتشاف حدود مصداقية وجدية ، ما يطرحون من شعارات وأفكار ؟

مظاهر الدعاية الانتخابية ،التي تزدحم بها ميادين وشوارع العاصمة والتجمعات الانتخابية في مختلف المحافظات ، التي تتمثل بتعليق الصور واليافطات التي تعيق حركة السير وبعضها يسبب تلوثا بصريا ، تطرح سؤالا جوهريا وهو: كم من الناخبين يتخذون قراراتهم للتصويت للقائمة «س» وبعض مترشحيها، على أساس ما يشاهده من صور وشعارات وبرامج إن وجدت ؟ وهل الأموال التي تنفق على الدعاية الانتخابية تذهب هدرا ، أم أنها تقنع الناخب ، وتحقق نتائج ايجابية للمرشح / القوائم ؟

ربما تكون الدعاية الانتخابية حاسمة في الدول الديمقراطية ،التي تتنافس فيها أحزاب سياسية تطرح برامج ، أما في البلدان التي لم تترسخ فيها بعد العملية الديمقراطية ، ولا وجود فيها لحياة حزبية ناضجة ، ويكون للعشيرة والعلاقات الشخصية والمالية دور حاسم ،في تقرير نتائج الانتخابات كما هو حال مجتمعنا ، فإنني أظن أن دور الدعاية الانتخابية في تقرير النتائج يكون هامشيا ، وربما لا يتجاوز ال «5 « بالمئة ،لكن تبقى الدعاية الانتخابية مطلوبة ومؤشراً ايجابياً على الحراك الانتخابي، وتنشيط البعض الاقتصادي في بعض القطاعات والمهن المعنية بتقديم الخدمات.

وعندما أشاهد في ساعات الليلة المتأخرة العديد من الشباب يقومون بتعليق اليافطات والصور للمترشحين، أشعر بالتضامن معهم واتساءل: ما الذي يدفع هؤلاء لبذل هذه الجهود ؟ هل هي علاقة القربى والعشيرة ؟ أما أنهم متطوعون حقيقيون ، مقتنعون بأفكار المترشح وجديته وصدقيته في مسعاه ، أم مقابل المال ؟ ، بل أن البعض يقوم بالعبث بيافطات وصور مترشحين منافسين ،وهو تصرف غير أخلاقي ومخالف للقانون، ويؤشر على أن من يفعل ذلك يكون إما مستأجرا ، أو متعصبا أعمى للمترشح الذي يعمل لصالحه !

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF