كتاب

جهود ملكية دؤوبة لخدمة القضايا الوطنية والقومية

تندرج زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لجمهورية بولندا الصديقة والمباحثات التي اجراها جلالته مع الرئيس اندريه دودا في مدينة غدانسك يوم امس، في اطار المساعي الحثيثة والدؤوبة التي يبذلها جلالته لتعزيز علاقات الصداقة مع الدول المختلفة وبخاصة دول الاتحاد الاوروبي الذي تشكل بولندا احدى دوله وبما يخدم العلاقات الثنائية ويفتح الآفاق في مختلف المجالات والأصعدة للارتقاء بها وعلى رأسها المجالات الاقتصادية والتجارية، ناهيك عن الفرص المتاحة لتعميق التعاون بين عمان ووارسو في مجال التصنيع العسكري.

ولئن ركزت مباحثات جلالته مع الرئيس البولندي على بحث آليات البناء على ما يجمع البلدين من مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون، خصوصاً في ظل الوضع المتقدم الذي يربط الأردن مع الاتحاد الاوروبي، والاستفادة من تبسيط قواعد المنشأ من قبل الاتحاد الاوروبي بالنسبة للمملكة لتطبيقها مع عدد من المناطق التنموية والصناعية المؤهلة في الأردن، فإن ما لفت اليه الرئيس البولندي وترحيبه بزيارة جلالة الملك، بما تشكله من فرصة مهمة لتعميق العلاقات التي تجمع البلدين، يكتسب اهمية اضافية في ظل التفاؤل الذي ابداه الرئيس دودا والامكانية المتاحة للانتقال بالعلاقات الاردنية البولندية الى مستويات متقدمة، تخدم المصالح المشتركة خصوصاً في الجوانب الاقتصادية.

في السياق ذاته جاء تقدير بولندا للدور المهم الذي يلعبه الاردن ومساعيه بقيادة جلالة الملك ، لتعزيز الأمن والاستقرار على الساحتين الاقليمية والدولية ليضيء على حجم الدور المهم والحيوي الذي ينهض–الاردن في قضايا المنطقة وملفاتها المختلفة وخصوصاً في اشادة الرئيس البولندي بدور المملكة في استضافة اللاجئين السوريين على اراضيها واستعداد بلاده لمساعدة الاردن في تحمل الاعباء المتزايدة لأزمة اللجوء السوري والتي هي وكما يعرف الجميع.. مسؤولية دولية.

جدول اعمال القمة الاردنية البولندية كان حافلاً ومكثفاً تعرض خلاله الزعيمان الى جملة من القضايا والازمات التي تعصف بالمنطقة إن لجهة تشديد جلالة الملك خلال الحديث على المستجدات الاقليمية والدولية، على اهمية مواصلة الجهود المبذولة على مختلف الصعد لمحاربة ومكافحة خطر الارهاب وعصاباته، استناداً الى استراتيجية شمولية، بمشاركة الاطراف المعنية في المجتمع الدولي أم لجهة تأكيد جلالة الملك على اهمية التوصل الى حل سياسي شامل للازمة السورية لافتاً جلالته الى أهمية قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته السياسية والأخلاقية والقانونية تجاه الأردن، جراء الاعباء الكبيرة التي يتحملها بوصفه من اكبر الدول المستضيفة للاجئين السوريين.

جملة القول ان جلالة الملك يبذل جهوداً مكثفة ودؤوبة ومباركة من اجل تعزيز علاقات الصداقة بين الأردن وباقي الدول الشقيقة والصديقة وبما يخدم المصالح الوطنية العليا ويسهم في دعم القضايا العربية والاسلامية ويحول دون هيمنة خوارج العصر على الخطاب والدور في المنطقة ويدفع الى مزيد من العمل الجاد والمخلص لمكافحة الارهاب وتجفيف منابعه ودحره، واراحة العالم أجمع من شروره وآفاته.