لم يفاجىء لاعب التايكواندو الاردني البطل محمد ابو غوش، منافسيه في «اولمبياد ريو» بركلاته الخاطفة، فقط، بل فاجأ الكثيرين من أبناء وطنه ومحبي رياضة التايكواندو ،التي برع فيها لاعبونا منذ عقود طويلة سواء على الصعيد الآسيوي، او على صعيد الدورات الاولمبية، بفوزه عن جدارة وإستحقاق بذهبية « العاب ريو 2016»، رافعا علم الاردن خفاقاً، حازّاً فيه السلام الملكي الاردني في اعظم تظاهرة رياضية عالمية على الاطلاق.
إنجاز « الخطاف أبو غوش» يسجل للاعب ولمدربيه وفي مقدمتهم الكابتن فارس العساف، حيث شكّل الرياضيان حالة استثنائية فريدة من الانسجام والعطاء والتصميم على التميز والظَفر بالفوز، فهؤلاء هم من يعملون بصمت ويسعون لتحقيق الانجاز ورفع راية الوطن، بصمت وبدون شكوى من قلة الامكانيات وشحها، وعدم القدرة على مجاراة الاخرين.
نحتاج الى ان نبني على هذا الإنجاز، فحلاوته أن جاء بعد طول غياب عن هذه المحافل، ليس أردنيا فحسب ، بل عربيا ايضا، غابت الانجازات العربية، كلنا يتذكر سعيد عويطة ، نوال المتوكل، وغادة شعاع، هؤلاء الابطال الافذاذ، الذين انضم اليهم اليوم ابو غوش، وسبقه كل من سامر كمال وإحسان ابو شيخة عام 1998 عندما حصلا على البرونزية في نفس اللعبة في اولمبياد سيؤول عندما كانت اللعبة استعراضية، وبرونزية عمار فهد في اولمبياد برشلونة عام 1992.
الشباب الاردني، الذين يمثلون أغلبية مجتمعنا الفتي، قادرون على المضي قدما بعزيمة وإصرار، وهم على قدر رهان القيادة، التي طالما وضعت هذه الفئة على رأس الاولويات، وفي مقدمة الركب، فهؤلاء الشباب هم الانموذج الحقيقي والمعبر عن مجتمعنا الراقي المُلهم والمعطاء لوطنه وشعبه ولأمته، والقادر على تحقيق الانجاز وتجاوز كل القيود و»المُحبِطات» المتزايدة هذه الايام.
لن تكون هذه المحطة آحر المطاف، بل هي البداية لتحقيق المزيد من الانجاز، عندما تجتمع الارادة والتصميم والتخطيط السليم مع المهارة والعزيمة والمدرب الموهوب، ولنبني الآمال على رياضة التايكواندو كونها رياضة شعبية واسعة الانتشار، وتخّرج الكثير من الموهوبين والابطال، ولنبحث عن القواعد الشعبية والصالات المغلقة، التي تعجّ بالاشبال ،لتبنيهم وتعزيز موهبتهم، فهذا البلد آماله ومستقبله مرتبط بأبنائه وطاقاته البشرية الكفؤة، خصوصا عندما يتحقق الدعم المعنوي والرعاية، وهو ما ينطبق على الكثير من الالعاب الاخرى في وطننا العزيز.
الثنائي الإستثنائي (ابو غوش -العساف) شكرا لأنكما أدخلتما الفرحة والامل لكل بيوت الاردنيين، والعرب، ولتستمرا معا على هذا الدرب، لتحقيق المزيد من الانجاز والتميز والعطاء، فأنتما على قدر أهل العزم.
imad.mansour70@gmail.com
مواضيع ذات صلة