د. أسامة الفاعوري
مما لا شك فيه أن القطاع السياحي الأردني يعاني ويعاني بشده، وقد أدت بعض التحديات الى إغلاق وقطع أرزاق واعمال بعض المنشآت السياحية والعاملين في هذا القطاع، وإن كان هناك بعض الامل في بعض القطاعات للتعافي، إلا أن هنالك بعض التحديات التي وجب توضيحها وأخذ الحذر منها، ومن أهم هذه التحديات التي وجب الانتباه لها:
• عدم الإستقرار الأمني والسياسي في الإقليم ــــــــ فكما نعلم جيداً أن السياحة قطاع حساس لمثل هذه العوامل، وأن ما تشهده المنطقة من حروب، وصراعات، وإرهاب، ومشاكل اللاجئين، والجريمة جميعها تحديات تفرض نفسها على القطاع السياحي، ونحتاج بالطبع الى أن نكون أمنياً أكثر إستعداداً، وأن القول المأثور « أن الإجراءات الأمنية المكثفة قد تزيد من خوف السائح وقلقه، قد تغيرت هذه المقولة الى أن السائح هو من يطلب بزيادة هذه الاجراءات الأمنية». أيضاً عملية الغش والخداع التي تمارس على السّياح، والمحافظة على خصوصيتهم من العوامل المؤثرة في ذلك ايضاً.
• الحاجة الى عمالة مدربة وملهمة بشكل ممتاز لصناعة السياحة والقطاع بشكل عام ـــــــ نعي جيداً أن مؤسسات التدريب المهني والمعاهد وكليات المجتمع والجامعات لها الدور الأكبر في توفير هذه الكفاءات، ولكن للأسف جميع القطاعات السياحية تشكو من هؤلاء الخريجين، وتعتقد أن كفاءتهم أقل من المطلوب، والنتيجة المنطقية لهذا النوع من المتدربين والخريجين هو خسارة الأموال أولاً، وعدم القدرة على مواجهة التحديات في المستقبل ثانياً.
• قلة الأجور والرواتب بالإضافة الى عدم القدرة على التوظيف والاحتفاظ بالعمالة ــــــــ كلنا يدرك تذمر العمالة في هذا القطاع على جميع المستويات من تدني الرواتب والأجور، مما يدفعهم بعد التخرج الى البحث عن أعمال اخرى بعيدة عن تخصصاتهم، وهذا يؤدي الى خروج عمالة قد دُفعت الأموال الكثيرة والوقت عليها لتدريبها، هذا عدا عن الجهد المبذول لكي يتم استقطابهم الى هذا القطاع، أي خسارة مالية من ناحية، وخسارة هذه الأعداد التي درست وتدربت من ناحية أخرى، هذا عدا عن التسريح من العمل او اعطاء الإجازات كما ترى المنشأة في ظروف معينة، مما يؤدي الى خلق بيئة طاردة وغير حافظة لهم.
• الإجراءات والقوانين والتنظيمات التي تُفرض على القطاع ـــــــ فرض الإجراءات والقوانين والتنظيمات سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن يكون سلباً اذا كان عشوائياً، وفيه نوع من التسرع والصيد في الماء العكر، وممكن أن يكون ايجابياً اذا كان مدروساً جيداً، وطبخ على نار هادئة، والنتيجة السلبية له، انه سوف يكون عامل حاسم وطارد للمنشآت السياحية الصغيرة والمتوسطة، ومحبطاً للمنشآت السياحية الكبيرة.
• التسويق والترويج السياحي المحترف والمبدع والصادق ـــــــــ نحن بحاجة الى تسويق إبداعي يقوم على الأفكار الجديدة وليست التقليدية، وهذا لن يكون الإ بوجود المتخصصين والمبدعين اصحاب الأفكار الخلاقة لقيادة القطاع، والوصول الى القطاعات السوقية المؤثرة، والتغلب على المنافسين في الجوار والمنطقة، وكيفية العمل على إختراق وخلق أسواق جديدة.
...وأخيرا هنالك العديد من التحديات الاخرى، ولكن المساحة لا تسمح بأكثر من ذلك، ولكن التحديات ودراستها وتحليلها بشكل منطقي تصبح محفزات للعمل الإبداعي، والخروج بحلول على جميع المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة الاجل، والعمل الجماعي في مواجهة مثل هذه التحديات يكون له أفضل النتائج، ولكن لن ننسى أن يكون الفريق على تجانس عالي من حيث الأكاديمية المتخصصة والخبرة والتفاني وعدم الإحباط والثقة بالنفس، كلها عوامل ايضاً يجب توفرها في الفريق الذي يستطيع مواجهة هذه التحديات والتفكير بايجاد حلول لها. يقول الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان (Ronald Reagan) « الكلمات الأكثر رعباً في اللغة الإنجليزية هي: أنا من الحكومة وأنا هنا للمساعدة».
[email protected]