حاورتها: سارة القضاة - تستعد الفنانة الأردنية هيفاء كمال لإطلاق ألبومها الغنائي الأول «دنيا»، الذي يضم عددا من الأعمال الموسيقية والغنائية الجديدة، وتصف كمال ألبومها «بالمتنوع»، موضحة انها حاولت « التنقل بين الجاد، و البسيط (غير المبتذل)، والتهكمي الساخر، ضمن قوالب موسيقية مختلفة تتنوع بين الموسيقى والعربية، والغربية، والالكترونية، والجاز الشرقي»، وقالت «لم يعد المستمع للألبومات الغنائية يتحمل الاستماع إلى 8 أو 10 مقطوعات موسيقية طويلة المدة، مليئة بالزخم الموسيقي، و المصطلحات القوية و الجادة، بل تحتاج الأذن إلى استراحة خفيفة بين المقطوعة الموسيقية و الأخرى، وهذا ما حاولت تحقيقه».
ونشأت كمال في بيت موسيقي، حيث ان والدها الفنان كمال خليل حرص على متابعة مسيرتها الفنية وتشجيعها، وتصفه بأن له «الفضل الأكبر والأبدي على مسيرتي الفنية، فهو الأب الحنون، و المعلم الأول والمرشد لي على طول الدرب»، وتضيف «لعل أهم ما يميز هذا الألبوم هو وجود تعاون فني بيني و بين والدي باللحن و الغناء، أعتقد أنه سيكون من أكثر الأعمال نجاحاً في الألبوم».
وتقول كمال «خياراتي في ألبومي الأول كانت في معظمها شخصية ، و مدروسة مع فريق الإنتاج وعلى رأسهم المنتج الفنان د.نجاتي الصلح، والذي أثق برؤيته للمشهد الموسيقي، واحتياجات المستمع العربي في هذا الزمن، حيث قمنا سوياً باستعراض عدد كبير من الألحان والكلمات، لنختزل منها 10 أعمال موسيقية متنوعة نأمل أن تلقى الرضى العام من الجمهور، مع التأكيد على الالتزام بالحِرَفِيّة في التنفيذ».
وتؤمن كمال ان دورا كبيرا للموسيقى في إحداث التغيير الاجتماعي والسياسي أيضاً «لكن علينا أن لا ننسى رسالتنا كموسيقيين في إنتاج أعمال موسيقية مبدعة، تركز أيضاً على الجمالية الموسيقية وإبداع أفكار جديدة في التوزيع الموسيقي، ليخرج العمل متكاملاً ويضيف لي شخصياً، وللمسيرة الفنية في الأردن والوطن العربي، بعيداً عن الأشكال الموسيقية التجارية المستهلكة».
وتستطرد في حديثها مفسرة «إن مسألة إحداث التغيير الاجتماعي يستطيع الفنان تحقيقها من خلال مسيرته الكاملة، و ليس عن طريق أغنية واحدة أو ألبوم موسيقي واحد، فهناك العشرات من الإنتاجات الموسيقية الجديدة والتي تصدر يومياً، و خاصةً مع سهولة الانتشار في الوقت الحالي مع تطور خدمات التواصل الجتماعي عبر الانترنت».
ويعد هذا الالبوم نقلة حقيقية في مسيرة كمال، ذلك ان الجمهور عرفها في معظم اطلالاتها من خلال مشاركتها في فرقة «نايا»، واليوم تخرج من قالب الاغاني المعروفة والموروث الموسيقي الغنائي العربي الى اغانٍ خاصة بها، لتبدأ مغامرة خاصة بها، وتقول عن قراراتها الغنائية في هذه المرحلة «إعداد الألبوم بدأ قبل ثلاثة سنوات، تم فيها دراسة و مراقبة الذوق العربي عامةً تجاه الأشكال الموسيقية الحديثة، و الموسيقى البديلة. كما أن الهدف الأساسي من هذا الإنتاج هو تقوية العلاقة بيني وبين جمهوري من خلال أعمال خاصة بي، ومن هنا ستبدأ المرحلة الجديدة».
وكانت كمال شاركت في غناء تتر الفيلم الاردني «لما ضحكت موناليزا» للمخرج الأردني فادي ج. حداد ، وهو واحد من ابرز الأفلام التي تم إنتاجها في الأردن، وتكمن أهمية المشاركة في هذا العمل بحسب ما تقوله كمال « في العروض العربية و العالمية التي شارك بها، حيث تم عرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي، مهرجان وهران للفيلم العربي (حيث حصد العديد من الجوائز)، مهرجان الفيلم العربي في السويد و غيرها الكثير. كما أن عرضه على الشاشات العربية ، و بشكل متكرر مهم جداً من النواحي التسويقية للفيلم ولجميع الفنانين المشاركين به. وهو من أكثر الأعمال التي أعتز بها مع المؤلف الموسيقي و رفيق الدرب د.نجاتي الصلح».
وترى كمال اننا «لا نستطيع أن نرى تصوراً واضح الملامح للمشهد الموسيقي الاردني، أو طريق مدروس ( حكومياً أو انتاجياً)، بالمقارنة مع دول عربية شقيقة مثل لبنان، أو مصر، و التي تندرج المئات من الأجندات الفنية على جدولها السنوي من مهرجانات وإصدارات فنية ودرامية الخ»، وتستدرك «و لكن ما يسعدني في الأردن، هي المشاريع الفردية، و التي تكتسب النجاح و القبول الجماهيري محلياً و عالمياً»
وتؤكد كمال ان «هناك دورا كبيرا على الفنان ليصنع نجوميته بنفسه، و لكن على الحكومات و الدول أن تتبنى الناجح منهم وان لا تتعمد إهماله و ابتزازه كما يحدث حالياً للأسف، على الأقل حتى يستطيع متابعة عمله الفردي بسلام».