خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

إسرائيل وحماس .. موسم الصفقات التجارية

إسرائيل وحماس .. موسم الصفقات التجارية

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

(المضمون: حماس يمكنها أن تتحدث حتى الصباح عن الجهاد والحرب ضد اسرائيل. اما عمليا فعدد الشاحنات التي تمر في كرم سالم ازداد أربعة اضعاف، وفي اسرائيل يقولون ان التعاون مدهش. مصدر وجع الراس في غزة يوجد على الاطلاق في القاهرة - المصدر).

آفي يسسخروف 31/8/2012 - مثلث الحدود مصر – اسرائيل – قطاع غزة. الجنود المصريون الذين شغلوا يوم الاثنين الاستحكام المحصن في ساعات الظهيرة، بدوا مختلفين جدا عن الجنود الذين كانوا هنا حتى قبل بضعة أسابيع. بعد العملية في الاستحكام المصري، الذي قتل فيه 17 جنديا ظهر هناك جنود ذوي مسحة مهملة على نحو خاص – ببزاتهم ومعداتهم. فهم ليسوا مناسبين، باقل تعبير، للاعمال ضد محافل الارهاب. الجنود الذين التقيناهم هذا الاسبوع، عند معبر كرم سالم، بدوا من وحدة اخرى: يعتمرون الخوذات، يلبسون الواقيات والكلاشينكوف جاهز للعمل. ولكن الفارق الاساس كان ان الجدد أقل تحببا بكثير. على الفور اشاروا باصابعهم الى المصور يقولون له «لا تصور».

رغم هذا التأهب في حركة الجنود، من الصعب القول ان النشاط العسكري المصري في أرجاء سيناء بات أكثر كثافة. ففي الاسبوع الاول من العملية عملت مروحيات ومجنزرات ضد بعض خلايا المسلحين المتطرفين. اما هذا الاسبوع فتكاد لا تكون تقارير عن أحداث اطلاق نار أو اعتقالات. وسجل الهدوء النسبي الى جانب تقارير في وسائل الاعلام المصرية عن «هدنة» بين الجهاديين في سيناء والجيش المصري.

ونفت وزارة الدفاع في القاهرة هذه التقارير وفي صباح يوم الاربعاء ادعت بان الجيش بالذات يوسع نشاطه في سيناء. ولكن في نفس اليوم نشرت وكالية «اي.بي» للانباء بان الاسلاميين السابقين – الذين اصبحوا بعد تحررهم من السجن مبعوثين بتكليف من محمد مرسي، حققوا تفاهمات مع الجهاديين في سيناء على وقف متبادل للقتال. وحسب اولئك المتطرفين في الاحتياط، اتفق الطرفان على توحيد القوى ضد الجهات الاجنبية الساعية الى ضرب الاهداف المصرية. يبدو أن مرسي، الذي فهم قيود جيشه في العملية ضد المسلحين في وسط سيناء – ولا سيما في المناطق الجبلية لجبل حلال – فضل التوقف عن القتال والتوصل الى تفاهم حتى لو وقع هذا مع الشيطان.

ولكن مرسي، الذي يذكر بسلوكه نمط معالجة حماس للجهاديين في غزة قد يكتشف، بالضبط مثل حكام القطاع، ماذا يحصل لمن يذهب الى النوم مع الكلاب. اذا أوقف الان الحملة العسكرية ضد المسلحين في سيناء، دون تطهير شبه الجزيرة من عناصر الارهاب، من شأنه أن يستيقظ مع جملة قرصات من البراغيث. وبتعبير آخر، مع عمليات في القاهرة وفي الاسكندرية. وربما أيضا مع ما يفضله على ما يبدو من ناحيته – مع عمليات ضد اهداف اسرائيلية.

 

معبر بدلاً من نفق

على مسافة نحو كيلو متر من مثلث الحدود، باتجاه الشمال الغربي، تواصل الجرافات المصرية هدم الانفاق من رفح المصرية الى القطاع. وتتركز الاعمال هناك على «الانفاق غير القانونية» – الاسم الحركي للانفاق غير الخاضعة لرقابة حماس في الطرف الفلسطيني. حتى الان هدم المصريون نحو 120 من اصل نحو 1.200 نفق فاعل. ضرب النشاط التجاري التحت أرضي زاد وتيرة عبور البضائع من اسرائيل الى القطاع، عبر كرم سالم.

عندما يجري تهريب البضائع في الانفاق دون عراقيل، فان الطلب على البضائع الاسرائيلية في غزة ينخفض. كل توقف في الحركة المصرية في الانفاق (مثلا اثناء اغلاق حماس لها) يرفض على الفور الطلب على البضائع الاسرائيلية. وفي الايام الاخيرة عاد تجار الطحين والسكر الغزيون الى شراء البضائع من اسرائيل، بعد اشهر طويلة من شرائهم اياها من مصر وادخالها الى غزة عبر الانفاق.

كرم سالم، هو معبر البضائع الوحيد الذي يعمل اليوم بين القطاع واسرائيل. من الصعب ايجاد نموذج أفضل للعلاقات المركبة بين اسرائيل وحماس من النشاط اليومي هناك. بهدوء، دون جذب اي اهتمام، تقريبا، يجري في المعبر نشاط تجاري مثير للانطباع. الارقام تتحدث من تلقاء ذاتها. عشية الاسطول الشهير الى غزة، في ايار 2010، مر في كرم سالم نحو 60 – 70 شاحنة في اليوم. أما اليوم، كما يقول رئيس مديرية المعابر في وزارة الدفاع، فتمر نحو 250 شاحنة.

والاستثمار في التنمية يتناسب مع ذلك ايضا: نحو 75 مليون شيكل استثمرت في بناء وتوسيع المعبر منذ ايار 2010. وهو جاهز اليوم لادخال نحو 450 شاحنة في اليوم الى القطاع. في الطرف الاسرائيلي من المعبر يدعون بانه صحيح حتى اليوم، الطلب الفلسطيني على البضائع لا يحتاج الى اكثر من 250 شاحنة – ولا سيما بسبب التوريد الجاري عبر الانفاق.

ويثبت النشاط في المعبر كم فارغة من المضمون شعارات حماس حول «الجهاد» او القتال ضد اسرائيل. في كل مفهوم ممكن نجد أن حماس تتعاون اليوم مع اسرائيل، بشكل غير مباشر، للحفاظ على هدوء في القطاع وعلى نشاط اقتصادي معقول. وصحيح أن المنظمة لا تتواجد جسديا في الطرف الغزي من المعبر، الا انها تتحكم بطرق الوصول اليه ومسؤولة عن حراسته. «ب»، عامل فلسطيني يعمل في المكان، روى لـ «هآرتس» بانه من أجل العمل في المعبر يحتاج الى شهادة عامل تصدرها حماس. وتحتاج حماس الى معبر مفتوح لاسرائيل، تماما مثل الانفاق الى مصر.

المعبر الفلسطيني تديره عائلتان، شخيبر وعقل، حصلتا على الامتياز من السلطة الفلسطينية في رام الله، ولكن ليس قبل حصولهما على الاذن من حماس ايضا. والعائلتان مسؤولتان عن الامن في المعبر في الطرف الفلسطيني (بدون سلاح)، بينما تحرس حماس المكان من الخارج. التنسيق مع اسرائيل يقوم به مندوب وزارة التجارة والصناعة في رام الله، رياض فتوح، الذي يوجد على اتصال مع حكم حماس في غزة ومبعوثيه.

في الطرف الاسرائيلي يصفون التعاون بانه «مدهش»، ليس أقل. فالمطالب الامنية تطبق أيضا في الطرف الفلسطيني، وللاسرائيليين توجد قدرة على رؤية ما يجري هناك في كل لحظة.

ولكن لا يوجد اتصال حقيقي بين العاملين الاسرائيليين والفلسطينيين. في الوسط، بين المعبرين، توجد منطقة تعرف بانها «مطهرة». هناك يتم انزال البضائع الوافدة من اسرائيل. الشاحنات تجتاز فحصا أمنيا متشددا في الطرف الاسرائيلي، في جهاز كشف ضخم يبدو كالوحش. بعد خروج السواقين الاسرائيليين، يدخل «وسطاء» الى المنطقة المطهرة – عاملون اجتازوا فحصا أمنيا – مع شاحناتهم (التي فحصت هي ايضا). وهم يحملون البضاعة وينزلونها في الطرف الفلسطيني، على مسافة نحو 400 متر. «الوسطاء» يعودون والى المنطقة الفلسطينية يدخل سواقون فلسطينيون لم يجتازوا فحصا أمنيا، يحملون البضاعة وينقلونها الى قطاع غزة، عبر حواجز حماس.

غير مرة يحاول حكم حماس فرض الضرائب على سواقي الشاحنات، ولكن دون نجاح. جملة الاضرابات للسواقين والتجار أوضحت لها بان جباية الاموال على البضاعة الاسرائيلية التي سبق ان دفعت عليها الضرائب للسلطة الفلسطينية في رام الله، هي مهمة صعبة على نحو خاص.

هذا هو السبب الذي يجعل حماس تريد معبرا قليلا قدر الامكان للبضائع من اسرائيل، في ظل الاعتماد المتزايد على بديل الانفاق. بالمقابل، من الانفاق تجني ارباحا هائلة. الضرائب التي تجبيها حماس على الوقود المستوردة من مصر تدخل نحو 700 مليون شيكل في السنة. مبلغ هائل بالمقياس الفلسطيني. أكثر من 50 في المائة من البضاعة التي دخلت هذه السنة الى القطاع لم تأتي من اسرائيل.

مصلحة السلطة الفلسطينية معاكسة لمصلحة حماس السماح بادخل معظم البضائع عبر معبر كرم سالم، لزيادة مداخي الحكومة في رام الله والمس بمداخيل حماس من الانفاق.

العبور الحر للبضائع الى قطاع غزة، عبر اسرائيل وعبر الانفاق، خلق زخم بناء هائل في القطاع. بالنسبة لاسرائيل قد يبدو هذا غريبا، ولكن في غزة يوجد اليوم نقص كبير في عمال البناء. مجموعات الشباب ترسل بشكل منظم من القطاع الى تركيا، للحصول على تأهيل مهني.

يعمل معبر كرم سالم الان في ساعات النهار فقط. كميل ابو الركن وضابط أمن المعبر، عامي شكيد، يدعيان بانهما جاهزان للعمل في ساعات الليل ايضا، اذا كانت حاجة الى ذلك – كله حسب قرار القيادة السياسية. «هذا ليس معبر سلام»، يشرحان، «هذا معبر يفترض أن يعمل أيضا تحت التهديد». ولشدة العجب، لا يوجد في هذه الاثناء الكثير من التهديدات. ثلاث مرات اطلقت في السنة الاخيرة قذائف نحو المعبر (ليس كثيرا اذا أخذنا بالحسبان قربه من رفح). وبزعم شكيد، الذي كان في الماضي ضابط أمن غوش قطيف، في أحد الحالات جاء اطلاق النار للاحتجاج على نقل زائد للوقود من اسرائيل الى قطاع غزة، مما اضعف تجارة الوقود في الانفاق. بالنسبة لاصحاب الانفاق، هذه هي طريقة الاحتجاج. فهم أيضا يحتاجون الى نيل الرزق.

هآرتس

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF