نداء الشناق
عند دخولك قلعة الرَّبض ،والتي تسمى" قلعة صلاح الدين اوقلعة عجلون" تجد نفسك امام مجد عظيم وشجاع،يعلو الى اعالي القمم .
تأخذك القلعة الى تجليات التاريخ وذكريات الحضارات ،التي تعاقبت على أردننا الحبيب ، لتمتد عيناك الى جمال الطبيعة والأشجار المحيطة بها ، تقع القلعة في عجلون على قمة جبل بني عوف.
تطل القلعة على فلسطين والبحر الميت ، كما يمكن رؤية أجمل صورة لجبال عجلون عند الوقوف على أحد الأبراج الشرقية للقلعة وقد تم بناء القلعة على شكل شبه مربع، وفيه أربعة أبراج، كل برج يتكون من طابقين ، وأضيف برجان بعد معركة حطين يقعان إلى يمين مدخل القلعة.
سبب بناء القلعة
تم بناء القلعة على جبل بني عوف بالقرب من مدينة عجلون والمشرف على اودية كفرنجة وراجب واليابس، واقيمت بمواجهة حصن كوكب الهوى لرصد تحركات الفرنجة وتنقلاتهم آنذاك، ومن ثم للسيطرة على مناجم الحديد التي اشتهرت بها جبال عجلون .
خلال جولتنا الصحفية التقينا بالسياح واهالي عجلون، حيث ابدوا أعجابهم بجمال القلعة المعماري والتاريخي .
يقول ابو خالد فريحات انه يأتي بأستمرار مع ابنائه وزوجته لجمال القلعة الخلاب وليعرف ابناءه بالتاريخ المشرف لامتنا العربية والأسلامية.
وتقول السائحة البريطانية ماري انها جاءت مخصوصاً لزيارة قلعة صلاح الدين التي قرأت عنها في كتب التاريخ وشاهدت صورها عن طريق الأنترنت ، وقررت المجيئ الى الاردن لمشاهدتها عن القرب لكن كان القرب ليس كما شاهدته من صور عبر الأنترنت كان الواقع اكثر جمالا بعبق التاريخ وانها ستعود مرة اخرى .
وتضيف ماري انها دونت وصورت كل ركن من اركان القلعة وانها ستقول لكل صديقاتها بأن يزورها للاستمتاع بالأجواء الجميلة والتاريخية الخالدة وكيف تم بناؤها بهذه الدقة على قمة الجبل .
يذكر ان القائد عز الدين أسامة أحد قادة صلاح الدين الأيوبي سنة 580 هجري ، قد ساهم في بناء القلعة لتكون نقطة ارتكاز لحماية المنطقة والحفاظ على خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز لاشرافها على وادي الأردن وتحكمها بالمنطقة الممتدة بين بحيرة طبريا والبحر.
وكان الهدف من بنائها هو الحيلولة دون انتشار القوات الصليبية في منطقة عجلون، ولحماية الطرق التجارية مع دمشق وشمال سوريا من تدخل الفرنج ومنعهم من أي توسع في المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن والسيطرة الإدارية على سكان المنطقة،وكان يسكن بها حينها قومً يقال لهم بني عوف من جرم من قضاعة ، كما أخبر القلقشندي هم من أعطوا الجبل اسمه (جبل عوف أو جبل بني عوف).