كتب - رياض القطامين - «قطر» القرية الأردنية الموجوعة في خاصرة الوطن الجنوبية المتأبطة لسفوح الجبال في وادي عربة حيث البؤس والحرمان والفقر تجاوزت كل معايير العوز والحاجة التي تتكلم عنها إستراتيجيات وزارة التنمية الاجتماعية وصناديق المعونة الوطنية والزكاة وايدي المحسنين.
فالشيب الذي غزا أهداب أبو سويلم واعتلى أجفانه وفاطمة التي بلغت من الكبر عتيا تعيش وحيدة بعد أن غيب الموت زوجها لتهيم في طرقات القرية حافية القدمين ومثلها اطفال القرية.
وظلت قرية قطر تائهة طيلة سنوات عمرها بين بلدية وادي عربة وبلدية العقبة سابقا حتى آلت تبعيتها اليوم الى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لكنها ما زالت على حالها تشكو البؤس والحرمان تنظر الى خيرات العقبة الخاصة بعيون دامعة وبطون خاوية يصارع اهلها كل انواع الجوع ولسان حالها يتساءل متى يغبر المسؤولون اقدامهم برمالها الموجوعة.
وقبل ثلاث سنوات لم يكن سليمان بن دلال الوحيد الذي يعيش في العراء او تحت شجرة سدر عتيقة فقد كان جلّ أهالي القرية بهذا الحال ليامر جلالة الملك عبدالله الثاني ببناء مساكن لعدد منهم وينتشلهم من زمهرير الشتاء وهجير الصيف إلى دفء البيوت الذي افتقدوه على مدى سنوات أعمارهم التي قضاها الموسر منهم تحت صفيحة حديدية لا ترد عنه قر ولا حر ولا حتى هوام الأرض وزواحفها وثمة حاجة ان تبادر سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الى استثمار جهود جلالة الملك والبناء عليها لمساعدة الناس هناك لاسيما ان قطر تتبع اداريا وتنمويا الى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وان كانت خارج حدودها.
ويسجل شباب القرية عتبا على المؤسسات العامة والخاصة في العقبة التي عجزت عن توفير فرص عمل ولو بسيطة لهم تعينهم على نوائب الدهر وضنك الحياة.
وتكبر معاناة اهالي القرية بغياب الوعي الثقافي لديهم لاسيما في مجال الصحة الانجابية فليس من مانع لدى الرجل من ان يتزوج اكثر من زوجة ليبلغ عددافراد بعض الاسر 16 فردا دون اي مصدر للعيش ويقبل الشباب على الزواج وهم عاطلون عن العمل.
ويشكو اهلها مرض (تفلور الاسنان) جراء ارتفاع نسبة فلورايد الصوديوم في مياه الشرب التي تاخذ لونا اصفرا كما يقول عطية الكبيش احد ابناء القرية . وقد اكدت تقارير صحية موثقة ثبوت صحة هذه الشكوى .
بالأمس كشفت جولة ل (الرأي) في قطر على بيوت القرية عن واقع حال القرية الذي يحتاج لاكثر من دعم قد يأتي مرة واحدة في شهر رمضان فقط من كل عام ويغيب إلى رمضان آخر وهنا يقول محافظ العقبة خالد عوض الله الذي التقته (الرأي) في القرية إننا نسعى لمساعدة الفقراء هنا ضمن الإمكانات المتاحة والسقف المتوفر وزاد سنعود إلى دعم هؤلاء ثانية من خلال مكارم ملكية متواصلة .
قطر بواقعها الحالي ثمثل انموذجا في الفقر يختلف تماما عن اي معايير يمكن ان تنطبق على عشرين موقعا تم تحديدها بانها الاكثر فقرا في المملكة وهي في امس الحاجة قبل مد يد العون لاهلها الى دراسة دقيقة تقف على مفاصل الحياة فيها ليتسنى بعد ذلك تقديم المساعدة على اسس واضحة فان اسلوب الفزعات او الهبات (السنوية) التي لاتكاد تسد الرمق تفقد تاثيرها في بطون اولئك الجياع دون ان يشعروا بها .