خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

كتاب «من الاستقلال الى الاحتلال»: الى اين يسير العرب؟

كتاب «من الاستقلال الى الاحتلال»: الى اين يسير العرب؟

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

راجعه: محمد العوايشة- يؤكد د. جلال زواد فاخوري في كتابه الصادر حديثا عن جمعية عمال المطابع التعاونية بعنوان «من الاستقلال الى الاحتلال» بان «العراق وفلسطين مثلان صارخان على اغتصاب اداء العروبة للارض العربية واحتلال العدو لهما هو تشويه لانسانية الانسان، وتدمير لكرامته وعروبته وديمقراطيته، وهو محو لذاكرة العروبة وهويتها والغاء للوجود العربي من على خريطة الجماعة البشرية».
يقسم د. فاخوري كتابه الى بابين يتطرق في الاول الى الحديث عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، في ما يتحدث في الثاني عن الاحتلال الاميركي للعراق.
ويبين د. فاخوري انه «لم يحدث في التاريخ المنظور ان قضية سياسية وقانونية وانسانية استحقت من الاهتمام والعناية كما استحقت القضية الفلسطينية، ولم يحدث ايضا ان شعبا ما عانى ويعاني من تشريد وفقدان الارض وسفك الدماء والتهجير والقتل الجماعي اكثر مما عانى الشعب الفلسطيني» مضيفا «لم يحدث ان قضية عالمية استلهمت الكتابة عنها وعن شعبها اكثر من هذه القضية، بل لم يحدث ان قضية ما استقطبت من التآمر الدولي والشرق اوسطي اكثر من هذه القضية».
ويؤكد د. فاخوري بان «من الحقائق التي يمكن مطالعتها ومشاهدتها على الارض هي ان الاحتلال وان كان هدفه تحرير الشعوب من القيود، الا ان الشعوب كانت دوما بعيدة عن هذا الهدف، ومن سخريات الاحتلال انه بدوره كان يدفع ثمن الاحتلال وليس الشعوب فقط»، موضحا ان «محاولات السعادة المنشودة من قبل الدول المحتلة والتي يقابلها شقاء واسع في الشعوب المستضعفة قد ارتدت - هذه المحاولات - سلبا على الدول القوية المحتلة، فشقاء الانسان الفلسطيني او العراقي مثلا من المفروض ان يقابله سعادة انسان بريطاني او اميركي، لكن هذه الشعوب تعاني من الارهاق الاقتصادي او الموت او الانتماء الذي يسببه الاحتلال لفلسطين والعراق، بل اكثر من ذلك، فان الثقافة الغربية التي تحاول دول الاحتلال فرضها على العرب بدأت تأتي بثمار عسكية ظاهرها الكره لهذه السياسات والثقافات».
ويبين د. فاخوري ان «خطأ المحتلين انهم لا يدركون انهم اذ يستعبدون الناس انما يستعبدون انفسهم في الوقت ذاته». موضحا ان «الاحتلال اليهودي لفلسطين يمثل تجسيدا لنظرة الغرب وخصوصا بريطانيا واميركا للقضية العربية، فوعد بلفور بريطاني، والاستقلال اليهودي، روسي اميركي بريطاني، والاحتلال الاميركي - البريطاني، للعراق مكتمل ومتمم لخرائط سايكس بيكو الفرنسية البريطانية»، مضيفا ان «التلاحم العضوي بين الاحتلالين اليهودي لفلسطين، والاميركي - البريطاني للعراق، هو تلاحم تبدو صور الاحتلال مجرد اشكال متعددة لمضمون واحد، وهو ان العرب ليسوا الامة التي يجب ان تحكم نفسها بنفسها وتدير امورها بنفسها».
ويقول د. فاخوري ان «خطط غزو العراق رغم كونها ليست جديدة، لكن الساسة المحافظين الجدد الذين كانوا يخططون لغزو العراق منذ عهد ريغان وبوش الاب، لم تسنح لهم الفرصة لتحقيق احقادهم ضد العراق الا في عهد بوش الابن الذي انحاز بقصر نظره الى مجموعة المحافظين الحاقدة راسمي خطط البيت الابيض»، مؤكدا بان «الحرب على العراق جاءت بمردود معاكس وهو الفوضى التي قال عنها بريجنسكي، وسحق النظام الدولي الذي اشار اليه تشومسكي، واذا كان المقصود هو ملاحقة الارهاب في الشرق الاوسط، فان الحرب على العراق عززت الارهاب في الشرق الاوسط، وتنامى بحيث اصبح يهدد كل العالم بعد ان كان نادرا».
ويزيد د. فاخوري «لقد حصد الاميركيون والاسرائيليون رؤوس الناس واجسادهم في فلسطين والعراق فاستحقوا بذلك كره الكرة الارضية وبغضها للسياسات الرعناء وغير الانسانية، وبعد ان كان الاميركيون واليهود يعتبرون المقاومة غير شرعية اضطروا للاعتراف بان المقاومة امر طبيعي في ظروف الاستقواء والاستعباد وخنق الحريات وتدمير الحضارة والغاء الوجود وتلاشي الهوية وزوال الانسانية».
ويشير د. فاخوري الى ان الانعكاسات السلبية التي تركها احتلال بغداد، قد اثرت بشكل مباشر او غير مباشر على الاقتصادات العالمية واولها اميركا نفسها كما انها اثرت في السياسات العالمية فاسقطت حكومة اسبانيا، ومنعت هندوراس والدومنيكان من الاستمرار في لعبة التحالف العسكري مع الولايات المتحدة، كما عمقت الارهاب في الشرق الاوسط واسقطت هيبة الولايات المتحدة ومجلس الامن وقسمت العالم الى معسكرات سياسية، ويضيف د. فاخوري «حين كانت القضية الفلسطينية تدور في اروقة الامم المتحدة والعالم كان الفكر يتجه تلقائيا الى الولايات المتحدة على اساس انها الوسيط القوي القادر على لجم اسرائيل وتحجيم سلوكياتها، ولكن بعد الغزو الاميركي للعراق تحولت الولايات المتحدة من دور الوسيط غير المحايد الى دور العدو المتهم مباشرة بمحاولات قهر العرب ولعل ذلك واضح من خلال تطبيق الديمقراطية في العراق من خلال المدفع والصاروخ».
ويقول د. فاخوري «من المعروف ان الاحتلال العسكري ابشع انواع الاستعمار القديم والحديث، ومقاومة الاحتلال امر طبيعي»، متسائلا «لماذا اذا تستنكر الولايات المتحدة واسرائيل المقاومة فتلصقها بالارهاب؟ افليس طبيعيا ان تستوعب الدول الغازية مبدأ المقاومة؟ افليس طبيعيا ان يعم العدل العالم؟ افليس عدلا من دولة كبرى كالولايات المتحدة ان تجهد في نشر السلام والعدل والحق في العالم وهي الحامية لقوانين الامم المتحدة».
ويؤكد د. فاخوري بان «الوحشية التي يتمتع بها الاحتلال في فلسطين والعراق اثبتت مرة بعد مرة ان المقاومة واجبة، والكره معلل، وان الاحتلال عدو للحرية التي يتبجح بها وعدو للديمقراطية التي يحارب من اجلها وعدو لحقوق الانسان التي يثرثر دوما بها وعدو لشعبه حينما يتجاوزه بالحروب رغما عن انفه.
ويخلص د. فاخوري الى القول ان «اعتقاد الادارة الاميركية بامكانية سيادة العالم ونشر العولمة بالقوة او نشر نظام جديد، مرهون بمدى تجاوب الشعوب معها، وان تصنيف الولايات المتحدة للدول بالشريرة او الطيبة او الصديقة هو بدوره امر مرهون بمصلحة كل بلد على حدة، ومصلحة شعبه اولا. فالسلام الحقيقي يكمن ويسود بين الشعوب المستضعفة حيث لا القوة ولا الاغراء او التبعية يمكن ان تجلب السلام، فالامن والاستقرار والسلام لا يمكن ان تستتب بالقوة، بل بمزيد من الحرية ونشر العدل والمساواة بين الشعوب، ان الاحتلال في الزمن المعاصر يلقى مقاومة والمتعاونون مع الاحتلال عليهم مناشدة التاريخ ان كان قد كتب عن استمرار احتلال.. ففجر الشعوب لا بد ان يبزغ».
يذكر ان د. جلال زواد فاخوري حاصل على درجة الدكتوراة في فلسفة الفكر السياسي، عمل موظفا عاما وكاتبا صحفيا، صدر له العديد من الابحاث والدراسات، كما صدر له سبعة كتب اضافة لثماني مجموعات قصصية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF