لندن - أ ف ب - توج ليستر سيتي موسمه «الخرافي» وحسم لقب الدوري الانجليزي لكرة القدم بفضل هدية من تشيلسي بطل الموسم الماضي الذي عاد من بعيد واجبر جاره اللدود توتنهام على الاكتفاء بالتعادل معه 2-2 امس الاول على ملعب «ستامفورد بريدج» في المرحلة السادسة والثلاثين.وكان توتنهام بحاجة الى الفوز في معقل تشيلسي للمرة الاولى في زياراته الـ29 الاخيرة في جميع المسابقات الى ملعب جاره اللدود، وتحديدا منذ ان تغلب عليه 2-1 في شباط 1990 في دوري الدرجة الاولى سابقا، وذلك لانه دخل الى اللقاء وهو متخلف بفارق 8 نقاط عن ليستر الذي تعادل الاحد الماضي مع مانشستر يونايتد 1-1.لكن فريق المدرب الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو اكتفى بالتعادل رغم انه انهى الشوط الاول متقدما بهدفين نظيفين، ما سمح لليستر بان يحسم اللقب التاريخي لانه يتقدم بفارق 7 نقاط قبل مرحلتين على ختام الموسم.وما يزيد من خيبة توتنهام الذي كان يحلم بلقبه الاول منذ 1961، انه لم يعد ضامنا حتى للوصافة لانه لا يتقدم سوى بفارق نقطتين عن جاره الاخر ارسنال وعلى مدربه بوكيتينو الان ان يرفع معنويات لاعبيه في المباراتين الاخيرتين ضد ساوثمبتون على ارضهم ثم نيوكاسل يونايتد خارجها.ورفع تشيلسي الذي يختتم مشواره مع مدربه الهولندي هيدينك بمواجهة سندرلاند ثم ليفربول في مباراة مؤجلة قبل ان يختتم الموسم على ارضه ضد ليستر، عند 48 نقطة في المركز التاسع.لم يكتف ليستر سيتي باحراز اللقب، بل سيشارك الموسم المقبل في دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه، ويأمل انصاره ان يبقى نجومه في صفوفه موسما اخر ولم لا تحقيق مفاجأة اخرى على الصعيد القاري.ليستر قلب كل التوقعاتويمثل تتويج ليستر الذي لم يحقق اي انجاز كروي سابق، بلقب الدوري مخالفا جميع التوقعات، نجاحا عظيما لفريق تمكن بفضل امكانيات ضئيلة تحقيق ما فشلت في تحقيقه اندية النخبة التي انفقت اموالا طائلة.في بداية الموسم، منحت مكاتب المراهنات نسبة واحد على 5 الاف لليستر لكي يتوج باللقب وكان الامر طبيعيا لان ليستر نجا باعجوبة من الهبوط الى الدرجة الاولى نهاية الموسم الماضي.لكن الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين الذين بذلوا جهودا خارقة رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار ووجود مدرب ملهم هو الايطالي كلاوديو رانييري، ساهم في تحقيق المعجزة باحراز اللقب ليقلب ليستر سيتي الطاولة على الجميع.اللاعبون.. سر القصةوصف المدير الفني رانييري ما تحقق بانه «انتصار للاعبين اعتبرتهم الاندية الكبيرة صغار القامة او بطيئين ولم تتعاقد معهم».وتابع «ما حصل مع لاعبي ليستر يمنح الامل لكل لاعب يقال له بانه لا يملك المستوى الكافي لكي يبدع في مجاله».والادلة كثيرة في صفوف ليستر: فحارس مرماه الدنماركي كاسبر شمايكل ترك مانشستر سيتي بعمر الثانية والعشرين وامضى خمسة مواسم يتخبط بين الدرجتين الاولى والثانية قبل ان يمنحه ليستر الفرصة لكي يحذو حذو والده بيتر شمايكل حارس مرمى مانشستر يونايتد الشهير من خلال حراسة عرين فريق متوج باللقب المحلي.اما الظهير الايمن داني سيمسون ولاعب الوسط داني درينكووتر فقد اخلى سبيلهما نادي مانشستر يونايتد لكن كلاهما لعب دورا اساسيا في احراز ليستر سيتي اللقب حتى ان الاخير استدعي الى صفوف المنتخب الانجليزي.بدوره، امضى المدافع الالماني العملاق روبرت هوث اربعة مواسم في صفوف تشلسي من دون ان يفرض نفسه اساسيا، اما زميله في خط الدفاع وقائده الجامايكي ووس مورغان فلم يلعب كرة القدم على مستوى النخبة الا عندما بلغ الثلاثين من عمره.اما الجناح مارك البرايتون فقد اطلق سراحه ناديه الام استون فيلا عام 2014.اما ابرز نجمين في صفوف ليستر وهما الجزائري رياض محرز وهدافه جيمي فاردي فكلفا النادي 4ر1 مليون جنيه استرليني فقط (حوالي مليوني دولار)، وقد توج الاول لاعب العام بحسب جمعية اللاعبين المحترفين، والثاني افضل لاعب بحسب جمعية الصحافيين.وكان البعض قال لمحرز بانه ضعيف البنية جدا وبطيء جدا لكي يصبح لاعب كرة قدم محترفا، لكنه بات اول عربي وافريقي ينال لقب افضل لاعب في الدوري الانجليزي وثاني لاعب من خارج القارة الاوروبية بعد الاوروغوياني لويس سواريز.اما فاردي فرفض ناديه الاصلي شيفيلد ونزداي التعاقد معه بعد ان اعتبره قصيرا جدا، لكنه حطم الرقم القياسي للتسجيل في 11 مباراة متتالية هذا الموسم، واستدعي الى صفوف المنتخب الانجليزي كما ذكرت تقارير بان قصته ستصبح فيلما سينمائيا.الملهم رانيريالمدرب الذي اقيل من طرف الاتحاد اليوناني، والذي تخلى فريق موناكو الفرنسي عن خدماته، والذي حصل على مراكز شرفية مع فرق اقوى من ليستر (روما ويوفنتوس وتشيلسي وإنتر ميلان الخ) هو اليوم «الملك كلاوديو» للصحيفة الرياضية اليومية الاكثر شعبية في ايطاليا «لا جازيتا ديلو سبورت»، التي أظهرت في صورة الإمبراطور الروماني.فعلييا.. الملهم الاكبر كان المدرب رانييري الذي لم يلق تعيينه حماسا كبيرا من قبل انصار النادي وبعض النقاد.نجح رانييري في استغلال الزخم لفريقه بعد ان فاز في سبع من مبارياته التسع الاخيرة الموسم الماضي لينجو من الهبوط باشراف مدربه السابق نايجل بيرسون.لم يقم رانييري الذكي باحداث ثورة في صفوف الجهاز الفني واهم خطوة قام بها كان احتفاظه بالمسؤول عن التعاقدات ستيف وولش.تعاقد الفريق مطلع الموسم مع هوث والنمسوي كريستيان فوكس والياباني شينجي اوكازاكي ولاعب الوسط نجولو كانتي.وبنى رانييري فريقه على دفاع صلب مع الاعتماد على الهجمات المرتدة مستغلا سرعة محرز وفادري... بيتزا وموعد في دوري الأبطال في الواقع، ومنذ عدة أشهر، يتابع الايطاليون بفخر ومودة المشوار الخارق لليستر ورانييري.لأنه مع البيتزا التي قدمها للاعبيه بعد سلسلة من النتائج الجيدة، وبلهجته، أو قصة الغداء مع «الوالدة»، فان الابن السابق لتيستاتشو، منطقة شعبية في روما، جلبت القليل من إيطاليا إلى إنجلترا.ولكن أيضا لأنه في الوقت الذي يستعد فيه أنطونيو كونتي لبدء مشواره هذا الصيف مع تشيلسي، وضع رانييري «المدرسة» الايطالية للمدربين، في الواجهة.رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رنتسي قام بتحيته على تويتر، فكتب «اكبر انجاز في تاريخ كرة القدم الانجليزية تم تحقيقه من طرف إيطالي. ليستر الكبير. السيد رانييري الرائع».من جهته، كتب مدرب يوفنتوس بطل ايطاليا اليجري على حسابه في تويتر: «أسلوب المدرسة الإيطالية يغزو البريمر ليج ! برافو رانييري والتهاني لليستر. لنلتقي في مسابقة دوري الابطال».كما كتب مدرب نابولي ثاني الدوري الايطالي ماوريتسيو ساري: الجميع يعرف أن المدربين الإيطاليين هم على مستوى عال جدا. انه إنجاز استثنائي في مسيرة رائعة».المدرب السابق للمنتخب الإيطالي تشيزاري برانديلي ذهب إلى أبعد من ذلك وجعل رانييري «رائدا» لكرة القدم الايطالية.وقال «كلنا جميعا اول مشجعين له. نحن فخورون، انها دعاية كبيرة لكرة القدم الايطالية. كلاوديو شخص جدي، عندما يقول شيئا، لا يطلق تصريحات في مهب الريح ابدا. انه يقوم بأشياء غير عادية».ملاك ليستر يسعون لعدم التفريط بالفريقتعهد الملاك التايلانديون لنادي ليستر سيتي الانكليزي اليوم الثلاثاء بمقاومة اي ضغوط لبيع اللاعبين الذين مكنوا فريق «الثعالب» من التتويج غير المتوقع بلقب الدوري الانكليزي لكرة القدم للمرة الاولى في تاريخه.وقال نائب الرئيس التايلاندي للنادي إياوات في تصريح للتلفزيون المحلي: ليستر ليس الفريق الذي سيبيع لاعبيه. مثلما قلت منذ اليوم الاول.واضاف «جميع اللاعبين يرغبون في البقاء ويريدون ان يروا الى اي مدى يمكن ان يذهبوا».ويعود شراء ليستر سيتي من قبل التايلاندي، ملك الاسواق الحرة في تايلاند، الى عام 2010، ويشهد له بالادارة الذكية للنادي وبالتعاقد مع الايطالي كلاوديو رانييري كمدرب للفريق.
ليستر سيتي يضع حداً للقب الدوري الإنجليزي
12:00 4-5-2016
آخر تعديل :
الأربعاء