عمان - فتحي الأغوات
تشهد الأسواق الشعبية هذه الأيام إقبال لافتا من قبل العديد من الشباب الذين يقصدونها لشراء مستلزماتهم من الألبسة والأحذية وغيرها من البضائع التي تعرض في هذه الأسواق بأسعار منافسة تقل عن مثيلاتها في المحلات والمعارض التجارية.
وبحسب رأي شباب إلتقاهم «الرأي الشبابي» فان هذه الأسواق لها شعبيتها وحضورها بين الشباب العاشقين لبساطة الماضي بتراثه وأصالته بما كانت تكتنز هذه الأسواق من بضائع ومستلزمات وحرف يدوية ومقتنيات قديمة أصبحت نادرة في الأسواق.
ونوهوا إلى أن جودة ما هو معروض في الأسواق الشعبية من بضائع يضاهي إلى حد كبير نظيراتها في المحال التجارية، مشيرين إلى مثل هذه الأسواق غدت وجهة للكثير من المواطنين متوسطي الدخل ولبعض ميسوري الحال أيضا ولم تعد تقتصر على الفقراء فقط.
ودعوا الجهات المختصة إلى زيادة الرقابة والإشراف على الأسواق الشعبية التي تعد متنفسا لتلبية حاجات المواطنين من الذين أنهكهم غلاء الأسعار وجشع بعض التجار.
وتحت العنوان قال الشاب مجدي خليل إن «أسعار البضائع في الأسواق الشعبية في متناول الجميع ولكنها ذات جودة متوسطة إلى حد ما، في حين أن الملابس ذات الجودة العالية والتي تباع في المحلات التجارية مرتفعة الثمن وتفوق بكثير قدرتي الشرائية».
وأضاف «بالرغم مما نشهده حاليا في الأسواق التجارية والمولات من تنزيلات وصلت إلى حد 70% على بعض البضائع كما هو معلن، إلا أنها تبقى مرتفعة وليس بمقدوري شراؤها لتصبح الأسواق الشعبية ملاذي في شراء الأوفر ماديا».
ماهر مسلم صاحب احدى البسطات لبيع المشغولات الخشبية اليدوية قال انه يتنقل بين أكثر من سوق شعبي على مدار الأسبوع، لبيع مصنوعاته اليدوية، لافتا إلى أنه يتحصل على دخل مناسب من تسويق منتجاته في هذه الأسواق.
وأشار إلى أن زبائنه من مختلف شرائح المجتمع أغنياء ومحدودي الدخل، موضحا أن هامش الربح لديه متواضع مقارنة بغيره من المحلات لذلك فان أسعاره معقولة ومناسبة.
الشابة «ريم» أشارت إلى أنها من الرواد الدائمين للأسواق الشعبية، مشيرة إلى أنها تشتري منها الكثير من ما يلزمها من حاجات.
وأضافت «اقصد بسطات البالة في السوق الشعبي لشراء الملابس فالأسعار هنا مناسبة جدا والبضاعة جيدة».
الجامعي معاذ الخليلي قال إن هذه الأسواق تجتذب الشباب في كثير من الأحيان الذين يرغبون في اقتناء ملابس مستوردة موديلات عصرية أوربية، حيث لا تسمح لهم إمكاناتهم المالية شراءها من أسواق ومحلات الماركات، فيلجون إلى الأسواق الشعبية حيث تتعدد خيارات شراء حاجاتهم من الملابس والأحذية بتنوع العديد من البسطات التي تعرض ملابس البالة بأسعار زهيدة، في بعض الأحيان تكون هذه الملابس غير مستعملة أصلا ومن ماركات عالمية مشهورة، لافتا إلى أن مشهد الازدحام الكبير على الأسواق الشعبية هو دليل على نجاح هذه الأسواق في جذب الناس إليها.
ناهد ميخائيل قالت إنها تحرص كل يوم جمعة على الذهاب إلى السوق الشعبي في منطقة «رأس العين» الذي يزخر بكل متطلبات الأسرة، مشيرة إلى أنها تنتظر يوم الموعد المحدد لفتح السوق بفارغ الصبر. وأضافت «اخصص فترة ما بعد الظهيرة للتجول واختيار الأشياء اللازمة لي لأسرتي»، مؤكدة أن رواد هذا السوق يأتون اليه من جميع مناطق المملكة وأنها تذهب في كثير من الأوقات برفقة مجموعة من صديقاتها لغرض التسوق ومن باب النزهة ومتعة التسوق فيها والاطلاع على ما يعرض من تحف وأعمال يدوية وتقليدية جميلة».
