عمان - فرح العلان
قال القاص جمعة شنب: ان «العمل الثقافي يعتريه الخراب الذي يعتري شتّى ضروب حياتنا، الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة والحضاريّة والاقتصادية إلى آخر القائمة». مضيفا «نحن في ذيل القاطرة تمامًا، مربوطون بحبل غير مكين حتّى.
وأضاف إن هذا الخراب الثقافي يتجلّى على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الفضائيّات، وعلى رفوف المكتبات. تجد هنا ناقدًا فاسدًا، وكاتبًا بلا لغة، وقارئًا ضحلًا، و آخر يخطىء في النحو والإملاء، وهناك شاعرٌ بلا ضمير، وروائيٌّ مهرّج..هذا حالنا ، إلّا من رحم ربّي».
وفي السياق يقول الشاعر شنب: «نحن فاسدون، ولماذا لا نكون فاسدين؟ فالنّاقد –بصورة ما- قاضٍ، إن فسد، فسد الأدب، وغدا ضربًا من السفاهة، ولا يكاد الأمر يختلف كثيرًا في السّاحات العربيّة الأخرى، ثمّة جوائز كثيرةٌ جائرة و(كريمة) جدًّا،
تمنح لكتّاب من الدرجة العشرين، وتحجب عن آخرين قبضوا على الجمر في زمن الترهّل، وإن كانت بهم خصاصة، فيما يزدهر الآخر ويرقى، ولا يأخذ بالسّفاسف». مضيفا «الطالب هناك يقضي سنيّه في البحث، فيما يقضيها الطالب الأردني بالعبث بهاتفه الذكي». وزاد أن التعليم منهار تمامًا، وهشٌّ مثل أرواحنا، خواء في الأرجاء، ولا تكاد ترى غير القتامة»، مستدركا «الحقيقة أنّني منشغل في اختيار قصص مجموعتي الخامسة، لأدفع بها إلى الطباعة، وأتفرّغ لإنهاء روايتين مهجريّتين بالتوازي، أعمل عليهما منذ خمس سنوات».
وعما يقرأ في الوقت الراهن، بين شنب «أقرأ اليوم كتابًا رشّحه لي صديق، بعنوان (الدّين والتديّن) لكاتبه عبد الجواد ياسين، وأشعر بالبؤس الشديد. لقد غُرّر بنا، وصدّقنا أنّنا الأفضل، برغم حالة التهشّم والتشظّي التي نعيش.
ووأشار شنب إلى أننا نعيش على المكابرة والكبر والكبرياء، ولا رابط بيننا وبين تراثنا إلّا في واحدة من اثنتين: حالة تنكّر وتهكّم، وحالة عبادة وتقديس. نحن متطرّفون في كلّ شيء، وقساة على المخالف، كيف لا ونحن نقسو على أولادنا وزوجاتنا!».
واشترط صاحب مجموعة «قهوة رديئة» «اذا اردنا ان لا نتكلم في السياسة لا بدّ أن نعرّج على العسكرة. إن ما يجري في المحيط فاجع بكل ما تعنيه الكلمة، إنهم يقصفون البشر بكل شيء، ومن وراء البحار، ويجوّعونهم، ويطلع عليك البعض مبرّرًا، مصطفًّا مع آلة القتل، مع الأنظمة، ضدّ الشعوب.
وختم شنب لقد اختلطت المسائل، وعلينا أن نقف أمام أنفسنا محاسبين: لماذا نحن اليوم على هذه الحال؟». قائلاً: « إنّنا نشهد انهيارًا في منظومة القيم والأخلاق، وسوادًا لمنظومة الاستهلاك واللّهاث».