اربد - نادر خطاطبة
فيما شكا مواطنون سجلوا لتأدية مناسك العمرة واربك تلكؤ الشركات المنظمة لرحلاتهم وعدم التزامها بالمواعيد المحددة حسب خططهم وبرامجهم الشهر الماضي، وحثت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية المواطنين على التسجيل مباشرة لدى الشركات «المعتمدة» من الجهات الرسمية والابتعاد عن الوسطاء الذين يسعون الى تحقيق عمولات جراء تنظيم الرحلات.
وبحسب شكوى تلقتها «الرأي» من مواطنين ان الشركات اخلفت مواعيدها عدة مرات بعد ان سجلوا لديها وسددوا تكاليف العمرات للشهر الماضي، مستغلين العطلة المدرسية او اجازاتهم السنوية من عملهم لكن استخفاف الشركات اضاع اجازاتهم سدى دون ان يتمكنوا من تأدية المناسك علاوة على المماطلة والتسويف في مواعيد اعادة المبالغ المالية التي دفعوها.
وشكلت قضية رحلات العمرة على الدوام جدلية بين الراغبين بتأدية المناسك والشركات والجهات الرسمية حول جودة ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين، ومدى التزام الشركات فيها الا ان المعالجات ما تزال قاصرة عن ازالة اسباب الشكوى للان.
واشارت الشكوى الى ان الشركات التي يفترض ان قدرتها لا تتجاوز تسيير 12 حافلة لاداء العمرة الا ان جشع اصحابها قادهم الى حجز جوازات سفر لالاف المواطنين وتحديد مواعيد كاذبة لهم ادت لحدوث حالة الارباك وهو ما نفاه اصحاب شركات متذرعين بالظروف الجوية واجراءات مقيدة اتخذت من الجانب السعودي حيال الاجراءات وتسيير العمرات.
ولفتت الشكوى الى ان الشركات تارة تذرعت بالظروف الجوية التي سادت وتمخضت عن عطلة لعدة ايام جراء العاصفة الثلجية اعاقت عمليات منح التأشيرات لسد الثغرات في عدم قدرتها على تنظيم الرحلات لاعداد المواطنين المسجلين لديها بمواعيد محددة.
وزعمت الشكوى بوجود عدم التزام من اصحاب الشركات بالمتفق عليه من نواحي الخدمات بالنسبة للمعتمرين ممن تم تسيير رحلاتهم من نواحي الاقامة ونوعية الحافلات التي تقلهم ناهيك عن ترك العشرات منهم بلا مأوى في المدينة المنورة لعدم توافر حجوزات سكن من قبل المنظمين فيها واقتصار الحجوزات على سكن في مكة المكرمة.
وطالبوا وزارة الاوقاف التدخل لوضع حد للممارسات السلبية بحق الشركات المخالفة حتى لا يبقى المعتمر رهينة لتصرفات اصحابها السلبية والحد ما امكن من تعرضه للاحتيال بهذا الجانب.
من جانبه قال محمود الصمادي، مدير شركة حج وعمرة، ان شركات الحج اصبحت رهينة لسياسات رسمية خاطئة تربك عملها على الرغم من ان تنظيمها للرحلات واستثمارها في هذا المجال عال وتكون ملتزمة مع شركات الحافلات بعقود على حجز اكبر عدد من الحافلات لتخفيض اسعار العمرة لكنها تصطدم بقضايا التأشيرات والارباك الذي يقع لمنحها.
واضاف ان الشركات فوجئت بإجراءات سعودية متصلة بتوسعة الحرم وبالتالي تقليل الاعداد المسموح لها باداء العمرة علاوة على الظروف الجوية التي حالت دون منح التأشيرات اللازمة بمواعيد محددة ما اربك عملها.
ولفت الى ان الشركات تقوم بحجز تأشيرات الكترونية لدى السفارة صلاحيتها 14 يوما تقوم خلالها بارسال الجوازات لتثبيت التأشيرات عليها، الا ان الظروف الطارئة اعاقت قدرة السفارة على التعامل مع الكم الهائل من الجوازات وبالتالي سقطت الموافقات الالكترونية وخسرت الشركات قيمتها المحددة بمئتي ريال لكل تأشيرة.
وقال الصمادي، انه امام هكذا اوضاع وظروف اضطرت الشركات الى تسيير اعداد محدودة من الحافلات وجدولة مواعيد جديدة لجميع المتقدمين، الا انهم لم يتفهموا هذه الظروف بل وحاول بعضهم كيل الاتهامات للشركات والاعتداء على كوادرها بحجة النصب والاحتيال.
وقدم شرحا حول القضايا الاجرائية المتصلة بعمل الشركات من نواحي حجوزات الاقامة في مواسم العمرة وما يترتب على الشركات من خسارة جراء اي اختلالات بهذه الخطوات والشركات غير مسؤولة عنها داعيا الجهات الرسمية الى تفهم هذه القضايا.
واكد ان الشركات مرتبطة بكفالات مالية مع وزارات السياحة والداخلية والاوقاف حيال تنظيم العمرة الا انها بذات الوقت تكون الضحية والتعرض للاعتداءات والاتهامات من المعتمرين دون ان تحرك الجهات الرسمية ساكنا لمساندتها باعتبار ان شعار الاوقاف «المعتمر الاردني اولا».
بدوره قال مدير الحج في وزارة الاوقاف ابراهيم عشران، ان المواطن يقع ضحية الوسطاء في قضية التسجيل للحج والعمرة وان الذين يتولون جمع جوازات السفر يحققون عمولات جراء تسجيلها لدى الشركات.
وقال ان المشكلة هي وجود العديد من الشركات غير المعتمدة وغير المرتبطة مع الوزارة بأي كفالات وتمت مخاطبة الجهات الرسمية لوضع حد لهذه المخالفة وايقافها.
وحث المواطنين على سؤال مركز الوزارة او اي من مديريات الاوقاف في المحافظات للتثبت من اعتمادية الشركة التي يعتزم المواطن السفر معها وبالتالي يكون ضامنا لحقوقه والخدمات التي يفترض ان تقدم له.
وبالنسبة لتعطيل مواعيد رحلات الشهر الماضي قال ان الظروف الجوية التي سادت كان لها اثر في تعطيل الرحلات وعدم انتظامها وتمت مخاطبة السفارة التي ابدت كل تعاون من اجل تسهيل عملية التأشيرات للجوازات الا ان ظروف العطلة وتكدس الاف الجوازات اربك الامور.
واعاد عشران التأكيد على ضرورة تثبت المواطن من اعتمادية الشركة وتجنب الوسطاء الذين يربكون سير عمل الرحلات طمعا بالحصول على عمولات جراء الزام المعتمرين بشركات ربما لا قدرة لها على الوفاء بالتزاماتها تجاه المعتمرين.