اربد – محمد قديسات
اوصى مشاركون في المؤتمر الطلابي الاول حول «العنف المدرسي» الذي نظمته شبكة مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية الشاملة للبنات في قصبة اربد امس بضبط أسلوب التعامل مع الأطفال في المدارس من خلال تشريعات وقوانين تؤطر العلاقة بين الطلبة واركان العملية التربوية.
ودعوا الى تعزيز الدور الإعلامي في محاربة هذه الظاهرة، وتسخير الأعمال الدرامية للحد منها وإيجاد وسائل الترفيه السليم والنافع، والعمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي.
كما اوصوا بتفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدارس ووعي الأسرة بأهمية دورها في تهذيب سلوك الطلبة ومنع لجوئهم إلى العنف وذلك بتربيتهم تربية تقوم على محاسن الأخلاق والثقة المتبادلة.
واكدوا على اهمية نشر أفكار توعوية عن أضرار العنف المدرسي بالإذاعة المدرسية، ونشر ثقافة الحوار والتسامح بين الطلبة والمعلمين وإتاحة الفرصة للتدريب واكتساب المهارات اللازمة.
وناقشت مجموعة من اوراق العمل التي قدمت في المؤتمر الذي استمر يوما واحدا ظاهرة العنف المدرسي واسبابها الاسرية والمدرسية والمجتمعية والجامعية وعرض الطلبة افكارهم وملاحظاتهم وتوصياتهم للحد من الظاهرة بأسلوب علمي ومنهجية تربوية.
وقال مدير التربية لقصبة اربد علي الدويري ان المدارس تخلو من ظاهرة العنف الطلابي ولم تسجل في المدارس أي حالات تذكر تتطلب تدخل الاجهزة الأمنية، مؤكدا ان الاسرة تلعب دوراً كبيراً في الحد من ظاهرة العنف المجتمعي.
وأضاف ان الأسرة تعتبر المصدر الأساسي للعنف المدرسي فالسنوات الأولى من حياة الطفل هي السنوات التي تحدد الإطار العام للشخصية الإنسانية، مؤكدا ان وزارة التربية والتعليم تبذل قصارى جهدها في الحد من ظاهرة العنف المدرسي.
واشار الى أن العنف المدرسي محدود ويمثل اقل من 1% من مجموع الطلبة في الاردن الذين يقدر عددهم بمليون و800 طالب اغلبها عنف لفظي ومعنوي، مشددا على ان الوزارة لا تتهاون مع مرتكبي اعمال العنف وتصل عقوبتها في بعض الحالات الى الفصل النهائي من المدرسة.
وقال النائب جميل النمري ان للإدارة المدرسية دورا تلعبه داخل المنظومة التعليمية، ويتجلى ذلك في السهر على تطبيق القوانين والنظم والتشريعات من خلال تعريف التلاميذ بالضوابط والقرارات والنظم المدرسية عند بداية كل موسم دراسي.
واكد على أهمية المساواة بين التلاميذ وإتباع أساليب التربية الحديثة في التعامل وتوفير المناخ الديمقراطي وإعطاء التلاميذ الفرصة للحديث بحرية تامة والاهتمام بتنظيم ندوات ومحاضرات، مؤكدا على اهمية الاهتمام بفترة النشاط المدرسي وتكثيف البرامج والأنشطة والرحلات التي تعمل على تخفيف المشاعر وتلطيف الآثار السلبية لدى التلاميذ.
ولفت الزميل احمد التميمي من يومية الغد ان قضية العنف قضية مجتمعية أخلاقية ترجع أساسا إلى تراجع القيم الاجتماعية في المجتمع وتتطلب مواجهتها مشاركة جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام نظرا لما تمتلكه الأخيرة من خصائص وإمكانيات تكنولوجية متنوعة.
وقلل من تأثير وسائل الاعلام على تنامي العنف واعتبرها فقط من العوامل التي يمكن أن تساهم في زيادة نسبة العنف إلى جانب عوامل أخرى كالظروف الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا انه لا يوجد عنف مدرسي وان وجد فإنه محدود بعكس العنف الجامعي الذي اصبح ظاهرة.
ودعا التميمي الى بناء إستراتيجية إعلامية قادرة على تنمية القيم الاجتماعية التي تنبذ العنف وتدعو إلى الحوار والتواصل بين أفراد المجتمع عند التعامل مع بعضهم البعض لاسيما إذا كان هناك تكامل وتناسق بين هذه الوسائل.
وعرض الدكتور عمر البطاينة من الجامعة الهاشمية والدكتورة انشراح اليبرودي من جامعة اليرموك والأستاذ محمد ابو الرب لمفهوم العنف الذي بات يشغل حيزا كبيرا في واقع حياتنا اليومية سواء داخل الاسرة او الجامعة او المدرسة او الشارع.
وأكدوا على اهمية إعطاء التلاميذ الفرصة الكاملة للحديث والنقاش بحرية، والاستماع لهم باهتمام، والرد على أسئلتهم بطريقة لائقة ومقنعة، قابلة للنقاش والاهتمام بتدريب التلاميذ على حل خلافاتهم عن طريق الحوار والتفاهم وتقبل الرأي الآخر.
ودعوا أولياء الأمور الى الوقوف على سلوكيات أبنائهم داخل المدرسة بصفة مستمرة وعدم التساهل مع التلاميذ في حالات العنف الجسدي داخل المدرسة، والحزم في اتخاذ القرارات التأديبية المناسبة للفعل في حق التلاميذ العدوانيين أو المخالفين للنظم والقوانين المدرسية.