خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

.. وبعدي الطوفان

.. وبعدي الطوفان

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

أتذكرون بوكاسا، أقصد «جان بيدل بوكاسا» رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، وقد نصّب نفسه امبراطورا مدى الحياة وغير اسم البلاد إلى «إمبراطورية إفريقيا الوسطى». كان صديقا للقذافي، و بناء على طلب هذا الصديق أشهر اسلامه ليوم واحد خلال زيارته الى ليبيا وذلك كشرط فرضه القذافي لتوقيعه اتفاق بينهما وأطلق اسم صلاح الدين أحمد بوكاسا على نفسه. وقد أثيرت حوله شبهات أنه من أكلة لحوم البشر، وأنه عثر على بقايا عظام وجماجم في أحد قصوره، إلا أنه نفى ذلك! وقد اتهم بأنه مصاب بمرض جنون العظمة.

الخطاب «التاريخي» الذي القاه العقيد القذافي يوم 22 الجاري (سبقه نسخة نجله سيف الإسلام الذي هدد وتوعد بالقتل وسفك الدماء والفتنة وحرق النفط وتحريض الغرب على استعمار ليبيا وأعلن «اذا ما سقط النظام، فأنهار من الدماء ستسكب ومئات الاف الناس سيقتلون») لا بد وأن يستدعي في ذاكرتك صورة ذاك الزعيم الأفريقي الدموي، المتهم بجرائم الإبادة الجماعية ضد شعب جمهورية أفريقيا الوسطى، وتلح عليك صورته وهو يجلس على نفس الكرسي ويتخذ ذات «البوز» الوضع الفوقي المتعالي الأمبراطوري.

قلة من الزعماء في التاريخ من أوصلهم جنون العظمة الى حالة مرضية حد الهلوسة يختزلون أوطانهم وشعوبهم بأشخاصهم ويرون في أنفسهم انهم ظل الله على الأرض، ومن يدعي «أنا المجد» هو نفسه الذي قال «أنا وليكن بعدي الطوفان» التي هتف بها ملك فرنسا لويس الخامس عشر، هو «نيرون» الذي أحرق روما وشعبها وهو»شمشون» الذي هدم الهيكل على نفسه والجمهور المحتشد فيه صارخا «عليّ وعلى أعدائي»، وهو شارون الذي نكّل بالشعب الفلسطيني، هو نفسه الذي أصدر أوامره للضباط لقتل «الفئران» و «الكلاب الضالة» و»المهلوسين» و» المقملين» والتهديد بحرب أهلية ملوحا بإبادة جماعية لأبناء ليبيا (حتى لا نقول أبناء شعبه).

أوباما، بعد انتظار طويل، أعلن «أن التغييرات الحاصلة في الشرق الأوسط تريدها الشعوب وليس واشنطن» وهذا صحيح فواشنطن لا تريد تغييرا يؤثرعلى نفوذها، لذا منحت كل من تونس ومصر والآن في ليبيا الوقت لإخماد الثورة، وخرجت في رد فعلها على الأحداث في ليبيا لتقول «لا سلطة لنا على القذافي»، أما الخارجية الأوروبية حثت «الليبيين» وليس القذافي على «ضبط النفس»!، والأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون دعا الى الانتظار لما سوف يتطور عليه الوضع. هي مواقف باهتة ودون مستوى الأحداث ولا تتصف بالحد الأدنى المطلوب من جهات تتبجح دائما بالدفاع عن حقوق الانسان، ولكنه النفاق والمصالح ورمزها «النفط والغاز»، مع بلد يتوفر على احتياطيات نفطية تعتبر الثالثة في افريقيا والسادسة عشر في العالم وترقد على بحيرة من الذهب الأسود.

اتفاقية عام 2003 بين ليبيا وامريكا ضمن فيها القذافي عدم تدخل الأخيرة في الشأن الليبي مقابل السيطرة على شركات النفط والغاز وشراء السلاح وأدوات القمع وتدريب أجهزة الأمن (ارتفع حجم التبادل التجاري بين ليبيا و أمريكا من 60 مليون دولار عام 2006 الى 4,5 مليار دولار عام 2010 لصالح الأخيرة) فضلا عن الشراكات والأموال التي تمتلكها عائلة القذافي في أمريكا وأوروبا وكذلك الأمر مع ايطاليا وفرنسا والمانيا واسبانيا اكبر مستوردي النفط الليبي، وهو ما يفسر قول سيف الاسلام ان «الغرب لن يسمح بان تكون هنا فوضى. وهو (الغرب) لن يوافق على أن تصدر ليبيا الارهاب أو المخدرات..»

لقد اثبت واقع ثورتي تونس ومصر أن لا مجال لأنصاف الحلول، فالثورة تعني التغيير الجذري والشامل نحو عالم الحرية والديمقراطية ..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF