هل نستطيع قياس قيمتنا ! فلنفرض ان هناك جهازاً ما للقياس، فما هي المدخلات وهل تملكها أنت ام الاخرون، وما هي وحدة القياس وهل هناك مستويات او درجات محددة.
ليس من المهم ان نقيس قيمتنا ومستواها بقدر ما نحسها لان قيمتك الحقيقية واحساسك بذاتك شعور يحسه الاخرون اذا انت ملكته، ولا تعلو قيمتك بين الناس الا اذا وضعت حجر الأساس «الاحترام».
تكتمل الدافعية نحو الاشياء اذا وُجدت القوى المحركة والموجهة نحو الهدف، وغالبا ما تكون الاحساس بالتقدير واعلاء الذات التي تدفعك لبذل اقصى طاقاتنا, ولا تتأتى دون الاحترام خصوصا احترام الآخر لنا يدفعنا نحو الامام ويحفزنا للاستقلال وتحمل المسؤولية، وهو الدافع الأقوى الذي يجعلنا لا نحقق هدفنا وحسب بل نتخطاه نحو الانجاز تلو الانجاز والى الانسانية بمفهومها الاشمل.
الاحترام السلاح الامثل للوصول للقوة في كل شيء، فلا يمكن اذا سيطرت عليك مشاعر الضعف والاستسلام وعدم الثقة بالنفس أو استخدام الاساليب الرخيصة لتحقيق اهدافك ان تتمتع بمهارة اكتساب أو اظهار الاحترام - الاحترام المتبادل-التي تسير جنبا الى جنب مع مدى القوة التي يتمتع بها الانسان. ولا يمكن ان تحصل عليه الا نتيجة سلوكيات ومواقف ايجابية جيدة متعارف عليها ضمن ثقافة مجتمعك،لان مفهوم الاحترام مرن فما تحترمه انت قد يزدريه الغير والعكس صحيح، وان كان هناك مفهوم احترام واحد وسائد بين جميع شعوب العالم وهو عدم انتهاك ابسط قواعد العلاقات الانسانية، كالرياء والنفاق حتى المفاهيم السلبية المتعارف عليها تبقى مرنة حسب المحيط والموروثات والثقافة السائدة لدى كل امة من الامم.
عليك ان تبدأ بنفسك لكسب احترام الاخرين، ويقال ان الاحترام هو مفتاح القلوب المغلقة فيه تتسع الدائرة وتكثر المعارف وتتسهل الامور وبه تحقق ما تصبو اليه، وتواجه المواقف الصعبة وانت تتمتع بإحساس عالٍ من الراحة باختصار لأنك محترم.
الحياة اختيار وعليك ان تختار اما ان تعزز قيمتك أو تهملها والوسيلة لذلك احترامك لغيرك وجعل الآخرين يحترمونك.
على الفرد منا ان يدرك انه لا يمكن ان ُيحترم بين ليلة وضحاها، فالاحترام عملية متدرجة تبنى على أساس تعاملاتك اليومية ومواقفك وسلوكياتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين ولفترة مقنعة, حتى وان أخطأت، أترك لصدقك وأمانتك وعدلك السمة الأغلب.
الاحترام يشبع أهم حاجاتنا الاساسية فهو مصدر رئيسي للحصول على قوتنا الذاتية، فيجعلنا نرى انفسنا بشكل افضل، وكلما كانت نظرتنا لأنفسنا أفضل كنا قادرين على النظر للأمور والآخرين بمستوى أفضل.
يقول الفرد أدلر «إن تلهف الإنسان على التقدير والاحترام هو المحرك الأول للحياة « وأنا اقول أن الاحترام والحب، هما المحرك الاول والاخير للحياة، ولتجمع بينهما عليك بلمسات انسانية راقية وأفعال عقلانية وسلوك مهذب.