أنتِ اليوم (ملهمتي الأولى)..وأنتِ اختصار الحكايات في حياتي, وترانيم الصباح والمساء..
عندما قدّمت لكِ (أربع وردات) كُنتِ آنذاك (ملهمتي).. لماذا هُن (الوردات أربع)؟.. ذكرت لكِ أسباباً عدة, وعلى رأسها, بان أباكِ وأمكِ أنجبا أربع فتيات (كُنتِ أنتِ الأميرة بينهن).. أسباب ذكرتها, وأخرى احتفظت بها لنفسي.. (ربما أقولها لكِ ذات يوم.. ربما أقولها لكِ بالجنة).. مضى الوقت على الورد (مضى كيفما شاء, كيفما شئتِ أنتِ), ما زلتِ (مُلهمتي الأولى), ستبقين وسأبقى هكذا..
سيدتي..
هكذا هي الحكاية.. لكل مُبدعٍ (مُلهِم).. فلا تصدقي بان هناك (مُبدعاً) يبدع من فراغ, لا شيء يأتي من فراغ, الروح ليست فراغاً, القلب ليس فراغاً, الحياة بالمُجمل ليست كذلك, والإنسان (ان كان مبدعاً أو عادياً, ليس كذلك أيضاً).. لا شيء في الحياة (صغيراً كان أم كبيراً) يأتي من فراغ.. الإبداعُ (يا سيدتي) مرتبط بشيء اسمه (مُلهِم).. والمُلهِم يبث بداخل المُبدع شحنات تجعله يُخرج مكنونات إبداعاته.. لا تصدقي بان الكاتب الحقيقي (يلملم كلماته) لأنه قرر بلحظة ان يلملمها (فقط)!.. الكاتب (يا مُلهمتي) ليس كـ(النملة)!, لا يلملم كلماته كما تلملم هي قوتها وتخزنه.. الأمر ليس (طقوساً), ليس عادة تعتاد عليها.. (الإبداع) أمر مختلف.. المُلهِم هو من يجعل المُبدع الحقيقي (يلملم الكلمات) لتَخرُج الفكرة من أعماقه.. وغير ذلك (هراء وألف هراء)..
على نطاق شخصي أكثر..
أنتِ (مُلهمتي اليوم).. ربما كان الأمر بالماضي مختلفاً, لكنه (كان على الدوام) مرتبطاً بمسألة (الإلهام).. ربما (ألهمَتْني) أمي في وقت ما, ربما (ألهمتني) دموعها (اللامنتهية) عليّ, وحزنها الشديد على بُعدي عنها (كما بعدكِ أنتِ عن أمكِ الحبيبة التي وقفت بجانبي - بشكل نسبي - عندما سمعت قصتي, مع أنها لم تعرفني, مع أنني لم اعرفها, لكن صدقيني, إنها تعرف الأصح).. ربما (ألهمني) أبي بوقوفه الدائم إلى جانبي, وبحزنه اللامعقول عليّ, وبحبه اللامحدود لي (لي وحدي أنا) حتى ظننت نفسي (يوسف عليه السلام), وظننته (يعقوب عليه السلام).. ربما (ألهمَتْني) مقولة ما, موقفا (تألمتُ - فرحتُ) منه, ربما (فِكْر شخص) تأثرت به, فبدأت الإبداع الأنيق.. ربما (ألهمني) خيالي المرتبط بمواقف معكِ أنتِ من دون كل فتيات الكون, ربما (ألهمتني) مقولتي لكِ:
(كل عام وأنتِ أنتِ).. لماذا تمنيت لكِ في عيدكِ بان تبقين (أنتِ)؟!..
لأنكِ (أرجوانية), وأكثر من ذلك, ستكونين حالة لا يصدقها العقل.. لأنكِ (إنسانية) بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. لأنكِ (بسيطة) كعشاء الفقراء.. لأنكِ (بمنتهى الأناقة) كما أمسيات البرجوازيين.. ولأنني (مقتنع بكِ كما أنتِ), مقتنع بكِ كما اقتناعي بقدري.. ربما, ربما وربما.. لكن كوني على يقين بان جميع الأشخاص والمواقف والحكايات التي استمددت منها الإلهام لأخرج الإبداع من داخلي, ما زالوا في الذاكرة ولن يغادروها حتى أغادر الحياة.. لهذا ولذاك.. أنا (مرتاح) اليوم, مرتاح لأنكِ (ملهمتي) التي لن تغادر ذاكرتي حتى أغادر الحياة..
لكِ ولكم.. الإبداعات في شتى مجالات الحياة, لا تأتي هكذا.. كونوا على يقين بان هنالك (شخصاً, موقفاً, أسطورةً, حكاية ما, حالة مرتبطة بالحياة) تقف وراء خروج هذه الإبداعات.. آمنوا بذلك, آمنوا بان (الإلهام) أساس الإبداع الحقيقي..
تبقى فكرة الحديث..
يقولون إن الإبداع هو: (ان ترى ما لا يراه الآخرون).. وأقول: المُلهِم هو من يجعلك ترى ما لا يراه الآخرون.. وأضيف, ان المبدعين كـ (الأنبياء) هم دائما على حق..