تمنيت وبكل صدق سماع عبارات الحمد والشكر على النعم التي أسبغها علينا المولى جلت قدرته وذلك عند السؤال عن الحال والأمور؛حيث تتعدد الإجابات وتتنوع ولكنها تراوح بين الايجابية والسلبية ونادراً ما تصل إلى درجة الثناء والامتنان ووصف الواقع بروح طيبة.
ننعم بالصحة والشباب والالتزام والثبات والصلاح ونحتاج إلى الصبر والسعي والانشغال بأمور تريح البال وترفع المعنويات وتشحذ الهمم للارتقاء بالنفس إلى مراتب الخير والبركة والتوفيق ومعقد ذلك كله الشكر على نعم الله القدير الرحيم.
لن تنفع الشكوى والتذمر وبشكل دائم في حل المشاكل والتخفيف من أثارها وعلاج المعضلات والتحديات والتي تحتاج إلى مواجهة والبحث عن البدائل دون الهروب والتأجيل والارتكاء على مبررات لا تصل إلى جوهر الحقيقة المجردة.
يشوب المشوار العديد من الصعوبات والمشاكل والعقبات والمصاعب والآلام ويكمن العلاج في الحمد والشكر فعلا وقولا وتطبيقاً سليماً وبقناعة راسخة بان ما يصيبنا هو لصالحنا ولرد ما هو أعظم وأصعب وذلك الفضل من الله.
صفحات الحمد والشكر على النعماء تتسع لتشمل الكثير من فرص الحياة التي نتمتع بهاو كأصحاء عندما ننظر للمرضى وكعاملين عند الاستماع للباحثين عن العمل وكأمنيين عند سماع قصص الناجين من العذاب والقهر والتمثيل وكشباب عند مد يد العون للمسنين وعند تناول لقمة العيش ببركة الحلال.
يوم الجمعة الفائت سعدنا كعائلة صغيرة بافتراش مساحة من روابي البلقاء، استنشقنا الهواء النقي ومتعنا أعيننا بالمناظر الخلابة بهدوء وأمن وسلام وتبادلنا التحية مع دورية «نجدة « جابت الأنحاء حرصا على سلامة المتنزهين، كم كانت تلك آية من علامات الراحة النفسية لتوفر ما نتمناه ببساطة ورجاء ورخاء.
يمكن استبدال العديد من مصطلحات الضيق والحنق والاستياء إلى أجمل عبارات الشكر والحمد والعرفان لنريح البال من معضلة التفكير في أمور إن تبدى لنا تسوؤنا وتعكر من صفو حياتنا.
من فضل الله وكرمه علينا رحمته التي وسعت كل شيء علما وقسمته لنا بالعدل فان رضينا سعدنا وإلا فكم من هم يكبر ويثقل الجسم بالأوجاع والآلام والأمراض. نشاهد دون أدنى تعب مظاهر النعم التامة من البيوت و»الفلل « واحدث السيارات والتكنولوجيا الحديثة، فهل يجوز لمن يحظى بتلك النعم ترديد الشكوى والتذمر «والافأفاة « ؟.
بطبيعة الحال ثمة حالات أخرى تحتاج إلى مساعدة نظراً لأوضاعها الصعبة ومع ذلك فإنها تمزج الحمد بالصبر والمعاناة بالأمل والانتظار بالرجاء وترفع أكف الدعاء والابتهال محتسبة ومسلمة بقضاء الكريم وقدره.
يلزمنا ترطيب اللسان بالحمد والشكر ويطيب لي الإشارة إلى بعض اللوحات الصغيرة المنتشرة عبر الشوارع وعند بعض الشواخص والتي تحث على الذكر والاستغفار وإحصاء أسماء الله الحسنى خصوصا، إنها صور مختصرة ومعبرة عن فلسفة الحياة والتي يمكن توفر لنا الراحة والنشاط والحيوية الروحية. ممارسة الحمد رياضة طيبة تغرس في النفوس قناعة جوهرية يمكن التعود عليها عند تناول الطعام وعيادة المرضى والنظر إلى مجمل مجريات حياتنا اليومية ولعل شهر رمضان الذي سيظلنا عما قريب يعتبر فرصة مناسبة لدوام عبادة الحمد ومواصلتها إلى رمضان القادم والتالي وهكذا. لنبدأ بالحمد وسيكون الفارق أفضل، و» بالشكر تدوم النعم».