د. كامل جميل ولويلان قصيدة كعب التي قالها عند اسلامه انتشرت وتأصلت، وامست راسخة في صميم السيرة النبوية، فلا تجد مؤرخاً في سيرة النبي الا ويعلم متى قيل هذا البيت:بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولمتيم اثرها لم يُفد مكبولقيل بين يدي الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو جزء من قصيدة طويلة يعتذر فيها للنبي، ويفنّد فيها اقوال الوشاة الذين نقلوا صورة قاتمة عنه الى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد كان اخوه بجير سبقه الى الاسلام، وسمع بغضب الرسول، فأرسل الى اخيه كعب بن زهير بن ابي سلمى المزنّي مقطوعة شعرية يحثه فيها على الاسلام، ويحذره من التمادي في هجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) وايذائه، فهو رسول العرب والناس كافة. قال بجير:من مبلغ كعباً فهل لك في التيتلوم عليها باطلاً وهي احزمُالى الله لا العزى ولا اللات وحدهفتنجو اذا كان النجاء وتسلمُوضاق كعب بكتاب اخيه بجير، ورد عليه بعنف، قال كعب:الا ابلغا عني بجيراً رسالةفهل لك فيما قلت ويحك هل لكافان كنت لم تفعل فلست بآسفولا قائل اما عرثت لعاً لكاسقاك بها المأمون كأساً رويةفانهلك المأمون منها وعلّكاوقد أظهر كعب ضيقه باسلام اخيه، وعرض بجير هذه الابيات على رسول (صلى الله عليه وسلم) فقال النبي: صدق في قوله: لم تُلف عليه اما ولا اباً ولا اخاً لك، وصدق في قوله وانهلك المأمون منها، ولكن بجيراً لم يفتأ يحاول مع اخيه ويراسله، ويحثه على الاسلام، وينصحه بالنجاء وقد اسلم قبله شعراء كثيرون، واخيراً لان قلب كعب واراد ان يدخل في الاسلام، فجاء الى المدينة ونزل عند رجل يعرفه ويتواصل معه، فأكرمه صديقه، واشار عليه ان يستأمن فلما انقضت الصلاة، جلس بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: يا رسول الله: ان كعب بن زهير جاء ليستأمن منك، فهل انت قابل ان جاءك؟ قال نعم، قال كعب انا هو يا رسول الله، فهجم عليه انصاريّ يريد قتله، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): دع عنك فقد جاء تائباً، فاستأذن النبي ان يقول قصيدة، قال بعضهم في نفس لحظة اسلامه وقال آخرون بل بعد اسلامه بقليل، وهي من اجمل القصائد..بانت سعاد فقلبي اليوم متبولمتيم اثرها لم يُفد مكبولتمشِ الغواة بجنبيها وقولهمانك يا ابن ابي سلمى لمقتولوقال كل صديق كنت أملهلا الهيتك اني عنك مشغولفقلت خلوا طريقي لا ابا لكمفكل ما قدر الرحمن مفعولكل ابن انثى وان طالت سلامتهعلى اله حد باء محمولانبئت ان رسول الله اوعدنيوالعفو عند رسول الله مأمولوقال اخيراً ذلك البيت الجميل المؤثر « ان الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول، احبه الرسول وأحب شعره وأحب اخاه بجيراً من قبل، كانت قصيدة اجتماعية، وربما يلاحظ كل منا عدداً من الناس يتخلون عنك في الشدة..
شيء من اللغة.. كعب بن زهير
12:00 1-6-2013
آخر تعديل :
السبت