روان سليمان المعاني - خلف القناع تتوارى هوياتهم الشخصية ، وبسموم الازعاج والتعجيز يقتحمون شاشة جهازك الخلوي بعبارة الرقم الخاص يتصل ..! ان كلفة تفعيل خدمة الرقم الخاص ،رخيصة جداً لا تتجاوز الدينار الواحد حال تفعيلها ، كما لا تتطلب اي شرط في الاستخدام ومن المفترض على المستقبل ان يحلل هوية المتصل به ، وان يكون على استعداد لحل « الشيفرة « ، تلك التي يكمن اللغز بها وإن فشل في تكرار المحاولة . بين الرد وعدمه العشريني هاني الجبور اكد رفضه القاطع لخدمة اخفاء الرقم .ويستطرد «الجبور « قائلاً : خدمة اخفاء الرقم مزعجة جداً وتترك الشخص على اعصابه بين الرد وعدمه ، خاصة اذا كانت المكالمة بعد منتصف الليل ، ويضيف «الجبور» لطالما ارتبطت مكالمات الليل بالامر الطارئ المستجد إلا انك تتفاجئ لاحقاً ان الرقم مزعج ليس اكثر ، واستنجد برقمك للتسلية . وبالرغم من ان سلبيات الرقم الخاص عديدة، إلا ان العشرينية «سائدة الحنيطي « كرست هذه الخدمة ايجابياً للاستفادة منها ، كونها «انثى « بالدرجة الاولى .وتضيف « الحنيطي « في ظل بحثها عن فرصة للعمل هي بحاجة الى الاستفسار عن طبيعة الشاغر، لذا تحرص على اخفاء رقمها حتى لا تتعرض للازعاج او المضايقة ، في حين تؤكد «الحنيطي « اهمية تقنين استخدامات الرقم الخاص، ضمن ضوابط محددة من قبل شركات الاتصال ، الامر الذي يتيح للمواطن كشف هوية المزعج بكل سهولة ويسر.نصب واحتيالمراد البلبيسي له تجربته و يصفها :استقبلت ذات يوم مكالمة مجهولة الرقم والهوية ، واتضح لي لاحقاً انها شركات نصب واحتيال تقوم بايهام الشخص واصطياده بصوت فتاة مثلاً، او ايهامه بخزعبلات وهمية من اجل الايقاع به وسحب رصيده . دكتورعلم اجتماع التنمية في جامعة مؤتة «حسين محادين « يرى ان:» خدمة الرقم الخاص خدمة نوعية تم توفيرها للاستفادة منها في بعض الحالات الضيقة جداً، عكس ما يسود ايامنا هذه ، حيث اساءة استخدام بعض الافراد لها ، بما في ذلك الاصدقاء لعمل المقالب فيما بينهم». من جهتها ترى الثلاثينية ميسون القيسي ان:» الرد على الارقام مجهولة الهوية يشجع الاخرين على تفعيل الخدمة لديهم ، في حين ترى « القيسي « ان تجاهلها يقلل تبعيات الظاهرة «.من جهة اخرى اشار د»محادين» الى ان الرقم الخاص يحمل معنى اللاتكافئ بين المتصل والمتصل به اي انه يحمل رسالة من جهة واحدة وهي جهة المرسل ، وما على المتلقي إلا الامتثال لها ، ليس على معنى المعرفة المسبقة وانما على اساس الفضول في الرد او القلق من مصدر المتصل ، وعليه تتحول عملية الاتصال من تواصل طبيعي الى حالة استثنائية تحمل معنى الاجبار او العنف ، وكأن المتصل عملياً يود ارسال رسالة دون تلقي جواب لاحق ، بحيث تصبح اداة انتهاك لخصوصية الآخرين وجعل المتلقي اسيراً لحالة اللاتوازن .
الرقم الخاص يتصل..!
12:00 15-1-2013
آخر تعديل :
الثلاثاء