وليد سليمان -عدسة: سهم ربابعة (ألف مبروك ياحاج . -أهلاً وسهلاً بالحاج -الحمد لله عالسلامة .. حج مبرور .. وذنب مغفور .. وسعي مشكور .. حج البيت من استطاع إليه سبيلا ...و أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) . عبارات دينية واجتماعية مخطوطة و مطبوعة على اللافتات وغيرها ، بهدف التبريك والتهنئة وإعلان الفرح والمحبة للحج والحجاج الذين قاموا بأداء فريضة الحج في مكة المكرمة وعادوا إلى وطنهم ...ومثل التباهي بكل جميل ، ها بيوتنا ، بيوت اهل الحجاج وحاراتهم هذه الأيام في عمان، تستقبل الكثير من أشكال و معالم الزينة والابتهاج بعودة الحجاج إلى ديارهم كالاعلام الاردنية وحبال الكهرباء الملونة , وحبال الرايات الصغيرة المكتوب عليها( حجاً مبروراً .. الخ ) ثم لافتات اخرى عليها عبارات دينية مع رسوم وصور الكعبة المشرفة ترتفع عند مداخل و بيوت الحجاج مثل اللافتات القماشية ومنها البلاستيكية التي أصبحت تباع في بعض المكتبات ومحلات الإكسوارات في الاسواق .الاغصان الخضراءتلك الزينة و التي يساهم باقامتها أفراد من أسرة الحاج لا بد خلالها من بروز عناصر اساسية تشترك بها غالبية بيوت الحجاج في الاردن مثل : اقامة الأقواس الخشبية عند المدخل الخارجي فوق البوابة الرئيسية المؤدية لمنزل الحجاج ، ثم اغصان طويلة خضراء وطازجة جرت العادة ان تكون من سعف النخيل او اشجار السرو والسنديان وربما أيضا اغصان الزيتون لما لهذه الأشجار من تقدير وحضور لدى المسلمين منذ آلاف السنين . شهرة للحاج! تزيين بوابة ونوافذ وجدران أسطح منازل الحجاج يعني اشهاراً وتعريفاً للناس من سكان الحي بأن في هذا المنزل شخصاً او أشخاصاً قاموا باداء فريضة الحج .. وبالتالي فان المعارف والأصدقاء من لا يعلم بهذه الرحلة المباركة سيعرف ومن ثم سيقوم باداء واجب الزيارة المباركة لهذا الجار في هذا الحي .. وهذا يمثل أقوى أنواع العلاقات الإنسانية والدينية ما بين أفراد المجتمع من معارف وأقارب وجيران وأصدقاء حيث تسود بين الجميع اواصر المودة والمحبة والتواصل والتراحم والبركات والترابط الاجتماعي الجميل . الهدايا اللطيفة ومن المعروف أن الحجاج يرجعون وفي حقائبهم العديد من هدايا الحج التي يوزعونها بفرح واعتزاز على المهنئين لهم مثل : شرب كؤوس ماء زمزم , وسجادات الصلاة ومسواك الفم وقبعات الرأس المزخرفة والدشاديش البيضاء اللون والتمر اللذيذ والعطور اللطيفة والبخور والحناء والمسابح ومصاحف القرآن الصغيرة الحجم .ثم لا ينسى الحجاج احضار هدايا خاصة للاولاد والبنات مثل السيارات والمسدسات والكرات والقبعات والملابس00 وللفتيات الاساور والحلق والعقود ودمى العرائس ... وأشياء اخرى مثل الشراشف والحرامات والملابس للكبار .و يتمنى البعض للبعض العودة الحج مرة اخرى زيادة للأجر والثواب, أو يتمنى البعض للآخرين الذين لم يحجوا سابقاً بطول العمر والقيام بهذه الرحلة العظيمة للديار المقدسة في مكة المكرمة .المستشرق البريطاني الأشهر (إدوارد لين ) والذي إكتسب معرفة أكبر بالمصريين ونظرة أعمق وأشمل عن تقاليدهم المتوارثة وتفاصيل حياتهم اليومية , خلال عودته الثانية إلى القاهرة في الفترة 1833- 1835 م فقد تزيا بالزي الشرقي واختلط بالمسلمين في المساجد والأسواق والحارات00فقد كتب مذكرات ما شاهده عن (المحمل ) ومراسم إستقباله فيما كان يعرف بنزلة المحمل فقال : ويزين المصريون مدخل منزل العائد من الحج قبل نحو ثلاثة أيام من وصوله فيلونون الباب والحجارة باللونين الأحمر والأبيض وإن كانت الحجارة من الآجر فتزين بالطريقة عينها بخطوط أفقية عريضة من اللونين الأحمر والأبيض , ويصبغون أحيانا الأشجار والجمال باللون الأخضر أو الأحمر أو غيرها من الألوان بطريقة بدائية00 وقد يوجه الحاج كتاباً مسبقاً إلى ذويه يطلب منهم إعداد مثل هذه الترتيبات , ويقيم الحاج في الليلة التالية لوصوله حفلة لأصدقائه تعرف (بحفلة النزلة) ويتدفق الضيوف عليه مهنئين مرحبين بعودته ويقولون له :- (صل ليغفر لي) ويبقى في منزله عادة أسبوعاًً كاملاً بعد عودته , ويقيم في اليوم السابع حفلة أخرى لأصحابه تعرف (بحفله السبوع ) وتستمر هذه الحفلة طوال النهار والليلة التالية , وتنتهى بالختمة أو ذكر الله.وهناك جداريات جميلة يرسمها فنانون شعبيون مصريون في مهارة فطرية إبداعية ، وقد يتطوع بالرسم والزخرفة أحد أقارب الحاج أو من أصدقائه .آن باركر في عام 1995م , قامت الأمريكية (آن باركر Ann Paker) بالتسجيل الفوتوغرافي لجداريات الحج بالإشتراك مع زوجها (آفون نيل) في كتاب بعنوان (Hajj Painting) .وتفسر آن باركر إنبهارها الشديد برسومات الحج في مصر , إلى ما تحمله تلك الرسومات من مهارة إبداعية , وتنوع جميل سواء أكان ذلك في المجتمعات الريفية على ضفاف النيل أم في الدلتا أو على شاطىء البحر الأحمر أم في داخل سيناء فتكتب قائلة :(لقد شد إنتباهي أول الأمر منظر منزل رأيته عبر نافذة القطار السريع في أثناء سفري من القاهرة إلى أسوان فأثار هذا المنظر إعجابي الشديد بهذا الفن البسيط ... وحينما عرفت الدافع القوي خلف هذه الرسومات , لم أستطع مقاومة طموحي في أن أقدم للعالم الخارجي ما إعتقدته من قوة تعبير لهذه الرسومات ذات الطابع غير العادي والتاريخي, علاوة على قدم هذا الفن الشعبي .
لاستقبال حجاج بيت الله العتيق .. نتباهى بأوراق الشجر و نرفع سعف النخيل
12:00 9-11-2012
آخر تعديل :
الجمعة