كتب – احمد النسور-اعلان جاهزية مستشفى البشير لزراعة الكلى لمرضى الفشل ولاحقا زراعة الكبد وسبق ذلك اجراء عمليات مماثلة بمستشفى الامير حمزة ، يعتبر مؤشر على وجود قفزة نوعية على صعيد زراعة الأعضاء وتطويرها في الأردن.
وتزامن الاعلان مع جاهزية ( 32 ) طبيبا وممرضا تدربوا واصبحوا كفاءات عالية التأهيل ومتحفزة لإجراء مداخلات دقيقة ومعقدة من هذا النوع اجراء عمليات كانت حكرا على القطاع الخاص والعسكري والجامعي.
وتقوم الجمعية الأردنية لأمراض الكلى ووزارة الصحة بإجراء مسح شامل لمرض الكلى في الأردن وهذا المسح الذي يجرى لأول مرة في المملكة يهدف إلى التوصل إلى حجم مشكلة أمراض الكلى الحقيقي ليصار إلى تداركها وعلاجها قبل استفحالها ووصول المرض إلى مرحلة الفشل الكلوي.
وتوقع امين عام الجمعية العربية لامراض وزراعة الكلى الدكتور محمد غنيمات في حديث الى «الراي» أن يصل العدد الكلى لمرضى الفشل الكلوي عام 2015 إلى (6) ألاف مريض وان يرتفع العبء المادي على الدولة إلى نحو (65 ) مليون دينار سنويا.
ويجرى سنويا أكثر من 200 عملية زراعة كلى بنسبة نجاح 94%وهي تضاهي النسب العالمية ولكن خارج مستشفيات وزارة الصحة.
واعتبرت وزارة الصحة ان الوقت حان لاشهار المركز الأردني لزراعة الأعضاء الذي صار ضرورة ملحة ويفتح آفاقا رحبة لمأسسة زراعة الأعضاء وتنظيمها وإيجاد آليات محددة لبرامج الزراعة والإشراف عليها وتوفير قاعدة بيانات خاصة بالتبرع بالأعضاء ونقلها وزراعتها.
وكانت وزارة الصحة بدأت مشروع زراعة الاعضاء واجرت عمليات القلب المفتوح في مستشفيي البشير والامير حمزة وحققت نجاحا كبيرا في هذا الحقل..كما كانت اجرت بالسابق عمليات زراعة قوقعة الاذن لفاقدي السمع وسبقها زراعة القرنية ولاقت تلك التطورات إشادة كبيرة من جميع القطاعات الصحية العاملة بالمملكة.
وتنفق وزارة الصحة نحو (32) مليون دينار سنويا على علاج مرضى الفشل الكلوي لوحدهم وعددهم يناهز (4100) مريض ولا يزال مرضى الفشل الكلوي يستنزفون صندوق معالجة مرضى الكلى الذي يرزح حاليا تحت وطأة دين يقدر ينحو (15) مليون دينار لم تتحدد حتى الان الجهة التي سوف تسدد هذه الديون للقطاع الخاص.
وجاءت أهمية انشاء مديرية المركز الأردني لزراعة الأعضاء والسجل وطني للتبرع بالأعضاء وزراعتها والتنسيق والمتابعة مع جميع حالات الموت الدماغي المشخصة في مختلف مستشفيات المملكة لاستئصال الأعضاء من المتوفين دماغيا لزراعتها في الأحياء الذين يحتاجونها وفق دليل إجراءات نقل الأعضاء وزراعتها الذي تم إعداده بالتعاون والتنسيق مع القطاعات الطبية المعنية فضلا عن التنسيق معها لتشكيل اللجان العلمية الاستشارية في مجال التبرع بالأعضاء.
ويؤكد الخبراء انه اذا تم ماسسة عمل (المركز والسجل) فان الاردن خلال 7-10 سنوات سيتخلص تدريجيا من معاناة ونفقات مرضى الفشل الكلوي ويؤسس لاعلان الاردن لاعبا اساسيا في مجال زراعة الاعضاء البشرية للمرضى عربيا واقليميا.
وفي التزامن مع ذلك طلبت وزارة الصحة إجراء البحوث والدراسات حول الأمراض والحالات التي تؤدي إلى فشل الأعضاء والوقاية منها إضافة إلى البحوث في مجال زراعة الأعضاء على ضوء نتائج عمليات الزراعة التي تجرى وتنظيم حملات تشجع على التبرع بالأعضاء ونشر الوعي في المجتمع والتاكيد على الدور الهام الذي تنهض به وسائل الإعلام على هذا الصعيد الحيوي.
وتعد وزارة الصحة حاليا قائمة شروط ومتطلبات فنية الواجب توفرها في المستشفيات التي تجري فيها عمليات نقل الأعضاء وزراعتها.
