عدت وبأي حال عدت على العمال والطلاب يا عيد
تنغيص من بعض ارباب العمل وبعض الاساتذة تنكيد
النائب غازي المشربش- يمتاز الاردن بالتعددية القومية والاثنية والدينية تلون نسيجه الوطني ويحفظ الدستور هذه التعددية بنهج حضاري فشملت عطلة الاعياد الدينية الاسلامية وكذلك المسيحية مثل عيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية عطلا رسمية.
اكدت المادة (45) من قانون العمل العطل الخاصة بالمسيحيين مثل يوم أحد الشعانين ويومين لعيد الفصح المجيد حسب التقويم الشرقي عطلة رسمية لهم، ولأول مرة تم نشر بلاغ رسمي صادر عن رئيس الوزراء في الصحف المحلية والتلفزيون الاردني، فالشكر والتقدير للدكتور عون الخصاونة ومجلس وزرائه حيث اكد البلاغ ان أحد الشعانين ويومي عيد الفصح هي عطلة رسمية للمسيحيين في الاردن، أي لا تحسب من الاجازات السنوية ولا يجوز ان يجبر الموظف او العامل ان يداوم فيها وان عمل برضاه حسب مقتضيات العمل يحسب له الأجر الاضافي حسب قانون العمل. الا ان القلة من اصحاب العمل يجبرون العامل المسيحي ان يعمل في هذه الاعياد دون احتساب اجرة العمل الاضافي واذا تغيب عن العمل تحسم من اجازته السنوية، ان هذا الاجراء مخالف لقانون العمل.
اما المخالفة الثانية والتي تخص الطلبة فهي اصرار بعض الجامعات باجراء امتحان التربية الوطنية يوم عيد الفصح، كذلك يصر بعض اساتذة الجامعات ان يحضر الطالب المسيحي لاداء الامتحان في هذه الايام الثلاثة والا اعتبر غائبا بدون عذر وتحتسب علامته صفرا وان سمح للطالب تأدية امتحان تعويضي يفاجأ بأسئلة تعجيزية فلا توصله حتى علامة النجاح!
الشكر هنا لمعالي الدكتورة رويدة المعايطة التي وعدت باصدار تعميم للجامعات بعدم ادراج أية امتحانات في أحد الشعانين وأحد عيد الفصح وثاني يوم الا ان بعض الاساتذة وبعض الجامعات لم تلتزم بذلك!
وأجزم ان هذه القلة من الاساتذة تسيء للمجتمع الاردني بجناحية المسلم والمسيحي لأننا تعودنا في الاردن ان اعيادنا مشتركة ونتزاور ونفرح معا، كذلك فان القلة من ارباب العمل وبعض الاساتذة والجامعات لا تخالف فقط قانون العمل بل كذلك المادة (14) من الدستور الاردني والتي تنص «تكفل الدولة ممارسة الشعائر الدينية» وعليه فان مثل هؤلاء الاساتذة والجامعات اذ تمنع الطلبة من ممارسة شعائرهم الدينية فهي مخالفة صريحة للمادة (14) من الدستور الاردني.
وللحفاظ على اللحمة الوطنية والنسيج الاردني بكل مكوناته فقد رفع (18) نائبا مذكرة لرئيس الوزراء تطالب بما يلي:
1- بلاغ يصدره رئيس الوزراء سنويا ويؤكد بأن أحد الشعانين ويومي الاحد والاثنين لعيد الفصح هي عطلة رسمية خاصة للمسيحيين.
2- تعميم يصدره وزراء التعليم العالي والتربية والتعليم يمنع اجراء أية امتحانات في ايام العطل لأحد الشعانين ويومي عيد الفصح المجيد.
ان هذه الاجراءات ستؤدي الى استقرار نفسي ومجتمعي ووطني تؤكد ان جميع الاردنيين متساوون ولهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية دون تنغيص من القلة التي لا تحترم القانون ولا حتى الدستور، وما نطالب به هو حماية هذا النسيج الوطني الاردني من عبث العابثين.
ادام الله اردن أبي الحسين الهاشمي آمنا وأمانا واستقرارا وطمأنينة وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.