خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الرئيس الإسرائيلي «بيرس» يسقط جدلية «الشعب المختار»

الرئيس الإسرائيلي «بيرس» يسقط جدلية «الشعب المختار»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

خلال زيارة قام بها الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس لإحدى مدارس مدينة الناصرة، سأله الطلاب لماذا لم يمكنوهم من دراسة التراث الفلسطيني، وأتوا على مثال من ذلك: شعر الشاعر الفلسطيني الراحل «محمود درويش» فما كان من بيرس الا ان اقترح على الطلاب بعدم دراسة التاريخ، وان يحصروا عنايتهم في المستقبل.

لقد انطوى اقتراح بيرس على امرين مهمين: الاول: تغييب الآخرين وعدم الاعتراف بهم، وانكارهم انكاراً تاماً، وهم الشعب الفلسطيني، والامر الثاني كما هو واضح: الخوف والقلق من المستقبل، فكأن بيرس رأى سريعاً في هذه اللحظة، ان اخطر ما يهدم اعمدة نظرية الاحتلال الصهيوني للأرض العربية هو ما يمكن ان نطلق عليه «لطمة التاريخ» بالعودة الى التاريخ والتراث والادب الفلسطيني المقاوم.

لقد فضّل بيرس ان يبقى الجميع عمياناً، دون الاقتراب ولو خطوة واحدة من هذا الميدان الخطير، لأن التاريخ نتيجة لن يكون صهيونياً، بل سيقود بالضرورة الحصان في الطريق، لذا فكان جواب بيرس جلداً للتاريخ وغمضاً له، وتحقيراً له، وانقلاباً عليه، انه الجواب الذي فضح بيضة «جحا» ازاء جدلية الشعب المختار واسقطها، بل هم يهود «دين» فقط، لا يجمعهم تاريخ مشترك بدعائمه، وانهم شتات من افاق الدنيا، طردواً شعباً من ارضه وحلوا محله، بالارهاب والترويع والتزييف والخديعة، وصار لهم دولة وظيفية، وما زالوا في الداخل الاسرائيلي تفريقاً بغير انتماء او تراث سوى الظلامية والقتل وسياسة الارهاب والعصابات ضد الشعب الفلسطيني المقهور رسمياً وشعبياً، وما الحقد والغطرسة التي ازدرى بها بيرس التاريخ سوى حالة من ذلك كله.

لكنه ايضاً وبجانب هذه الغطرسة التي جاءت بقالب ناعم وهو الاهتمام بالمستقبل، استطاع بيرس من ذلك ان يعبر بدقة متناهية عن القلق والخوف البالغين من العماليق الفلسطينيين الجدد، اذا صحوا بثقافة المقاومة ونبض التاريخ الحضاري العريق، وكأنه اراد ان يقول: ان فتح جبهة على هؤلاء العماليق، كمن يفتح باب جهنم على الاسرائيليين يصعب غلقها، ونستشف من كلمة «المستقبل» الذي اشار اليه بيرس في اقتراحه امرين اخذهما بعين الاعتبار، وهما: ان يكون هؤلاء الطلاب صهاينة فكراً وممارسة، ليكونوا سدنة الصهيونية وهم كبار، وهذا ما يؤكد حقيقة ثابتة ان اليهودي يولد صهيونياً، والأمر الآخر ان هذا المستقبل الذي يراه باهراً، هو مستقبل المخاطر الحقيقية التي تحيط بوجود هذا الكيان على ارض مغتصبة، وانه لا بد من القوة المتفوقة والمتميزة لتكون شرياناً لبناء هذه الدولة، وبدون ذلك، فالوجود الصهيوني في الارض العربية المحتلة رحو تسهل ازالته ونضحه.

ولعل هذه الواقعة بين بيرس والطلاب، هي اخلص وثيقة تكشف بوضوح الوجع الصهيوني الحقيقي، وليس هذا فحسب، فان المرء يستطيع من خلالها قراء الصهيونية واقعاً وطموحاً والماضي باسلوب واقعي، ليخرج من هذه القراءة نتيجة مفادها ان على الشعب الفلسطيني ومعه ايضاً الشعب العربي الدراية الواسعة بالتاريخ والتراث، لأن التاريخ مشترك، وكذلك الاطلاع على الصهيونية ووسائلها، لأن الثقافة سبب قوي في الدفاع عن الارض والعروبة، ودرء المخاطر التي تواجه الامة العربية.

ولعل من النتائج الواضحة من قراءة جواب بيرس ان اسرائيل لا يمكنها ان تكون جزءاً من المنطقة، لانها تفقد اهم المقومات والركائز لتكون ذلك، وان السبيل العربي هو غيره الصهيوني.

 

 

 

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF