خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الشعور النفسي نحو الأولاد وربطه بالعقيدة

الشعور النفسي نحو الأولاد وربطه بالعقيدة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

د.يوسف مصطفى مشعل

تربية الأولاد في الإسلام (5)
الشعور النفسي نحو الأولاد هو : إبراز ما أودع الله في قلب الأبوين من حب وعاطفة ورحمة نحو أولادهما، عكس ما كان ينظر الجاهلي إلى البنت من بغض، ولذا جاء الإسلام ليعطي المثوبة والأجر لمن يصبر على تربية البنت أو البنات وكذلك الولد أو الأولاد، ومن هنا فطر الله عز وجل الأبوين على محبة ولدهما كي يكون سببا في حمايته أو الشفقة عليه، والاهتمام بأمره . وأول غرس يغرسه الأبوان في أبنائهم تقوية صلتهم بالله إلى الدرجة التي تجعله يراقب الله في السر والعلن، في كل حركاته وسكناته، فالأبناء لا يقدمون على شيء إلا وفيه مراعاة لحرمة الله فهم يستشعرون بالخشية والخوف منه في نفس الوقت الذي يجعلهم يتوجهون إلى ربهم بالدعاء والرجاء 0000 لأنهم علموا أن مالك أمرهم هو الله وحده، وهو وحده الذي يملك النفع والضر، والحياة والموت، والسعادة والشقاء، لأنه وحده مالك كل شيء في كونه، وشعارهم قوله عز وجل :» قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا» (التوبة :51) فانبثقت من هنا الأسرة المسلمة وهي مؤسسة اجتماعية تنبعث من ظروف الحياة، وهي ضرورة واجبة لبقاء الجنس البشري، والأسرة هي اجتماع بين الرجل والمرأة، واتحاد دائم مستمر بينهما وسكن كل منهما إلى الآخر على صورة يرضى عنها الله ثم المجتمع. ونظم الإسلام الأسرة بأن بين في تعاليمه من يحل الزواج به ومن لا يحل، مع بيان أشكال الزواج بأن يكون بعقد فيه إيجاب وقبول، مع موافقة الولي وإشهار الزواج، وانتساب الأبناء إلى أبيهم مع الأخذ بتعدد الزوجات في الإسلام، فما دام أن العقد توفرت فيه شروط الصحة كان صحيحا، ولا يعتبر التسجيل شرطا لصحة الزواج . وعني الإسلام بالأسرة عناية خاصة، وجعل منها أساس المجتمع، ومن أجل ذلك حضّ على الزواج حين قال الرسول الكريم في الحديث الذي رواه الحاكم عن ابن عباس عن النبي قال: (( ألا أخبركم بخير ما يكثر المرء : المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عناه حفظته ، وإذا أمرها أطاعته )) ومخاطبته عليه الصلاة والسلام للشباب في الحديث الذي رواه أبو داود عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله يقول : « من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء «. وقد كان هذا النهج الذي ارتضته الشريعة الإسلامية هو النهج الذي يلائم طبيعة الوجود، ويتفق كل الاتفاق مع الحياة الاجتماعية، إذا أُريد تهذيبها والسير بها إلى الكمال . هنالك خطر قادم وهو انفصال السلوك عن العقيدة، الذي فشا وشاع في ديار المسلمين، فقد أصبح معظم الناس فاقدي الصلة بين أصول العقيدة وبين أنشطة الحياة المختلفة، فلم تعد مظاهر السلوك المختلفة تندفع في تلقائية ووضوح من مرجعيتها العقدية، وغدت حقائق العقيدة تشبه أن تكون تصديقات ذهنية غايتها في ذاتها، وضعف الشعور بغاياتها السلوكية، وقد أدى هذا الوضع إلى ما يشبه الانفصال بين العقيدة والسلوك ( من كتاب فقه التدين فهما وتنزيلا عبد المجيد النجار ج2ص140) ، أي أن العقيدة فرِّغت من محتواها العملي، فأصبحت مجرد تصورات معنوية لا تتعدى مستوى الألفاظ في حياة الناس، وحدث الانحراف في التطبيق الذي ابتعد عن هذه الأصول شيئا فشيئا ، حتى غدا الوضع على ما هو عليه من الانفصال بين سلوكيات المجتمعات الإسلامية ، وأصولها الاعتقادية، وأمسى بذلك حال المسلمين مناقضاً لأصول هذا الدين وواقع سلوكيات القرون الأولى، والتي جمعت بين صحة الاعتقاد والعمل بمقتضاه، ومن ثم اقتضى الحال دراسة هذا الانفصال ومحاولة معالجته في ضوء العقيدة الإسلامية وضبطه ضمن منهجها. ما أجمل أن يربط ما تقدم بفطرة الوالدين على محبة أولادهم، فقلب الأبوين مفطور على محبة الولد، ومتأصل بالمشاعر النفسية، والعواطف الأبوية لحمايته جسدياً وفكرياً خاصة في معتقده والعمل به، والرحمة والشفقة والاهتمام بأمره، ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني من الأرض، ولما صبر الأبوان على رعاية أولادهما وتربيتهم والسهر على أمرهم ومصالحهم. ولا عجب أن يصور القرآن الكريم هذه المشاعر الأبوية الصادقة، أجل تصوير فيجعل من الأولاد تارة زينة الحياة:» الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» (الكهف: 46 ) ويعتبرهم تارة نعمة عظيمة تستحق شكر الواهب المنعم:» وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا»(الإسراء :6) ويعتبرهم ثالثة قرة عين إن كانوا سالكين سبيل المتقين:» وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» ( الفرقان :74) هذا كله دلالة صدق مشاعر الأبوين ومحبة قلبيهما، تجاه أفلاذ الأكباد.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF