خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الإحاطة

الإحاطة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

ثمة اشياء تحيط بنا وأخرى نحيط بها، فعملية الإحاطة تشتمل على أكثر من معنى، وها هي المعاني تتغير وفقا لأساليب الإعداد التي ما تلبث أن تستقر الى ان تعود للتغير من جديد، وعندما نبدأ بالشعور بعملية الاستقرار تبدأ عملية الاحاطة فالأمور التي تحيط بنا ونحيط بها أكثر من أن نسميها محيطاً.

الفرد منا يسعى ويسعى لأن يحيط نفسه بأمور عدة، نحن نسميها الاستقرار وكلما وصل إلى شيء منها يبدأ بالتغير إما ان يعود الى الوراء ليغيّر ما أحاطه واعادة بناءه من جديد أو أنه يستمر على غير حجر البناء فيكمل شيئاً لم يبدأ به أصلا، ولذا نرى أن الفرد لن يصل ولا حتى بشكل جزئي الا اذا اقترن فكره بأهمية البناء على ضوء ما يحيطه حتى لا يبقى يتأرجح بين الامس والغد ويغفل اليوم وتغيب بذلك الإحاطة الزمنية والتي لا تقل أهمية عن المكانية.

نحن نعيش زمن التطبيق، كل شيء متاح ولذا علينا أن ننطوي ضمن منظومة كبرى بمختلف المجالات وبدون ذلك لن نؤثر أو نتأثر، ولا بد ان ندخل ضمن مفاهيم الشمولية وأن نكون جزء من هذا المحيط سواء السياسي او الاجتماعي او الثقافي او التكنولوجي...

يرتقي الانسان ويصل الى الاصلاح ثم يقترب من الكمال اذا اشتغل على ان يرى ما يحيط به قبل ان يرى ما يريد هو، حتى الحب والحنان والشعور بالسعادة تبدأ من الاحساس بالاخر ولا يمكن ان تكون دون ذلك، فالاحاطة بما يدور حولك يجعلك ترتقي بالانسانية علماً ومفهوما واحساسا وبالضرورة فكرا، ومن يجعل هذا المفهوم منهج حياه يصل الى التواصل مع الشعوب المختلفة والاستمتاع بما يختلف والانخراط في مفهوم واحد هام جدا الا وهو الانسانية.

ومن وجهة نظري أن التدبير الانساني لا يمكن ان يكون حقيقي ومثمر اذا لم ندرك ما يحيط بنا وموقعنا من الاشياء التي نحيط بها، فنعرف ما لنا وما علينا، وندرك مواطن النقص فينا فنحاول أكمالها أو إيجادها، وبهذا ممكن أن نشارك العالم في التقدم نحو الامام، ولاتمام الامر علينا ان ندرس ونجتهد للوصول الى الإحاطة.

فمن يتعمق بمفهوم الاحاطة ويدركها سيدرك قيمة وجوده ووجود الاخر وقيمة الوجود الذي يحيط بنا، ولعل الدول المتقدمة أدركت هذا المفهوم وادركت ما يحيط بها تماماً ثم أنطلقت بقوة على هذا الاساس، أدركت كل معاني الاحاطة وبها عرفت الاخر، واصبحت قادرة على تطويعه في كافة الصعد على كيفية إحاطتها.

واختم القول لتقريب الصورة بأن تأدية الواجب وعدم التفريط في الحقوق هو في الاساس المعنى العميق للإحاطة والتي بها تتلاشى المسافات الجغرافية وتنتهي الفوارق عندها يعلم جميعنا ان الارض هي محيطنا.

سيعاد صياغة الانسان نحو اخوة الانسان بتعميق مفهوم وجوده في محيطنا ووجودنا في محيطه.

ولا ننسى أن الله العليم سر عظمته انه يحيط بكل شيء ولله المثل الاعلى.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF