خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مكة المكرمة قبل البعثة

مكة المكرمة قبل البعثة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

د. يوسف بن مصطفى مشعل
  
قال تعالى: (وضرب الله مثلا قرية كانت مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) النحل 112، فالقرية هنا مطلقة وتدخل مكة والمدينة في هذا الإطلاق.
القرية التي ضرب الله بها المثل كانت آمنة، فهذه أول صفة لهذه القرية حيث كانت لا يغير عليها احد، والصفة الثانية أنها مطمئنة من الاطمئنان، والصفة الثالثة أنها (يأتيها رزقها رغدا من كل مكان) فالرزق هو الذي يأتي اليها مع أن الناس دائما هم الذين يخرجون بحثا عن الرزق، ولذا قيل إنها مكة حيث قال المولى عز وجل: (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا) القصص 57، فلو أنك ذهبت إلى مكة تجد فيها من كل الثمرات.
فهل القرية المذكورة استقبلت هذه النعم بالشكر؟ لا .. لأن الله تعالى قال عنها: (فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) فالجزاء من جنس العمل، فاستعملت نعمة الله في غير مرضاته، فقال الله عز وجل: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)، فأي تجمع من الناس في اي مكان من الأرض أنعم الله عليه بنعمة الأمن والطمأنينة والرزق فجحدوا وبارزوا الله بالمعاصي فيكون مصيرهم مصير هذه القرية بأن أذاقها الله لباس الجوع .. فالإذاقة هنا أن الجسم كله أصبح يشعر بالجوع وكذلك القلب لا يشعر بالخوف وحده بل يشاركه الجسم كله.
     وأهل مكة حين لقوا رسول الله بالجحود والنكران والإيذاء له ولمن اتبعه من المسلمين،  دعا عليهم وقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» طرف من حديث رواه أحمد في المسند وإسناده صحيح، فاستجاب الله دعاءه، قال تعالى: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)، قالوا حتى إنهم كانوا يأكلون الجيف، واستمر ذلك سبع سنوات كسني يوسف، حتى ذهب وفد من مكة إلى رسول الله يشكون الحال وما حل بهم، فكان رسول الله يرسل إليهم بالأطعمة الحلال التي أحلها الله ورسوله، فالنعمة في مكة كانت تامة، ونعمة النعم إرسال الرسول الهادي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكنهم كذبوا به، قال تعالى: (ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون) النحل 113، فكان من المفروض أن يستقبلوا رسول الله بما علموا ما له من صفات الخير والكمال فينصروه ويؤمنوا بدعوته لكنهم كفروا بما جاء به وبارزوه وأتباعه العداء فأطبق عليهم الجوع وأصبح الخوف يلازمهم، فكان رسول لله مستقرا في المدينة ولكنه يرسل إليهم السرايا لتخويفهم، فأصبح الخوف موجودا والجوع كذلك، ومعلوم أن نعمتي الرزق والأمن سر سعادة الحياة ، لذا امتن الله على قريش بقوله: (فليعبدوا رب هذا البيت* الذي أطعمهم من جوع* وآمنهم من خوف)، فالنعمتان موجودتان: بطن شبعان، ونفس آمنة مطمئنة، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» البخاري في الأدب المفرد رقم 3.
(عن كتاب «وقفات مع السيرة النبوية» لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله/ الطبعة الأولى/ المكتبة العصرية/ بيروت) بتصرف
[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF