وليد سليمان
- جوز القلب أو جوز عين الجمل هي حبات من المكسرات الشعبية التي عرفها الانسان منذ القديم وما زال الجوز من اهم انواع المكسرات التي تستعمل في إعداد عدة انواع من الحلويات ومن اشهرها القطايف في شهر رمضان حيث تحشى بحبات الجوز المفرومة بالسكين او المطحونة بالهاون مع جوز الهند والسكر في داخل حبة القطايف قبل اغلاقها بواسطة حوافها العجينية الطرية ومن ثم شيها او قليها بالنار والزيت ووضعها بالقطر بعد ذلك لتصبح جاهزة للاكل والتلذذ بطعمها الحلو الشهي هذا ويقال( جوز قلب) لأن الحبة الواحدة المقشرة تشبه القلب وجوز القلب لا يستعمل فقط في قطائف رمضان بل في مشروبات وتجهيز اغذية واطعمة هامة اخرى مثل المقدوس حيث هو غذاء مخلل مصنوع من حبات الباذنجان المحشو بمفروم جوز القلب وبعض الثوم والبقدونس وزيت الزيت الاصلي حيث يباع هذا ان لم يجهز في البيوت يباع في محلات المخللات بثمن مرتفع عكس المخللات الاخرى الزهيدة الثمن .هذا ويقال عن الجوز عين جمل لان الحبة التي تقطف عن الشجرة تشبه بشكلها عين الجمل وايضا يستعمل جوز عين الجمل او جوز القلب او جوز المخ في اشربة منها الشراب الشتوي المميز وهو شراب القرفة او كما يقال له في بعض مقاهي عمان شراب الاينر حيث يعطى مع شراب القرفة المرشوش مطحونة على وجه كأس القرفة الساخن مذاقا طيبا وبالذات عند شعور الانسان بالبرد القارس.
وفي دراسة صحية غذائية للمتخصص عبدالسلام الشويات نقرأ بعض ما جاء عن اهمية الجوز للانسان فحيث ان حبة الجوز المقشرة تشبه الى حد كبير شكل مخ الانسان فانه وللصدفة اكدت الابحاث العلمية ان تناول الشخص لحبات الجوز يساهم في نمو الكثير من خلاياه العصبية التي تساعد في اداء المهام الدماغية لذلك فقد سمي بغذاء المخ. هذا وتتميز حبات الجوز البنية اللون بفوائد طبية ضد امراض القلب والشرايين وفي الجوز من الاحماض غير المشبعة الشيء الرائع حيث انها مهمة لوقاية القلب والشرايين وتنشيط الدورة الدموية. هذا ويساعد الجوز على ضبط التوازن بين الكولسترول السيء والكولسترول المفيد حيث ينفع هذا المصابين بارتفاع الضغط والذين يعانون من امراض القلب والشرايين ويحتوي الجوز ايضا على حمض الارجينين الذي يساعد على ارتخاء الاوعية الدموية لانه يتحول الى اكسيد النتريك الذي يرطب جدار الاوعية الدموية من الخارج فتصبح رطبة وقابلة للتمدد بسهولة.
وفي عودة لنا لمتابعة الاطعمة والاشربة التي يستعمل معها هذا الجوز الشهير فلا بد ان نتذكر مثلا البقلاوة التي منها نوع شعبي يحشى بهذا الجوز الذي يعتبر اقل غلاء من الفستق الحلبي الذي يستعمل مع البقلاوة ايضا لكن الغالية الثمن كذلك فان الجوز يمكن استعماله مكسرا او مطحونا بشكل بثرات لوضعه على وجه بعض الحلويات مثل الكنافة والسحلب والكراوية ويصنع منه ايضا في حشوة داخلية في طبقات حلوى بعض انواع الهريسه ونوع اخر من الكنافة تسمى الكنافة الرملاوية وكذلك مع حلوى اخرى نابلسية تسمى الكلاج. ومن النقاط الهامة الاخرى والتي اشار اليها الخبير الغذائي والصحي الشويات ايضا عن هذا الجوز هي: ان استهلاك الجوز يساعد الذاكرة ويقويها وكذلك الذكاء وقوة الاحتمال بالنسبة للاشخاص الذين يركزون لمدة طويلة وبهذا يكون الجوز مادة غذائية طبية مفيدة للاطفال لانه يقوي الذاكرة ويعطي قوة للجسم ويكون مفيدا كذلك للمسنين لتقوية ذاكرتهم لان الخلايا الدماعية تشيخ وتنخفض الذاكرة عند المسنين الا الاشياء المحفوظة عن ظهر قلب. والجوز يقي من تكون الحصى بالمثانة ويساعد على وقاية المثانة من الامراض ويوقف تضخم الحصى ويراعى استهلاك كميات معقولة من الجوز يوميا بالنسبة للمصابين بامراض تتعلق بالقلب والشرايين والسرطان والضغط والام المفاصل والدورة الدموية وكذلك الامراض المتعلقة بالجهاز العصبي. ويعتبر الجوز احسن مادة غذائية في وجبة المساء لأنه يساعد على النوم وعدم الاضطراب في الليل وبما ان مادة الميلاتونين تنخفض مع العمر او الكبر فان الجوز يكون مادة غذائية نافعة للمسنين.
ويذكر ان اماكن زراعة شجر الجوز والبلاد التي تقوم بتصديره الى دول العالم ومنها الاردن هي الدول التالية والتي اشار اليها بعض باعة الجوز والمكسرات لابواب الرأي مثل امريكا ومولدافيا وتركيا وسوريا والسعودية ورومانيا وعن هذه الدولة الاخيرة فقد حدثني احد الاصدقاء قال ان اشجار الجوز كانت تزرع بشكل عشوائي وللزينة فقط في شوارع بعض المدن في رومانيا وكان بعض الغجر هناك يقومون بقطف حبات الجوز عن شجر الشوارع مجانا ثم يجمعونه في شوالات ويصدرونه لبيعه لبعض الدول الشرقية العربية القريبة منهم الا ان الدولة هناك تنبهت لهذا المنتوج الزراعي الهام والتجاري والمالي الجديد فصارت تكثر من زراعته وتقوم هي بتحصيله وجمعه ومن ثم تصديره للخارج لتربح خزينتها ملايين الدولات الصعبة.