لورا فرح وهاب
الفول اسمه العلمي Vicia faba واسمه الإنكليزي Brood beanوهو من المحاصيل البقولية الرئيسية الهامة ، موطنه الأصلي هو اسيا الغربية وشمال افريقيا، يزرع الفول من أجل الحصول على قرونه الخضراء التي تستعمل في الطهي ومن أجل حبوبه الجافة التي تستعمل في التدميس وبالحساء كما يمكن أن تستعمل بالقلي بعد هرسها وخلطها بالتوابل ( الفلافل) .
ويصنف الفول بحسب ضخامة الحبة وشكلها وامتلائها ولونها عند اتمام النضج وأشهر اصنافه :-
- الأصناف كبيرة الحبة مثل الفول القبرصي ? الرومي ? ويندسور- اشبيليا .
- الأصناف متوسطة الحبة مثل الساكس ? لونج بوت ? جوليان الأخضر.
- الأصناف صغيرة الحبة مثل الفول المصري .
القيمة الغذائية للفول عالية حيث أن 100غرام من الفول يحتوي على 72 سعرا حراريا فهو غذاء متكامل لولا أن ينقصه بعض الأحماض الأمينية فهو يشبه في تركيبه اللحم ، تحتوي الحبوب الجافة منه على 28% من وزنها بروتين - 48% نشويات - 3% دهون -2% جلوكوز - 3% أملاح معدنية ? 16% ألياف ومواد أخرى .
ويحتوي ايضاً على نسبة جيدة من الفيتامينات وخاصة فيتامين B12-B9-B3-A-C وكذلك يحتوي على المعادن وخاصة البوتاسيوم ? الحديد- الفسفور- المغنيسيوم ? الصوديوم ? الكالسيوم والكبريت .
فوائد واستعمالات الفول عديدة أهمها :-
- غني بالبروتينات اللازمة لبناء خلايا الجسم.
- يقاوم التوتر والإجهاد الذي يصيب الجسم .
- يحتوي على مركبات كيماوية معقدة تقاوم أمراض السرطان وخاصة السرطان الذي يصيب الفم .
- غني بالألياف التي تعمل على حجز مادة الصفراء الكبدية الغنية بالكولسترول فتحول بذلك دون امتصاصه من الانبوب الهضمي وبالتالي تمنع تراكمه على السطح الداخلي للأوعية الدموية .
- مفيد للقلب من حيث زيادته لمستوى الكولسترول المفيد في الدم .
- يحافظ على مستوى السكر في الدم لإحتوائه على السكاكر المعقدة التي يمتصها الجسم ببطء ويساعد على خفض ضغط الدم .
- يحتوي على مواد تقوي مناعة الجسم ضد الأمراض المختلفة .
- قشور الفول تكافح الإمساك ولأزهار الفول خاصية زيادة إدرار البول .
تناول الفول مع البندورة والبصل والثوم والزيت والخبز والليمون تجعل منه وجبة غذائية كاملة كون الفول يحتوي على نسبة عالية من البروتين لذلك يطلق عليه اسم لحم الفقراء لكن هذا البروتين قيمته الغذائية منخفضة عن اللحوم ولكن ما ينقص بروتين الفول من أحماض أمينية أساسية يمكن تعويضها بتناول بيضة أو قطعة من الجبن وبهذا التداخل المفيد يتكامل بروتين الفول ولا يصبح لحم الفقراء بل تزداد قيمته الغذائية عن اللحوم .
لكن الفول يحتوي أيضاً على مركبات تجعل حديد الفول غير قابل للإمتصاص وكذلك الامر مع الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك وغيرها من المعادن فتقلل من استفادة الجسم من القيمة الغذائية للفول. لذا ينصح بتناول الأغذية الغنية بفيتامين C مع الفول كإضافة عصير الليمون أو الجرجير أو تناول كوب عصير برتقال معه حيث يعمل فيتامين C الموجود في هذه الأغذية على تشجيع الجسم على امتصاص الحديد منه .
وفي طبق الفول أيضاً تنخفض نسبة الكالسيوم بالمقارنة بالفوسفور لذلك لا تكتمل استفادة الجسم من فوسفور الفول إلا في حالة تناول غذاء غني بالكالسيوم مثل اللبن أو الجبن أو بعض الخضراوات مثل الجرجير أو البصل الأخضر .
واضافة الزيت النباتي كزيت الزيتون أو الذرة إلى طبق الفول يعوض نقص الدهون في الفول ويعمل على توازن الطاقة مع البروتين فيه ويوفر للجسم ما يحتاج إليه من دهون.
يسود الإعتقاد الخاطىء لدى الكثير من الناس بأن طبق الفول يؤثر سلبياً على الحالة العقلية للإنسان كما تم ربط حالة الخمول وبلادة التفكير بطبق الفول إلا أن علماء التغذية يؤكدون بأن الفول يعتبرطبق السعادة ويعود ذلك لإحتوائه على مكونات تساعد على تحفيز مشاعر البهجة وتحسين المزاج وقد اثبتت العديد من الدراسات أن المخ بعد وجبة الفول يزيد من افراز النواقل العصبية التي تساعد على ظهور مشاعر السعادة والنشاط واكثرها فائدة هي السيروتونين واسيتيل كولين ودوبامين وادرينالين .
ولكن المبالغة في تناول الفول قد يصيب الشخص بحالة عدم وضوح الفكر كما يعتقد الجميع ولكن بالحقيقة المسؤول عن ذلك هو البروتين وليس الفول لان البروتين صعب الهضم لو أخذ بكميات كبيرة فالمعدل الطبيعي لإحتياج الجسم للبروتين يجب ألا يتجاوز 100غرام في اليوم وما زاد عن حاجة الجسم من البروتين يؤدي إلى ارتفاع نسبة اليوريا واليوريا تعتبر مادة سامة فنواتج هضم البروتين تؤدي إلى تعطيل عدد كبير من وظائف الجسم وأهمها وظائف المخ مما يؤدي إلى ما يسمى عدم وضوح الفكر لذلك فلا شىء أفضل من الإعتدال .
أما بالنسبة لحدوث الإنتفاخ بعد تناول الفول فهو يعتبر بمثابة ثمن بسيط يدفعه الجسم في مقابل التأثيرات الصحية والعلاجية التي يحصل عليها منه وسببها أن الفول يحتوي على مركبات تعرف باسم اوليجوسكاريد وهي عبارة عن كربوهيدرات غذائية تتواجد في الفول على صورة كيميائية طبيعية تعرف باسم الفاجالاكتوسيديز وحيث أن الجهاز الهضمي لجسم الإنسان لا ينتج أنزيم الفاجالاكتوسيديز الضروري لبدء تحليل وهضم هذه الصورة من المركبات فإن الجسم لا يستطيع هضمها بواسطة أحماض المعدة وكنتيجة لعدم هضمها فإنها تتجه إلى الأمعاء الغليظة حيث تتعرض إلى عملية تخمر لا هوائي بفعل الميكروبات الطبيعية المتواجدة هناك وينتج عن هذا التخمر أحجام كبيرة من غازات الميثان والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون مما يسبب حدوث انتفاخ معوي في الجسم مع الشعور بعدم الراحة .
وهناك تأثيرات صحية مفيدة أخرى لمركبات اوليجوسكارايد الفول وأهمها أنها تعمل على زيادة امتصاص الجسم للكالسيوم والمغنيسيوم الضروريين لبناء العظام ولتنظيم درجة حرارة الجسم وللوقاية من التوتر والخوف وكذلك تساعد هذه المركبات على حماية الاسنان من التعرض للتسوس .
من هنا نرى أن الفول يعتبر الغذاء الأول والأمثل من حيث فوائده وقيمته الغذائية بالإضافة إلى سعره المنخفض والذي يجعله في متناول كل الطبقات.
استشارية التغذية الطبية والعلاجية
مركز الخالدي الطبي
www.kmc.jo