أكد مختصون أن تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لدى الشباب يرفع قدرة الفرد على القيام بوظائفه النفسية.
وقالوا لـ «الرأي الشبابي» إن التوافق يشير إلى العلاقة المنسجمة مع البيئتين الداخلية والخارجية التي تضمن للفرد الرضا عن إشباع حاجاته ومتطلباته المختلفة؛ واصفين الشاب غير المتوافق نفسياً واجتماعياً بأنه يعاني من الشعور بالنقص والارتباك وضعف الثقة بالذات وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
وفي الإطار؛ اعتبر الأستاذ في جامعة مؤتة الدكتور محمد سفاسفة أن التوافق النفسي والاجتماعي من مؤشرات الصحة النفسية التي تؤهل الفرد للعيش الآمن في مجتمعه.
ولفت إلى أن الأشخاص المتوافقين نفسياً واجتماعياً يمكن ان يتصفوا بصفات مثل تقبل أنفسهم والآخرين ولديهم اتجاهات واقعية ويهتمون بمشكلاتهم وحاجاتهم ومن ثم بمشكلات وحاجات الآخرين ويتسمون بالاستقلالية الذاتية ولديهم روح المرح والفكاهة والقدرة على الابتكار والتجديد ويقاومون الامتثال للأنماط الثقافية الجامدة والخضوع لها.
وقال إن النظام الإسلامي يدعو إلى تربية متوازنة شاملة للفرد جسميا وعقليا وروحا اجتماعية للوصول الى التوافق بين مطالب الجسم والروح والعمل بمقتضى العقل.
وأوضح أن النظام الإسلامي أكد على تربية الروح باعتبارها الشريان الرئيسي والقاعدة التي يستند اليها الكيان الشخصي بكليته ويترابط عن طريقها لأنها المهيمن والمسيطر الأكبر على حياة الإنسان والموجه لطاقاته.
وخلص د.سفاسفة إلى ضرورة التكامل والانسجام بين مظاهر شخصية الإنسان لتحقيق التوافق الروحي والجسمي والعقلي والاجتماعي في الدنيا مما ينعكس ايجابياً على مصير ذلك الإنسان في الحياة الآخرة فيعيش سعيداً.
ولفت أخصائي الطب النفسي الدكتور باسل بني عطا إلى أن للتوافق أشكالاً أبرزها النفسي والاجتماعي ويتوقف تحقيقها على قدرة الشاب لان هذه المرحلة تشهد ولادة جديدة لشخصية الإنسان ومليئة بالأزمات والضغوط النفسية.
وبين أن ابرز أسباب سوء التوافق تعود إلى عمليات البلوغ الجنسي والنمو الجسمي والفسيولوجي السريع وما يرافق ذلك من تغيرات داخلية وخارجية تحدث تقلبات انفعالية حادة وتوتراً وقلقاً لدى الشباب.
ولفت إلى أن الحياة الغامضة والمضطربة التي يعيشها بعض الشباب تعود للتناقض في معاملة الأهل لهم والتأرجح بين اعتبارهم راشدين ويتمتعون بالمكانة والحرية والاحترام والاستقلالية أو أنهم ما زالوا أطفالاً محتاجين لحماية الوالدين.
وقال إن الصراع بين الآباء والأبناء أو صراع الأجيال يسبب فجوة كبيرة لان الشباب بنظر الآباء غير واقعيين والأبناء يشعرون بان حقوقهم مسلوبة من قبل الآباء.
وأكد أن ما يعتري الشباب من حالات سوء تكيف وصراع نفسي وتوتر وقلق وتناقض وجداني وانفعالية وعدوانية وتمرد وانسحابية لا يظهر فجأة بل تمتد جذوره إلى مرحلة الطفولة ومشكلاتها الناجمة عن الفشل والإخفاق والحرمان العاطفي والاجتماعي والعلاقة السيئة من الوالدين والمجتمع المحيط.
ووصف بني عطا أبرز مشكلات سوء التوافق لدى الشباب بأنها تتمثل بالأرق وعدم الاستقرار النفسي والشعور بالتعب والكسل وحب الذات والانغلاق والأنانية واللامبالاة والعيش على التخيل والأوهام.