زيد المصري
أوجب الله تعالى علينا طلب العلم لمعرفة أوامره ونواهيه، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه البيهقي: « طلب العلم فريضة على كل مسلم « وليس كل علم الدين يجب تعلمه على كل مسلم بعينه إنما الفرض العيني على كل المسلم هو القدر الذي يجب تعلمه من علم الاعتقاد من الإيمان بالله وبما جاء عن الله والإيمان برسول الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفات الله الواجب معرفتها وتنزيه الله عن مشابهة المخلوقين ونحو ذلك، وتصديق ما جاء به الرسول عن الله من أخبار الأمم السابقة والأنبياء وبدء الخلق وما أخبر به مما يحدث في هذه الدنيا وفي الآخرة من عذاب القبر ونعيمه ويوم القيامة، ومعرفة الأشياء التي تخرج من الإسلام، ومن المسائل الفقهية كالطهارة والصلاة ومن أحكام المعاملات لمن يتعاطاها وغيرها كمعرفة معاصي القلب والجوارح كاللسان وغيره من أحكام أعمال الأعضاء، ومعرفة الظاهر من أحكام النكاح والزكاة لمن تجب عليه والحج للمستطيع.
قال تعالى: « يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة « قال علي ابن أبي طالب: « أي علموا أنفسكم وأهليكم الخير « أي علم الدين، وقال عطاء في تفسيرها: « أن تتعلم كيف تصلي وكيف تصوم وكيف تبيع وتشتري وكيف تنكح وكيف تطلق « فمن أهمل ذلك لم يحفظ نفسه ولا أهله من النار التي عظم الله أمرها، وقد بين الله تعالى أن الترقي بالعلم يزيد من الخشية فقال: « إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء « فاطر، وقد أمر الله بالاستزاده من العلم فقال: « وقل رب زدني علما « طه، وقال عليه السلام: « والله إني لأعلمكم بالله عز جل وأخشاكم له « رواه أحمد. نسأل الله تعالى أن يرزقنا علما نافعا إنه على كل شئ قدير