ترجمة : تيسير ابو شومر- في اخر حوار اجراه الناقد السينمائي الفرنسي (لوران باشيت) مع المخرج السينمائي الايطالي (سيرجيو ليوني) قبل وفاته بشهر , كشف فيه لاول مرة عن عمل سينمائي ضخم كان يعمل علية منذ عشرة اعوام بعنوان «لينيغراد».
(ليوني ) مخرج سينمائي مختلف, عنيد, لايسمح لاحد, اياً كان بالتدخل في عمله ..نجماً كان ام مصوراً ام منتجا .....» وعندما اقرأ سيناريو ويعجبني , اطلب ممن يقدمه لي بأن لا يحضر التصوير وارفض أي تعديل عليه وذلك ببساطة لانني اعجبت بالنص و بالتالي اصبح مثل كأن حي في ذهني وذاكرتي ... وهنالك مشاهد كثيرة في افلامي لا يستطيع احداً ان يناقشني بها ولا الاقتراب منها و لو حدث ذلك لا اصيبت بمقتل « .
الغاليبة العظمى من جمهور السينما عندما يسمع اسم ( ليوني ) يستذكر مباشرة افلاما ما زالت حاضرة حتى الان والكثير شاهدها اكثر من مرة مثل « من اجل حفنة دولارات « «الطيب , البشع, الشرير, « « حدث ذات مرة في الغرب « و « حدث ذات مرة في امريكيا « وغيرها .
ويقول الناقد السينمائي الفرنسي (باشيت ) بان فيلم « لينيغراند» لو قدر له ان يتم , لتوقف عنده كل العاملين في فن السينما ومشاهديها , كون (ليوني) من المخرجين الذين يعرف عنهم الابتعاد عن الثرثرة وذلك يعود لمهاراته وعبقريته في تصميم اللقطات في مختلف العدسات التي تغدو افضل بكثير من الحوار بين شخصيات افلامه وكذلك قدرته ع توظيف مؤثرات بصريه من ابسط ما يحتوية المشهد ويصر على اكتمال قوة هذه المشاهد تفاهمه الكامل مع احد اشهر مؤليفيه الموسيقى التصويريه (انيوميريكوني) والذي تم تكريمه قبل عاميين في حفل جوائز الاوسكار عن مجمل اعماله .
مباشرة كشف ليوني لمحاوره لااول مرة بانه يحضر لفيلم حربي ضخم بعنوان( ليينغراد) منذ عشرة اعوام , وليس صعبا ان يعرف أي مهتم بالسينما هذا الشخص الذي يتمتع بذهن صافٍ يعمل بالسينما منذ كان في الثامنة من عمره كمخرج مساعد لا اشهر السينمائيين الاوروبين والامريكين والذين كانو ياتو الى ايطاليا لتصوير افلامهم مثل : (ربورت وايز) ,( ولييام ويلر ), ( راوول ولش ) و ( فرد زنمان ) كما انه فنان كثير التنقل من مدينة لاخرى , اضافة الى عشقه للطبيعه , وعلى ضفة بحير جميله جلس مع محاوره وكان بينهما هذا الحوار النادر :
? اين اصبحت مفاجئتك السينمائيه» ليينغراد « والذي يتحدث عن حصار مدينة (اندورا ) من 1941 _ 1943؟
_ هذه الايام اعيش حاله من التوتر , وانا مصر على انجاز الفلم بدون حذف أي لقطة منه وهذا يزعج السياسيين , لذلك سعيت كثيرا لتوقيع العقد اولا مع الشركة المنتجة بشرط الا يحذف أي مشهد او لقطة من العمل, ونجحت في ذلك الا انني واجهت بعض العراقيل من رجال السياسة واضطررت لتوكيل فريق من المحامين بعد ان علمت ان ما يحدث معي يتم بحثه مسبقا من اعلى المستويات , لذلك طلبت من فريق المحامين ضمنات خطية من شخصيات سياسة بعد التعرض لاي مشهد او جملة حوار في الفيلم وحصل ذلك بعد تفاهمات وحوارات ونجحت في ان اضعهم في صورة الامور من خلال مناقشة بعد الاحداث عن الحقبة الزمنيه التي اتناولها , واستشهدت بمراجع من مختلف الجامعات والموؤسسات الثقافية واشخاصا بقو عل قيد الحياة ..... وتمكنت من الحصول على الموافقه بان يتم التصوير بسريه تامة وتوفير الآمن لفريق العمل وهذا ما يحدث .
- لماذا هذا الاهتمام الكبير منك تجاه (ليينيغراد) ؟
هنالك اسباب كثيرة منها ان الكثير يخلط بين ليينغراد وستالينغيراد والكثير يعتقد بان عدد من المواقف البطوليه الملحمية حدثت في ستالينغراد بينما هي في الحقبة غير ذلك : ومازالت في ذاكرتي العديد من المشاهد التي ما تزال حاضرة مشاهدتها برامج تتناول التاريخ الحديث والتي تتوفر البطوله الجامعية والمقاومه للاسطوريه لاحتلال النازي لمدة 3 سنوات , ناهيك عند عدد من رجال المقاومة وكيفية قيامهم بالتضحية بانفسهم الامر الذي اذهل المحتل الالماني وكان له الدور الكبير في طرده , ما سبق كان حافزاً , بل انه وَلدَ نظرية سياسية متداولة الان وهي ان الاحتلال _ أي احتلال_ لا يمكن ازالته الا بالمقاومة الشعبيه .... وهذا ما يحدث وفي ذهني الان وانا احدثك مشهد اعتقد انه سيبقى في ذاكرة المشاهد والذاكرة السينمائييه وستطلب انجاز جهدا كبيراً ولن افصح لك عن تفاصيله كون العمل يخضع ويلزم كل العاملين فيه بعدم التسريب عن معلومة عنه , الا انني بوسعي الحديث عن الخطوط العريضه فقط للفيلم وهو ان شركة امريكيه كبر ستقوم بتمويله _ لا استطيع ان اذكر اسمها لك الان _ والعمل يتضمن قصة حب ولدتها الحرب , والشخصية الرئيسية في الفليم هي لصحفي يقوم بتغطية العمليات الحربية ويصور قدر المستطاع من تصوير وليلتقي مع امرأه لينتهي الامر بهذه القصة العاطفية في جحيم ليينغراد.
- اعتقد انك تفكر (بروبرت دينيرو ) و (ميريل ستيب ) ليستحوذ على الادوار الرئيسية ؟
كلا , لدي النية ان اقوم بعمل مئات الاختبارات لمئات الممثليين والممثلات السوفيتيين , وهذا الشيء يعطي اكثر الاحداث .
- عرفك النقاد والجمهور من خلال فيلم « من اجل حفنة دولارات « في امريكا حيث لم يعتاد المشاهد على هكذا افلام؟
في مثل هذه الحالة سئقوم بانتاج الفليم انا وحدي بالتعاون مع الجانب الروسي اذا ما زال البعض في امريكا يظير الى افلامي كما سبق وذكرت ..... الا انني لا اعتقد ذلك الان , خاصة هذه الايام مع انتشار الاسطوانات السمعية والبصرية والكابلات الارضية , فلن يتسنى لهم مشاهدة الفليم لتسسلية وتناول الذرة ( البوب كورن ) لهم مشاهدة الفليم للتسلية وتناول الذرة ( البوب كورن )
المفاجأة ان البعض من السينمائيين قد يصنف فيلمي على انه ثقافي او سياسي عل الرغم من انه يحتوي على معارك كثيرة وسيناريو , الا ان هنالك ارآء تقاطعت ايجابيا بعد ان وجدوني دائم البحث للمكتبات ومشاهدة افلام عند الحرب العالمية الثانية والسوفيتية لاختيار ما احتاجه من شخصيات روسية .
- لدي شعور بأنك أخر المخرجين الأوروبيين الذين يعلقون اهمية كبيرة في الملابس ؟
ما سبق من عناصر اجده طبيعيا , وهي عناصر مكملة لبعضها البعض لتصل لعين المشاهد بشكل اعتقد انه لن ينساه ابدا , كما انني اختار عناوين لا افلامي بعناية شديده لذلك للفت الانظار ودعوة صريحة اقدمها للمشاهد مولداً الفضول عنده ليشاهد فيلما معنون بطريقه لم يألفها _ اما عن مستقبل فيلم الديسترن وان كنت سأعود الى العمل به ام لا فاذكرك ان هنالك عدد كبير ممن عملو كمساعدين لي في الاخراج , اجد من الواجب ان اخرج فيلم « بنادق شابة « young guns
وقد نجح الفليم وكان قد عرض عام 1988 وقام بأداء الادوار فيه : ايميليو ستيفنز , وكيفر ساذرلاند والمخضرم جاك بالانس وتيرنس ستامب , وبسب نجاحه قامت الشركه المنتجة للفلم بانتاج جزء ثاني بنفس العنوان اخرجه النيوزيلاندي ( جيف مورفي) عام 1990 .
كما ادهشني فيلم «الفارس الشاحب « الذي مثله واخرجه كلينت ايستوود عام 1985 , وفيلم المخرج ( لورنس كاسدان ) « سيلفرادو « عل ارغم من انه جاء مخيبا للامال نسبيا على المستوى التجاري الا انه فيلم جميل
ما سبق يؤكد ان هنالك جيل من الشبان المخرجين الذين يتمتعون بمواهب واضحة في صناعة فيلم الويسترن وعليك ان تنتظر وتراقب عملهم , ولكن عليهم ان يبتعدو عن محاولات تقليد تصوير مشاهد شبيهه من مشاهد افلام انجزتها , فهم ليسوا بحاجة الى ذلك فهاهم يتواجدون في هوليوود والتي يتوفر لهم فيها الكثير من مكونات وعناصر يحتاجونها وهذا لم يكن متاحا لي كما تعرف .
- اعمالك الاولى في السينما كانت تعكس تأثرك بالسينما اليابانيه خاصة سينما المخرج ( اكيرا كيرا ساوا ) في فيلم « يوجيمو « , « .. حفنة دولارات « اتسأل دائما من هم السينمائيون الذي يحبهم (اليوني ) ؟
اضافة الى كيرا ساوا اثر بي كثيرا ( شارلي شابلن ) فهو الوحيد الذي قال كل شي بافلامه الصامتة و التي عجزت وتعجز عنها الافلام الناطقة في هذا الوقت !! ولا اخفي تأثري بالايطالي ( فيدريكو فيللني ) والذي اخذ الكثير من شابلن بدوره .