نقرأ اخبارا عن حالات اختناق بسبب استنشاق غاز ثاني اكسيد الكربون المنبعث عن احتراق مواد صلبة - حطب او فحم - فندهش من ان هناك من لم يدرك منا بعد، النتائج المترتبة على عدم تهوية مناطق مغلقة في الوقت الذي نترك فيه مصادر تدفئة كالفحم او الحطب مشتعلة.. وحين تتأخر عمليات الانقاذ والاسعاف.. وتقع اصابة الموت اختناقا بثاني اكسيد الكربون هذا ندهش من حدوث هذا في هذا الوقت الذي لا نعتقد ان هناك من يصل فيه الحال الى الموت دون ان يشعر انه معرض للاختناق بسبب الظروف التي وضع نفسه فيها... ومتابعة الحالات التي ادت الى الوفاة اختناقا تكشف ان هذه الحالات قد وقعت في مناطق بعيدة عن مراكز المدن وان الاسباب كانت دائما الغازات المنبعثة من احتراق الفحم او الحطب في مناطق مغلقة دون تهوية غياب الوعي بهذه النتائج هو المسبب الرئيس الذي جعل الضحايا يضعون انفسهم في الموقف المؤدي لهذه النتائج، حيث تقع اكبر الاخطار على الرضع والاطفال الصغار الذين لا تقدر اجسامهم على مقاومة حالة الاختناق لفترة توازي ما تقدر عليه اجسام الكبار، من هنا فان اغلب الضحايا هم من هذه الفئة التي لا دور لها في قرار اغلاق المنطقة التي ينامون فيها في الوقت الذي تبقى مصادر الدفء عاملة وهي من المواد الباعثة لغازات يؤدي تراكمها الى الاختناق لان عملها يقوم على مشاركة الانسان في الاكسجين العنصر الاساسي للحياة الذي عليه تعتمد عمليات حيوية في جسم الانسان، هذه اخطاء لا تزال هناك نسبة من مواطنينا يرتكبونها لجهل بحيثياتها، وعدم المام بكيفية حدوثها وبالتالي تصبح عمليات بناء الوعي والمعرفة فيها ضرورية، لانها تساهم في انقاذ الحياة. بيد ان تعرض الحياة لخطر الموت اختناقا.. لا يقتصر على حالات اغلاق الحيز الذي تنام فيه الاسرة، مع الابقاء على مصادر التدفئة الحطبية او الفحمية عاملة، فمدافىء الغاز ايضا لها مخاطرها التي قد تتجاوز الاختناق وما يمكن ان يترتب عليه، فاحتراق الغاز كي ينتج الدفء يستند الى قاعدة احتراق الاوكسجين، وهنا تقع ايضا مشاركة وسيلة التدفئة الانسان في استهلاك الاوكسجين الذي اذا لم تكن مصادر لتجديده، قد يؤدي الى حالات اختناق مثل تلك التي تحدث عند استخدام الفحم والحطب، كل هذا اضافة الى ان احتمالات اندلاع الحرائق عند استخدام مدافىء الغاز، تبقى اعلى بكثير من الحطب او الفحم المشتعل، وهنا تتسع دائرة المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها حياة افراد الاسرة وممتلكاتها اذا ما نشب حريق ما.
وعلى الرغم من محدودية اصابات الموت اختناقا بسبب ثاني اكسيد الكربون لكفاءة عمليات الانقاذ التي تنفذها فرق الاسعاف والانقاذ في الدفاع المدني، الا انه كان يمكن تجنب هذه الاصابات لو انه تم اكتشاف الحالة في الوقت المناسب، قبل اللحظة الحرجة التي لا تفيد بعدها، أي محاولة للانقاذ مهما كانت سريعة.. اجمالا ليست هناك طريقة فاعلة للقضاء تماما على وقوع هذه الحالات فهناك اسر لا تملك غير الحطب، او الفحم وسيلة او مصدرا للتدفئة المنزلية وهذه الاسر غالبا ما تترك مصدر التدفئة هذا عاملا بعد النوم، فاذا لم تكن هناك تهوية جيدة وقع المحذور الذي لا يمكن تجنبه الا بمزيد من بناء الوعي والتثقيف بالوسائل الممكنة كافة، شريطة ان تصل رسائل هذا الوعي والتثقيف الى الفئة المستهدفه به أينما كانت.