ذاكـرة الفـلاش .. واقع وطموحات

تمارا يوسف المراعبة - تنتشر ذاكرة الفلاش Flash Memory بين معظم مستخدمي الحواسيب كوسط لنقل المعلومات والبيانات وتبادل الملفات بين أجهزة الحاسوب المختلفة، وقد جاءت ذاكرة الفلاش لتحل محل الوسائط المغناطيسية التي استخدمت في السابق لهذا الغرض مثل القرص المرن Floppy Disk، ولربما أصبح استخدام الأقراص المرنة نادرا لسعتها التخزينية المحدودة وسهولة فقدان المعلومات عليها، في حين أن ذاكرة الفلاش تأتي بعدة أشكال وأحجام وسعات مختلفة مما فضلها لأن تلازم أي شخص في جيبه أو ضمها لسلسلة المفاتيح، وأوسع التخيلات عند مايك ترينور، الخبير في قسم المنتجات المحمولة والمنقولة في شركة إنتل أن يصل حجم ذاكرة الفلاش في عام 2015  إلى 250 جيجابايت مع صغر حجمها ورخص سعرها.
تتميز ذاكرة الفلاش عن القرص الصلب بالعديد من المزايا مثل خفة وزنها وصغر حجمها، وعدم وجود أي حركة ميكانيكية، وتعمل بدون أن يصدر عنها أي صوت، وفي مقابل هذه المزايا فإن ذاكرة الفلاش تعتبر ناقلا نشطا للفيروسات والبرامج الضارة الأخرى  بين أجهزة الحواسيب، واحدى أهداف القراصنة،  الأمر الذي يتطلب الفحص المستمر للذاكرة، فخلال شهر كانون اول من عام 2008 قام البنتاجون بمنع جميع العاملين لديه من استخدام ذاكرة الفلاش في أجهزة البنتاجون بعد تفشي فيروس مدمر على أجهزة وشبكات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، كما أصبحت احدى أهم الوسائل التجسسية التي يستخدمها موظفو الشركات لنقل المعلومات وبيعها لشركات منافسة.
وهناك من يعتقد بأنه يمكن استبدال القرص الصلب  Hard Disk بذاكرة الفلاش، إلا أنه في الحقيقة لا نستطيع لوجود عدد من العقبات، منها ارتفاع ثمن ذاكرة الفلاش إذا ما قورنت بتكلفة الميجابيت على القرص الصلب.
تعتبر فكرة عمل ذاكرة القراءة ROM اختصارا لـــRead Only Memory الأساس العلمي لفكرة عمل ذاكرة الفلاش والتي تتلخص، في أن ذاكرة الفلاش هي ذاكرة من نوع EEPROM chip وهي اختصار لــــ Electrically Erasable 
Programmable Read Only Memory  ( شريحة ذاكرة القراءة الكهربائية القابلة للبرمجة والمسح) بمعنى أنها ذاكرة قراءة مضاف إليها قابليتها للبرمجة والمسح بطريقة كهربائية وهي من تطوير شركة إنتل، تتكون من مصفوفة بها مجموعة من الأعمدة والصفوف ويتحكم في كل خليه في هذه المصفوفة   ترانزيستورين.
ولا يزال المستقبل مفتوح الأفق أمام ذاكرة الفلاش، حيث تتجه الشركات نحو بعدين في إنتاج ذاكرة الفلاش: البعد الأول: يتمثل في إنتاج أقراص صلبة فلاشية لأجهزة الحاسوب المحمول تتميز بسعتها العالية، وسرعة الوصول للمعلومات والملفات، واقتصادها في استهلاك الكهرباء، والبعد الثاني: يتمثل في إنتاج ذاكرة فلاش تكون عبارة عن جهاز كمبيوتر نقال (Lap -top) وذي سعة عالية، ويحتوي على أنظمة التشغيل الأساسية المختلفة، مع سعات تخزين كبيرة.