حين كانت المطربة سلوى والتي كرمتها وزارة الثقافة امس بجائزة الدولة التقديرية عن الغناء في الستينيات عبر أثير الاذاعة الاردنية اغنية عالبرج العالي لصعد واندهلك كان البرج في ادراكها لا يعدو ان يكون العلّية فوق البيت او الطابق الثاني او حتى الرابع على ابعد تقدير فقد كانت اعلى بناية حتى السبعينيات (1970) هي بناية الملكية الاردنية (عالية آنذاك) على الدوار الاول وهي لا تتجاوز الادوار الاربعة..
اليوم اختلفت الصورة تماماً ولا اعتقد ان سلوى او حتى وديع الصافي بصوته الجهوري يستطيع ان ينادي او يغني من الطابق ال (34) من ابراج بوابة الاردن في منطقة الدوار السادس على حبيبه او على اي احد يقف على الارض فيسمعه.. فهذا الارتفاع الشاهق الذي ما زال يتواصل بسرعة هائلة نتاج تكنولوجيا البناء المتطورة التي ادخلتها شركة بيان القابضة الى عمان لاول مرة..
منظر الابراج الجديدة التؤام سواء برج الفندق او برج المكاتب جميل ومهيب حتى ان فندق عمرة كراون بلازا الذي كان يمثل اعلى بناء في العاصمة قبل هذا المشروع الذي يموّله بيت التمويل الخليجي.. يبدو قزماً اذ لا يزيد ارتفاعه عن (12) طابقاً..
يبدو ان المنطقة التي اقيمت فيها هذه الابراج والتي حظيت بموقع مميز مرتفع قبل صدور قرارات الامانة ان تكون الابراج في الاودية ستكون من اجمل مناطق العاصمة واكثرها جذباً للانتباه فهذه الابراج يمكن رؤيتها من المطار ومن حي أم نوّاره اقصى الشرق ومن مواقع بعيدة جداً عن العاصمة حين يكون الجو صافياً كما معظم ايام السنة..
كان الدكتور حيدر المجالي الذي اعطى دفعة نشيطة لاستثمارات البحرينيين والكويتيين وادار مفاوضات ناجحة مع امانة عمان لمعاودة انطلاقة مشروع بوابة الاردن بهذه السرعة التي عوضت عن التعطيل قد اصطحب مجموعة كبيرة من الصحفيين لمعاينة المشروع على الواقع وبمناسبة وصول الطوابق الى الرقم (34) وهناك طوابق عديدة تحت الارض. ويبدو ان الشركة المنتجة للطوابق تنجز الواحد منها خلال اسبوع وهذه الارتفاعات ستتواصل حتى الطابق المقرر الاخير رقم (42 )..
سألنا مضيفنا الذي قدم للصحفيين مدير المشروع جون ايرس عن آخر التطورات في البناء وان كانت هناك جهات او اصوات محتجة على البناء او الموقع فكانت الاجابات بالنفي وان سكان المنطقة استفادوا من احيائها على هذا الشكل الذي رفع اثمان بيوتهم وارضها وكانت هذه الاجابة تقبل التحدي ان كان هناك ثمة من يحتج او يرى ان هذه الابراج تضايقه او تسد عليه اشعة الشمس كما قيل في البداية..
البرج الشمالي سيصعد الى (42) طابقا ويحوي مكاتب حديثة اما البرج الجنوبي فيضم فندق (5) نجوم وسيتم الانتهاء من البرجين باستكمال الادوار مع نهاية هذا العام 2007 حيث استغرق بناؤهما عن طريق تكنولوجيا البناء الحديث اقل مما يستغرقه بناء فيلا في عبدون من طابقين.. وهذا الشكل من البناء الخاضع كما فهمنا لمواصفات عالمية وكودات متعددة هو بناء ذو طبيعة اقتصادية محضة لفتت انتباه المستثمرين الاخرين الذين سيقومون بانشاء ابراج في مواقع مختلفة وهي نفس تكنولوجيا البناء المستعملة في دبي والتي حولتها الى غابة من الابراج المرتفعة جداً ومنها اعلى برج في العالم قيل ان ارتفاعه يتجاوز نصف كم متر في السماء ويزيد على ابراج الولايات المتحدة الاميركية القديمة الامبير ستيت والجديدة وعلى برج شنغهاي وحتى ابراج ماليزيا التؤام في كوالالمبور وهما مقامان على تلة تشرف على المدينة كما انهما آيتان في الجمال وهندسة البناء والفخامة والمهارة بالربط بينهما بجسر فيه معبر للمشاة..
خشيتنا ونحن نصعد مصاعد خارجية للوصول الى اعلى نقطة ان تسبب هذه الابراج زحاماً اضافياً في عمان وخاصة في منطقة الدوار السادس ومنطقة فندق كراون بلازا المزدحمة اصلاً ومنذ الان.. السيد بيتر بانا يوتو رئيس مجلس ادارة شركة بوابة الاردن والذي مثل اعمال الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي خفف من مخاوفنا واطلعنا على حل الصعوبات التي بدأت بعلاج سريع وان امانة عمان ساهمت في هذه الحلول بشكل علمي ودفعت المشروع للمواصلة وان كون المشروع هو الاضخم فان حلولاً جذرية ستكون للشوارع والبنى التحتية المحيطة به وان هناك جهات عديدة منها وزارة المياه والري وامانة عمان تبذلان جهوداً ناجحة من اجل تكامل المشروع وادخاله الى عصب الحياة العمرانية الاردنية بدون مضاعفات وبسلاسة..
المقاول الرئيس للمشروع وهي شركة الحمد للانشاءات والتطوير والتي لها باع طويلة في مثل هذه المشاريع في الخارج طمأنت الصحفيين ايضاً على مستوى العمل المميز وبعلم المهندس السهاونة الذي يقدم هذا المشروع كأحد انجح مشروعات الشركة واكثرها تميزاً وقد اثنى على حرص الاردنيين لتكون هذه الابراج معلم عمان الاول واشارة لهويتها العمرانية الجديدة..
المجالي الذي كشف عن جوانب اقتصادية واجتماعية وخدمية وترويجية للمشروع يراهن على ان هذا المشروع سيكون نقطة جذب استثماري وسيخلق بيئة عمل اردنية مميزة..
المشروع ثمرة لتعاون اردني - بحريني - كويتي مشترك وهو بداية في رحلة بناء الابراج التي ستدخل بعمان الى مرحلة اخرى تصنعها حيث يجب ان تكون تقدماً وازدهاراً..