السلوك الحضاري ثقافة انسانية رفيعة تعين الفرد على ان يتصرف في مواقفه باتزان واخلاق لا تنفصل عن مواقف المجتمع المتمدن الذي ينتسب اليه، والمجتمع المتمدن لا يزدهر بدون ديمقراطية لها قواعدها وقوانينها وضوابطها بحيث تصل بالفرد الى مستوى المواطنة والولاء للوطن ومؤسساته ،السلوك الحضاري ممارسة حقيقية وفعلية لا تتجاوز الفرد مهما صغر او كبر ؛لانها تقوم على الوعي والاخلاق الحميدة وبالتالي تفضي الى الانتماء والولاء للوطن فكرا وسلوكا ،انتماء يجسد الفرد فيه العطاء والتضحية والاخلاص ،ينطلق من الاعماق صادقا قويا يترجم الى عمل جاد مخلص.والانتماء والولاء ليسا ثرثرة وشعارات وادعاء؛وانما قول وفعل وعمل للوطن وارضه وناسه،ولنتذكر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ضربوا اروع الامثلة في سلوكهم الحضاري؛في حب الوطن والولاء والانتماء حين ضحوا بانفسهم وأموالهم من اجل الوطن،والدين يعزز الولاء والانتماء ويحث عليه، ولذلك علينا ان نعزز السلوك الحضاري بكل قدراتنا وجوارحنا لكي تتشكل لدينا الوطنية الصادقة التي تجعل الفرد يعشق وطنه ويسعى الى خيره وبنائه،ويترجمه في اعماله ،ويضحي من اجله في السراء والضراء بدمه ووقته ،ويدافع عنه بكل قدراته، ويقبل اقل الارباح في سبيل نمائه واستقراره .
الانتماء رجولة وصبر وجرأة في قول الحق وشموخ وعزة،والولاء شرف وعزم ومضاء واعلاء للمبادىء والقيم،ولنا في رسولنا الكريم خير قدوة وقائد عظيم وفي عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد والحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي عمل باخلاص وجد وصبر لا يلين رغم كل المحن في سبيل رفعة الاردن وامته ،وواجه الصعاب والازمات واعطى حتى اللحظات الاخيرة من عمره وكان مثال الولاء والانتماء حتى سلم الراية الى الملك عبدالله الثاني الذي يقود المسيرة برجولة وشرف وكرامة وانتماء وولاء للوطن والامة ،ولنقتدي بمواقفه الشجاعة ونترجم سلوكه الحضاري وسياساته الى عمل ونماء لبناء الاردن الجديد في مؤسساتنا وجامعاتنا ومدننا وقرانا،فهل ندرك ماذا يعني السلوك المتحضر في تعاملاتنا وعلاقاتنا ؟ يعني ان نحب الارض التي نعيش عليها ونعشقها،وان نحب ناسها الذين يعيشون عليها ويتكلمون لغتها ويتلذذون ابداعات ابنائها،ان نعزز قيم الحياة الفضلى من نخوة واباء وشهامة ووفاء وكرم وضيافة وحماية للجار والتراب،ان نعرف ما لنا وما علينا،ان نراعي قواعد السلوك الحضاري مع بعضنا بعضا،ان نعرف كيف نسلك سلوكا حسنا مع الاخرين،وان نعرف القواعد والضوابط التي تساعدنا على العيش مع اقراننا وزملائنا في مجتمع متمدن،وان نبتعد عن السلوك غير القويم الذي يهد اعمدة المجتمع وخاصة ثقافة الواسطة والمحسوبية والشللية،والعنصرية الضيقة والاقليمية البغيضة والاساءة لمنجزات الوطن ورموزه الطيبين.
الولاء والانتماء ان نكون متحضرين ،وان تكون متحضرا يعني ان تكون مؤدبا ومحترما ورزينا،وهي صفات تدل على كبح الغضب والانفعال تجاه الاخرين سواء اكانوا رفقاء سفر أم أقارب أم مواطنين،والمواطنة هي سلوك حضاري انساني يحتمل فيه الانسان الاعباء كلها لاجل الاستمتاع بثمرات المواطنة الحاكمة والمحكومةعلى التعاقب،والسلوك الحضاري تعليم اخلاقي يشكل شخصية الشباب بما فيها من تعليمات وضوابط وقيم وامثلة ومواعظ وخجل ممارس بحرية وتسامح وعقلانية ترفض الجهل والخرافة والاضطهاد.
