بسط يَدَهُ: مَدَّها، دليل المسالمة والموادعة. وبسط العُذْرَ: قَبِلَه. والبَسيطةُ: الأرضُ، والبَسيطُ: المُنْبَسِطُ بِلسانِهِ، وقد يستعملها العامة بمعنى الساذجَ، وثالِثُ بُحورِ العَرُوضِ بسيط لديه يبسط الأمل، ووَزْنُهُ: مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ ثَمانِي مَرَّاتٍ. وبَسيطُ الوَجْهِ: مُتَهَلِّلٌ، وانْبَسَطَ النهارُ: امْتَدَّ، وعلت شمسه. وبساط بكسر أوله: ما بُسِطَ، ومبسوط، باللهجة العامية تعني فرح، وتعني ثري.. وفي لسان العرب بسط فلانٌ فُلانا: أزالَ عنه الاحْتِشامَ، وفي العامية العراقية بسطه: أي طرحه أرضا كالبساط. ويقول المثل الشعبي: تحدثنا على بساط أحمدي، والبساط الأحمدي هو بساط منسوج من صوف خالص لا تدخل الأصباغ في تلوينه.. والمجاز هنا يذهب إلى أننا جلسنا على بساط واحد، وتحدثنا بصراحة.. ولا أدري من هو الحائك احمد الذي نسب إليه البساط الأحمدي. والبساط الأحمدي يذكرني ببساط جدتي ''الأحمدي''، الذي نسجته ذات ربيع مفعم بالأحلام من صوف نعاجها، ووبر ناقتها، وشعر ماعزها، اكتب لأرثي ذلك البساط الذي وجدته في قاع ''المطوى'' متهرئا لطول الخزين، وقلة الاستعمال. والبساط يصنع غالبا من نسيج الصوف، أو الوبر أو الشعر، ويلون بأصباغ خاصة .. وكانت تنسج البسط اليدوية على طريقتين الأولى تعتمد على ''المشقاة'' وتكون مقلمة بألوان محددة .وهناك طريقة '' الحتي'' التي تعد أكثر تعقيدا وتحكما بالنقوش من الأولى، حيث تنسج الزخارف منقولة عن شكل مرسوم ومعد مسبقا.. وهناك إلى جانب البساط (الفجة) وهي نسيج مشابه ولكنها أقصر من البساط، وتتعدد زخارفها وألوانها. والأدوات التي كانت تستعملها المرأة في الريف الأردني بسيطة تتكون من ''المشقاة'' وهي عقفة حديدية برأس مدبب ويكون لها مقبض خشبي أو عظمي، ووظيفتها تناول خيوط النسيج الملونة من بين خيوط السدى المتوازية.. ويمكن استعمال بعض قرون الغزلان المعقوفة كمشقاة أيضا. و''الميشع'' وهو عبارة عن عود أسطواني بطول ذراع تقريبا يلف عليه الغزل لربط أطراف الخيوط بعد كل صف من النسيج، فيصير اسمها ''الصياصي'' وقديما قال الشاعر عنترة: '' كوقع الصياصي في النسيج الممدد'' حيث يتم إدخال الصياصي من جهة إلى أخرى من داخل خيوط السدى، وبعد النسجة الثانية التي تسمى ''اللحمة'' يدخل إلى الجهة الثانية التي كان بها بنفس الطريقة. وهناك ''المنحاز'' أيضا وهو قطعة خشبية بطول باع وبعرض شبر على شكل مستطيل توضع بين طبقتي خيوط السدى وفائدته شد خيوط اللحمة ورصها. أما السدى فيربط إلى ''النيرة'' وهي هيكل خشبي له قواعد من الطرفين يشد السدى عليه، ويربط بخيوط ليست جزءا من النسيج ولكن وظيفتها الحفاظ على الخيوط مرفوعة ومشدودة .. وإذا كانت قطعة النسيج طويلة كالبساط أو الشقاق فانه عند وصول النسيج إلى حافة النيرة تبعد إلى مكان جديد متغير حتى نهاية البساط. كثيرا ما نستعمل كلمتي السدى واللحمة كمرادفتين للشكل والمضمون، فهل عرفنا مصدرهما الأصلي وهل عرفنا وقع الصياصي في النسيج المدد، وهل يمكننا بحث قضايا الوطن والمواطن على بساط '' أحمدي'' وهل لنا أن نتفحص السدى واللحمة، ونشدهما بوقع الصياصي.. وأخيرا هل يمكن أن نفرد قضايانا الشائكة على بساط أحمدي؟
