خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الحرة الأردنية.. الصفاوي

الحرة الأردنية.. الصفاوي

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

إيمان مرزوق

كثير من الكتب وصلت زاويتنا عبر مؤلفين أو قرّاء حريصين على تعميم المتعة والفائدة من خلال هذه الشرفة التي تطل في كل مرة على أفق جديد.
أما وجهتنا اليوم فهي صوب الشرق وبالتحديد إلى الحرة الأردنية.. رحلة يصطحبنا فيها المهندس عاطف الروسان من خلال كتابه.
يذكر المؤلف في المقدمة لمحة مختصرة عن المنطقة؛ قائلاً «تعتبر منطقة الحرة الأردنية شاهدا حيا على التاريخ الإنساني منذ العصور الحجرية القديمة حيث الآثار المادية الملموسة التي تنتشر في ربوع هذه المنطقة للتواجد الحضاري الإنساني والخارطة الأثرية الأردنية تشير إلى عدة مواقع على امتداد الأرض الأردنية ومنها جاوا في صحراء البادية الشمالية الشرقية على طريق بغداد الدولي قرب منطقة الإجفايف (الصفاوي).
أرض الحرة بتكوينها الجيولوجي الممتد إلى عصور تاريخية سحيقة, تعتبر جزءا من الطفوح البازلتية والتي تشكل ما مساحته(45000) كم في عدة أقطار عربية مجاورة والجزء الأردني مساحته (9000) كم. وهذا السهل البازلتي غني بالمعادن ذات الاستخدامات الصناعية المختلفة, ويحوي العديد من التضاريس الطبيعية كالتلال البازلتية والأودية والقيعان ذات التربة الزراعية, حيث تنمو فيها أنواع مختلفة من النباتات والأعشاب الطبيعية والغذائية والعطرية والرعوية بالإضافة إلى أن هذه المنطقة كان يعيش فيها كثير من الحيوانات سواء التي كانت تجد في الصخور البركانية مأوى لها أو التي كانت تتواجد في مناطق الأودية حيث توفر مصادر المياه والبرك والغدران.
الحرة الأردنية ارتبطت في مراحل تاريخية بحوران, فمنطقة الحماد والصفا من البادية الشرقية شهدت في العهد النبطي إنشاء الطرق الرئيسية للربط بين حضارات بلاد الشام وبلاد الرافدين وشبه الجزيرة العربية مثل طريق (حاج) الذي يبدأ من سوريا ويمر في منطقة الحرة (الجثوم والمحدث) إلى القريات في المملكة العربية السعودية.
سكان هذه المنطقة من البدو الرحل يعتمدون على تربية الماشية كمصدر رزق لهم وكانوا دائمي التنقل طلبا للماء والكلأ والمراعي, إلى أن استقروا واستوطنوا في الأماكن ذات الطبيعة التي تناسب نمط حياتهم, بجهود الدولة الأردنية الرامية إلى الدفع نحو الاستقرار من خلال توفير البنية التحتية للتجمعات السكانية التي أقاموا فيها, وفتح المدارس وإنشاء المراكز الصحية وشق الطرق وغيرها.
سكان هذه المنطقة شريحة من شرائح مجتمع البادية, لهم تقاليدهم وأعرافهم وما يزال البعض منها مستخدما حتى بعد الاستقرار, وهذه الممارسات والعادات سمة ساكن البادية فهي وليدة حياة البادية, الظروف المناخية والحاجة إلى نظام اجتماعي سواء على مستوى الأسر أو على مستوى القبائل المنتشرة هنا وهناك في البادية المترامية الأطراف.
بلدة الصفاوي والتي تقع في قلب الحرة الأردنية, أنشئت في الثلاثينيات من القرن الماضي, وكانت تعرف بالإجفايف
(H5) أي محطة دفع البترول الخامسة, حيث كانت شركة البترول العراقية تنقل البترول من كركوك إلى حيفا عبر الصفاوي, وفي عام 1984 أصبح اسمها الصفاوي نسبة لمنطقة الصفا في بادية الشام, نمت هذه البلدة وتطورت مع المجتمعات السكانية لبادية الأردن الشمالية الشرقية, وشمل هذا التطور عدة مجالات أثر على نوعية الحياة للمجتمع فقد اختلفت النظرة الاجتماعية حول العمل وأصبح لديهم نشاطات اقتصادية غير تربية الماشية وزاد اهتمامهم بالتعليم مع الاحتفاظ بخصوصية الطابع البدوي لسكان المنطقة والذي تحرص عليه الدولة الأردنية ليبقى التنوع في المجتمع الأردني: مدن وريف وبادية, مثلما تنوع بيئة الأردن الطبيعية: سهول وجبال وصحراء».
أراد المؤلف من خلال هذه الدراسة التعريف بمنطقة الحرة وتوثيق العادات والتقاليد, داعيا لاهتمام ورعاية أكبر بهذه المنطقة وبمواردها.
أما منهجية الكتاب فقد اعتمد الباحث على الزيارات الميدانية والمقابلات الشخصية مع أهل المنطقة إضافة إلى دراسة الكتب والأبحاث المتعلقة بالمنطقة.
جاءت محتويات الكتاب في فصول متعددة تناول فيها: الموقع والتاريخ, التضاريس والطبيعة, السكان والبيئة, التنمية والتطوير, وحديث الذكريات لعدد من مواطني العشائر المقيمة في البلدة وآخرين كانوا في المنطقة في فترات زمنية سابقة.
في الفصل الأول وفي معرض الحديث عن الموقع والتاريخ يورد الباحث توضيحا لأصل كلمة «الأردن» نورده لكم:
«كلمة الأردن كلفظ ورد في عدة مصادر, اللغة المصرية القديمة عرف الأردن (ياار ادون) وأخرى (يورودين) وأيضا أردن, وفي اللهجات الآرامية كان يلفظ (يردينيا ويردينان) وفي العهد القديم (يردين) أما في اللغة العربية, الأردن ونهر الأردن, أي التسمية للنهر ثم أطلقت على الأرض, وكانت تعني المنطقة الواقعة شرقي النهر, وعبر النهر, وفي العصور الإسلامية كانت التسمية نهر الأردن, يلاحظ أن التسمية ارتبطت بطبيعة النهر وكثرة تعرجاته وسرعة جريانه والتي ترد أسبابها إلى الانحدار الشديد, وقيل إن معناها المتهوِر والشديد الجريان وقد عرف عند الإغريق (يورذانوس-النهر) وعند العرب الماء المنحدر. وفي العصور الوسطى سمي نهر الأردن باسم الشريعة, ثم أطلق عليها الشريعة الكبيرة تميزا عن الشريعة الصغيرة التي هي نهر اليرموك, والشريعة تعني مورد الشاربة وهو لفظ كان متداولا عند البدو وما يزال».

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF