خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

علم الجمال.. الفنون والظواهر الإنسانية

علم الجمال.. الفنون والظواهر الإنسانية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

سوزان فيجين*
 ترجمة: أيمن حمودة*

  علم الجمال فرع من فروع الفلسفة يبحث في طبيعة الفن والخبرة الجمالية  سواء تعلقت بالفنون أم بالموضوعات الجميلة في الطبيعة. وقد ظهر هذا  المبحث بوصفه فرعا فلسفيا مستقلا أثناء القرن الثامن عشر في انجلترا  وغرب أوروبا متزامنا مع تطور نظريات الفن المختلفة التي عرفت آنذاك  بالفنون الجميلةles beaux arts .
  ويعود الفضل في اشتقاق مصطلح علم الجمال اسما لهذا الفرع المستقل من  الدراسات الفلسفية إلى الفيلسوف الألماني ألكسندر بومجارتن في كتابه"  تأملات في الشعر"(1735). أطلق بومجارتن مصطلح علم الجمال أو الإستيطيقا  aesthetics وهي كلمة من أصل يوناني aithanaomia وتعني الإدراك- على أحد  مجالي دراسة المعرفة واعتبره مختصا بدراسة الخبرة الحسية المقترنة  بالشعور التي تزودنا بمعرفة متميزة عن المنطق الذي يدرس الأفكار  المحددة والمجردة. وقد ظل مفهوم الإستطيقا مرتبطا بقوة بالخبرة الحسية  ونوع المشاعر التي تخلقها فينا تلك الخبرة.
 أما أهم القضايا أو الأسئلة التي يعنى بمناقشتها فلاسفة الجمال فهي: هل  هناك موقف جمالي يمكن أن نتبناه فيما يتعلق بالأعمال الفنية والطبيعة؟  وما طبيعة هذا الموقف؟ وهل يوجد فعلا خبرة متميزة يكون الجمال موضوعها؟  وما طبيعتها إن وجدت؟ وهل هناك موضوعات لهذه الخبرة؟ وهل توجد قيم  جمالية قياسا على القيم الأخلاقية والدينية والمعرفية؟ وأسئلة أخرى  نجدها في فلسفة الفن ولا سيما السؤال عن مفهوم الجمال وحقيقة وجود ملكة  تختص بالذائقة الجمالية التي يفترض أن تصدر عنها الأحكام الجمالية  والفنية سواء تعلقت بالفنون أم بجمال الطبيعة.
 ومع أننا تحدثنا عن تقاطع بين قضايا فلسفة الجمال وفلسفة الفن إلا أن  الأخيرة تعتبر جزءا من الأولى. وتعنى فلسفة الفن بسؤال مركزي يتعلق  بكيفية تعريف" الفن". فالثقافات لا تشترك في تعريف واحد للفن كالذي  نجده في غرب أوروبا في القرن التاسع عشر والثامن عشر، فما الذي يسوغ  لنا إذن استعمال مفهوم الفن الخاص بنا وتطبيقه على منجزات وموضوعات  أنتجتها وتنتجها حضارات مختلفة؟ ثم إن هناك العديد من الصور وحتى بعض  الرسومات والأغاني وصنوف العمارة والكتابات التي لا تعتبر من الفنون  فما الذي يميزها عن تلك الأعمال المعتبرة فنونا؟ قد تكون إجابات السؤال  الأخير مختلفة لكنها جميعا ركزت على البحث عن خصائص عامة يختص بها  العمل الفني ويفتقر إليها العمل غير الفني، فقال بعضهم بمعيار الشكل  وقال بعضهم بمعيار التعبير expressiveness وركز غيرهم على مقاصد الفاعل  أو الدور الاجتماعي والغرض من الموضوع.
 ومنذ القرن الثامن عشر والنقاشات تدور على نوع الأشياء التي يمكن أن  يشملها مصطلح الفنون الجميلة. فقد اعتبر البعض أن العمارة والسيراميك  مثلا ليسا من الفنون الجميلة لأنهما- بحسب ما زعموا- مسخران في أغراض  أو استعمالات نفعية. كما اعتبرت الرواية لوقت طويل من الزمن خارج نطاق  "الفنون الجميلة" لأنها غير متجسدة في وسيط محسوس.
 ولا تزال هذه النقاشات مستمرة اليوم مع بعض الأشكال الإعلامية كصناعة  الفيلم والتصوير الفوتوغرافي والفن الأدائي والأثاث والملصقات  والمشغولات الأرضية والفنون الالكترونية والحاسوبية. ثم كيف تعمل بعض  المنحوتات اليوم من الفضلات والمخلفات لا من المرمر والبرونز ونصنفها  فنونا جميلة؟ وماذا عن رفض الفنانين في القرن العشرين في سنوات سابقة  اعتبار الصناعات اليدوية والتقنيات والموضوعات المبتذلة والعادية وحتى  الموضوعات الدينية والأسطورية والتاريخية من الفنون؟ لقد أعادت هذه  التطورات طرح قضية الفن وتصنيف الموضوعات التي ينطبق عليها هذا الوصف  إلى النقاش الفلسفي مجددا بمعنى أننا بتنا أمام سؤال جدي عن مدى مطابقة  كلمتي" الجميل" و"الرفيع" لواقع الحال والتطورات الجديدة؟.
 كما تطرح فلسفة الفن مجموعة أخرى من القضايا الهامة لعل أبرزها كيفية  فهم العمل الفني وتأويله. فقد اعتبر بعض الفلاسفة العمل الفني نتاج جهد  فردي يقتضي فهمه الانطلاق مما يعرفه الفنان ومن مهاراته ومقاصده. ورأى  آخرون أن معنى العمل الفني كامن في التقاليد والأشكال الاجتماعية  والممارسات السائدة زمن الفنان وخاصة أنها قد تؤثر في عمله الفني دون  أن يعرف. وذهب آخرون إلى أن معنى العمل الفني منوط بالمتلقين حتى لو  كانوا غير موجودين لحظة إنتاج العمل الفني.
 نأتي الآن إلى مسألة هامة في فلسفة الجمال ألا وهي السؤال عن وجود  معايير موضوعية لتقييم العمل الفني. والحق أن هناك اختلافات كثيرة حول  مشروعية أحكام القيمة ذات الطابع الكلي.
 والسؤال المهم هنا هل أحكام القيمة الجمالية نسبية تتبع هذا الفرد  ومصلحته أو هذه المجموعة أو تلك ومصلحتها أم أن هذه الأحكام موضوعية؟  الشيء المؤكد أن حكما من نوع" هذا العمل(الفني) جيد" يبدو معبرا عن  فكرة بخصوص العمل ذاته مع أنه حكم مبني غالبا على نوع الشعور أو الفهم  أو التجربة التي تحصلت لدى الفرد من العمل الفني. إن القيمة الجمالية  لعمل ما هي على العموم متميزة عن مجرد ميلنا إلى ذلك العمل.
 ولكن يبقى السؤال هل نستطيع أن نحدد أنواع المعرفة أو الخبرات التي  ينبغي لعمل ما أن يثيرها فينا، على افتراض أننا نتحدث عن متلقين في وضع  جيد من الاستعداد. إن الكلام على قيمة جمالية مستقلة عن الموقف أو  التأثير الأخلاقي والسياسي والمعرفي لهو أمر خلافي ولا ريب.
 ومن القضايا التي طرحت ضمن فلسفة الفن طبيعة الذوق الجمالي أو الفني،  والجمال، والخيال، والإبداع، والتمثيلrepresentation والتعبير،  والتعبيريةexpressiveness والأسلوب، وهل ما تقوم الأعمال الفنية  بإيصاله معرفة أم حقائق؟ وما طبيعة السرد والمجازmetaphor وما أهمية  النوع الأدبي، وما حقيقة الوضع الأنطلوجي للأعمال الفنية؟ وما طبيعة  استجاباتنا للفنون؟.
 ومن الأمور الملاحظة في فلسفة الفن التأثر الواضح والمستمر بنظريات  اللغة والمعنى ونظريات المعرفة والإدراك عدا عن التأثر بالنظريات  النفسية والثقافية بما فيها نظريات مستمدة من السميوطيقا والتحليل  النفسي وعلم النفس المعرفي والنسوية والماركسية.
 أما اللافت في القرن العشرين فميل بعض المنظرين إلى رفض وجود انفصال  بين" الفنون الجميلة" والظواهر الإنسانية المختلفة أو حتى إمكانية فهم  تلك الفنون بمعزل عن الظواهر الأخرى. يرى هؤلاء أن فهم ظواهر من ذلك  النوع يجب أن ينطلق من اعتبارها تعكس أنواعاً معينة من العلاقات  الثقافية وعلاقات القوة وتعيد إنتاجها وتقويتها. فما هو "جمالي" كما  يقولون لا يمكن أن يكون قيمة خاصة، وهم يفضلون عوض ذلك نقد الأدوار  التي تقوم بها الصورimages (ليس فقط الرسم بل الأفلام والتصوير  والإعلانات) والأصوات، والسرد، والأشكال ثلاثية البعد من حيث تعبيرها  وتأثيرها في المواقف والتجارب الإنسانية جمعاء.
 *Susan L.Feasgin, in Encyclopedia of philosophy, edited by Robert  Audi,2005

 

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF