واجهت سينما 2009 العديد من المعوقات والمشاكل بداية من الأزمة الاقتصادية التي شهدتها بداية العام وأطاحت بعدد من الأفلام كان المفترض إنتاجها، ومرورا بقصر مدة الموسم الصيفي وتسريب عدد من الأفلام على مواقع الانترنت، وانتهاء بانفلونزا الخنازير التي لعبت دورا كبيرا في تراجع الايرادادت.
وشهدت السينما هذا العام - بحسب محيط - سيطرة أفلام الأكشن والإثارة وتراجع الأفلام الكوميدية، كما شهدت أيضا غزو عدد من المغنيات اللبنانيات للسينما منهن هيفاء وهبي ودومنيك بجانب نيكول سابا ودوللي شاهين ومروي اللبنانية وأخيرا لاميتا فرانجيه.
من أهم ملامح سينما هذا العام والتي أنتجت أكثر من 50 فيلما، هو عودة سينما المقاولات حيث سيطرت خلال هذا العام مجموعة من تلك الأفلام على دور العرض بالإضافة إلى ظهور أفلام تنتمي لنوعية الفاتنازيا.
وإذا عدنا لبداية العام سنجد أن العام الجديد بدأ وقد استمر في العرض وحتى الأسابيع الأولى من عام 2009 عدد من الأفلام التي بدأ عرضها في شهر ديسمبر، ومن هذه الأفلام فيلم ''رمضان مبروك ابو العلمين حموده'' للفنان الكوميدي محمد هنيدي والمؤلف يوسف معاطي وإخراج وائل احسان، واستطاع هنيدي أن يستعيد مكانته من جديد على الساحة السينمائية وبلغت إيراداته 23 مليون.
نافس هنيدي في هذا التوقيت مجموعة من الأفلام أبرزها فيلم ''الدادة دودي'' لياسمين عبد العزيز تأليف نادر صلاح الدين إخراج على إدريس، و فيلم ''الوعد'' لوحيد حامد والمخرج محمد ياسين.
لم تستطع بعض الأفلام تحقيق النجاح المرجو منها فيلم ''المشمهندس حسن'' بطولة محمد رجب ودوللي شاهين، وفيلم ''رامي الاعتصامي'' للممثل الكوميدي احمد عيد، وفيلم ''شعبان الفارس'' لاحمد ادم وجومانا مراد ، وفيلم ''بلطية العايمة'' التي كانت إيراداته ضعيفة للغاية .
شهد موسم نصف العام عرض مجموعة من الأفلام أبرزها فيلم ''ميكانو'' الذي يعد أول تجربة سينمائية للفنان السوري تيم الحسن وأشاد بالفيلم الجمهور والنقاد وفي نفس التوقيت عرض فيلم ''بدون رقابة'' الذي أثار العديد من الجدل قبل وبعد عرضه حيث تضمن مجموعة من العلاقات المتشابكة والجريئة التي تطرح لأول مرة في السينما المصرية.
كما عرض فيلم ''أزمة شرف'' الذي شهد العديد من المشاكل والقضايا بين مخرجه ومنتجه وليد التابعي وبطل الفيلم محمد فهمي الذي اتهمه بعدم حصوله على مستحقاته المالية.
شهد أيضا هذا الموسم عرض فيلمين للفنانة إلهام شاهين أولهما ''خلطة فوزية'' الذي شهد عودة الهام للسينما بعد غياب، ورغم حصوله علي العديد من الجوائز إلا إنه لم يحقق الإيرادات المتوقعة وتم رفعه من دور العرض بعد عرضه بفترة قليلة.
أما الفيلم الثاني فكان فيلم ''واحد صفر'' الذي حقق نجاحا كبيرا على المستويين الجماهيري والنقدي فضلا عن مشاركته في العديد من المهرجانات وحصوله علي العديد من الجوائز ومازال حتى الآن يحصد جوائز .
فشل أيضا هشام عبد الحميد وسلوى خطاب في إثبات تواجدهما على الساحة السينمائية من خلال فيلم ''أيام صعبة'' الذي عرض في نفس الموسم، وفشل في تخطي حاجز النصف مليون جنيه إيرادات، وشهد أيضا نفس الموسم تجربة سينمائية بعنوان ''أعز اصحاب'' شارك فيها مجموعة من الشباب وهم احمد صلاح السعدني ورانيا يوسف ومروى عبد المنعم واحمد فاروق فلوكس ولانا يوسف والمطربة سوما إخراج احمد سمير فرج.
لجأ عدد من المنتجين والموزعين لخلق موسم سينمائي جديد خلال شهري مارس وابريل قبل بداية الموسم الصيفي ، لعرض أعمالهم بعيدا عن منافسة الموسم الصيفي، حيث تم عرض فيلم ''دكتور سيلكون'' للبنانية مروى ونيرمين الفقي التي هوجمت بشدة خاصة وأن الفيلم تعرض لهجوم حاد واعتبره البعض فيلما غنائي استعرضي .
كما أن هناك أفلام مرت مرور الكرام حيث تم عرضها دون أن يلتف إليها أحد منها فيلم ''علقة موت'' الذي شارك في بطولته محمود فرج والشحات مبروك والمطرب طارق عبد الحليم ومجموعة من المصارعين الأجانب، وفيلم ''حفلة زفاف'' الذي أنتجه محمد رياض وشارك فيه إياد نصار وايوان وهايدى كرم، وأخيرا فيلم ''صياد اليمام'' الذي تأجل عرضه أكثر من مرة ولم يحقق إيرادات تذكر بل تبرأ منه بطله أشرف عبد الباقي .
أما الموسم الصيفي فرغم تقليص مدته بسبب شهر رمضان الذي حل علينا في شهر اب إلا أنه شهد منافسة 13 فيلما افتتحها فيلم ''يوم ما اتقابلنا'' ولم يحقق إيرادات تذكر، وفى منتصف شهر مايو عرض الجزء الثاني من فيلم ''عمر وسلمى'' وبالرغم من هجوم النقاد عليه واتهامه بالابتزاز والسطحية إلا أن إجمالي إيراداته بلغت 25 مليون جنيه وارجع البعض السبب في ذلك إلى إقبال الشباب والمراهقين على أفلام تامر حسني.
و صدمت الجمهور هذا الموسم أيضا أفلاما حيث جاءت أقل من المستوي المتوقع رغم الدعاية الكبيرة لها منها فيلم ''إبراهيم الأبيض'' لأحمد السقا والذي اتسم بالعنف والدموية وهو ما جعل السقا يدافع عن الفيلم في جميع حوارته ولقاءاته مؤكدا أن الفيلم يعتبر نوع جديد على السينما المصرية.
نفس الأمر بالنسبة لفيلم ''بوبوس'' بطولة عادل إمام ويسرا والذي تعرض لهجوم حاد بسبب المشاهد والأفيهات الجنسية واعتبره البعض من أسوأ أفلام عادل إمام.
ومن الأفلام التي أثارت ضجة قبل وبعد عرضها كان فيلم ''دكان شحاتة'' للمخرج خالد يوسف والذي قامت ببطولته هيفاء وهبي وعمرو سعد حيث واجه العديد من المشاكل والقضايا قبل وبعد عرضه واتهمه البعض بالإساءة إلى الدين والنقاب وطالبوا بوقف عرضه، كما اعترض البعض علي تقديم هيفاء دور بنت بلد صعيدية وخاصة أنها التجربة السينمائية الأولى لها .
نفس الأمر حدث مع فيلم ''احكي يا شهر زاد'' حيث واجه حملة عنيفة قبل عرضه بسبب المشاهد الساخنة التي تجمع منى زكى بالممثل الشاب حسن الراداد ووصلت الحملة إلى حد المطالبة بمقاطعة أعمالها وأعتبر البعض إنها تخلت عن شعار السينما النظيفة الذي كانت تطبقه منذ بداية عملها بالسينما .
رغم إشادة النقاد بفيلم ''الفرح'' الذي شارك فيه نفس أبطال فيلم''كباريه'' إلا أنه لم يحقق نفس نجاح وإيرادات الفيلم الأول، وتباينات الآراء حوله.
كما لم تحقق بعض الأفلام الايردادت المنتظرة منها مثل فيلم ''بدل فاقد'' لأحمد عز ومنة شلبي وفيلم ''السفاح'' لهاني سلامة ونيكول سابا ، وفيلم '' العالمي'' ليوسف الشريف وفيلم ''المشتبه'' الذي واجه هجوما حادا جعل بطل الفيلم عمرو واكد يتبرأ منه.
اختتم الموسم الصيفي أفلامه بفيلمين كوميديين هما ''1000 مبروك'' لأحمد حلمي و''طير انت'' لأحمد مكي، ورغم تباين الآراء حول فيلم أحمد حلمي إلا أنه استطاع أن يثبت للجميع أنه حصان الرهان خلال هذا الموسم، كما استطاع مكي أن ينافس حلمي في هذا الموسم حيث اقتربت إيرادات افلامهما .
أما موسم عيد الفطر فيعتبر الموسم الأسوأ هذا العام سواء من حيث الايرادات أو مستوي الأعمال حيث وصف النقاد هذه الأعمال بأنها عودة لسينما المقاولات منهم فيلم ''ابقي قابلتي'' لسعد الصغير ومها أحمد وحسن حسني ، والذي حقق أعلى إيرادات خلال هذا الموسم وفيلم ''الحكاية فيها منة'' ويعتبر أول تجربة سينمائية لايساف وفيلم '' الأكاديمية'' الذي تبرأ منه جميع أبطاله لتدني مستواه، وفيلم '' فخفخينو'' الذي لم يحقق ايرادات تذكر بالإضافة إلى عرض فيلمين ينتميان لعالم الفنتازيا وهما فيلم ''الديكتاتور'' و ''مجنون أميرة''وكل منهما واجه مشاكل رقابية قبل السماح بعرضه .
خلال شهر تشرين ثاني وقبل موسم أفلام عيد الأضحى عرض فيلم ''أدرينالين''الذي ينتمي للدراما النفسية وهو تجربة جديدة على السينما المصرية وشارك في بطولته غادة عبد الرازق و خالد الصاوي.
أما موسم عيد الأضحى فيعتبر الأفضل من حيث الإيرادات ومستوي الأعمال حيث عرض مجموعة جديدة من الأفلام منها فيلم محمد هنيدي ''أمير البحار'' الذي تربع على عرش الإيرادات حتى الآن وفيلم ''ولاد العم'' الذي توقف تصويره أكثر من مرة لدواع أمنية،ومازالت المنافسة مشتعلة بين الفيلمين على المركز الأول ومما يزيد من حجم المنافسة بينهما تقارب إيراداتهما حيث وصلت إيرادات أمير البحار إلى 14 مليون جنيه بفارق نصف مليون عن ''ولاد العم''.
كما يعرض حاليا فيلم ''عزبة آدم'' الذي شهد عدة مشكلات مع الرقابة قبل عرضه بسبب تناوله شخصية ضابط شرطة فاسد وهو ما اعترضت عليه وزارة الداخلية، الفيلم من بطولة فتحي عبد الوهاب ومحمود ياسين وأحمد عزمي وماجد الكدواني ودنيا سمير غانم وهالة فاخر ودينا، تأليف محمد سليمان عبد الملك وإخراج محمود كامل.
ويعرض أيضا فيلم ''البيه رومانسي'' الذي يعتبر أول بطولة سينمائية لمحمد عادل إمام وأول تجربة سينمائية لدومينيك حوارني، قصة وسيناريو وحوار هيثم وحيد وإخراج أحمد البدري .
وفي ثالث بطولة مطلقة لرامز جلال يخوض هذا العام المنافسة بفيلم ''حد سامع حاجة''، بمشاركة اللبنانية لاميتا فرنجية، وماجد الكدواني من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز.
سينما 2009 .. وأزمات متلاحقة وأفلام دون المستوى
12:00 26-12-2009
آخر تعديل :
السبت