نختلف مع ايران لأنها تحتل الجزر العربية الثلاث ولا تقبل بالتحكيم الدولي لحل هذه القضية المفتوحة معها. ونختلف مع ايران لأنها ساعدت وتواطأت لتسهيل الاجتياح والاحتلال. الأميركي لإسقاط النظام السابق في العراق وتتقاسم النفوذ مع الأميركيين في بغداد.. وتدعم اتجاهات طائفية عراقية على حساب طوائف أخرى مما أشعل حربا طائفية متبادلة تقتل العراقي على الهوية وعلى المذهب وعلى مكان السكن.
ونتفق مع إيران لأنها دولة مسلمة نقتسم معها الدين لأنها تقف في الموقع المعادي للعدو القومي والمشروع الاستعماري الإسرائيلي على أرض فلسطين، ولأنها تساند النضال الفلسطيني والمقاومة اللبنانية.
نختلف مع إيران بقضايا وطنية وقومية بائنة، لا تجعل من إيران دولة معادية، على الرغم من حجم ونوعية القضايا التي تمس الأمن القومي العربي، ونعتقد أن الخلاف معها مبني على تضارب المصالح أو الجموح في الاجتهاد.
ومع ذلك، ورغم وجود الخلافات والتباينات بين العرب وإيران، رغم ذلك لا يستطيع العرب الأنحياز او الوقوف في الخندق الإسرائيلي الأميركي حينما تفرض واشنطن على العرب الأختيار بين الخندق الإيراني وبين الخندق الإسرائيلي.
من الظلم وسوء النية الحديث عن أطماع اسرائيلية وإيرانية متماثلة تتربص بنا كعرب وأن كلتيهما متساويتان في الأطماع والهيمنة على العرب، وعلينا ان نقف ضدهما، والتعامل معهما على سوية واحدة.
هذا تضليل لا ينفذ لعقل عربي بسيط يفك الحرف، لأن إسرائيل عدو قومي احتلت أراضي لبنان وسورية والأردن وفلسطين ومصر، واعتدت على العراق وعلى تونس والجزائر والسودان، وهي لا تزال تحتل أراضي في جنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية وكل أرض فلسطين وتمارس القتل العشوائي والمنظم بحق الشعب العربي الفلسطيني وما فعلته في لبنان لايغتفر.
بينما إيران تقف مع قضايا عربية وتتعاطف معها، حتى ولو لم يكن لدوافع العقيدة والأيمان وحسن الجوار، بل بسبب تعزيز مصالحها وتقوية نفوذها وشيوع سياستها.
إسرائيل لا تخلف لنا سوى الدمار والخراب والاغتيالات وانتهاكات المقدسات الأسلامية والمسيحية وهي ترفض أنصاف الحلول وقرارات الأمم المتحدة والسياسة الوحيدة التي تفرضها علينا هي سياسة بساطير جنودها وجنازير دباباتها وقذائف مدفعيتها ورصاص قناصتها ومؤامراتها وأثار «موسادها» ولا تترك لنا فرصة لحسن الاختيار إما الموت او الخنوع وكلاهما مرفوض لأن كلا الخيارين يتعارضان مع خيارات الحياة والكرامة التي وهبها الله لنا وولدنا كي نعيشها كما نريد وكما نستحق كبشر أحرار.
إسرائيل دولة نووية ولديها ترسانة من الصواريخ المزودة بالرؤوس النووية، ولديها كافة أسلحة الدمار التي استعملتها ضد العرب وتركت بصماتها قوية في نفوسنا، من النابالم والأنشطارية والفراغية والذكية المعلنة والخفية، فلماذا لا يكون لدى إيران قنبلتها النووية كذلك؟؟ ولماذا لا يحصل التوازن في المنطقة طالما ان المشروع الاستعماري السرطاني الإسرائيلي هو وحده يتحكم بنا وبمستقبلنا؟؟
إن من يريد كبح جماع إيران النووي عليه ان يبادر لكبح جماح إسرائيل التوسعية العدوانية لأنها بكل بساطة ما تزال تحتل أراضي ثلاث دول عربية هي لبنان وسورية وفلسطين، وهي التي ترفض بامتياز قرارات الأمم المتحدة بدءا من القرار 181 وانتهاء بالقرار 1515 مرورا بالقرارت 194 و242 و1397!!!