وليد سليمان - عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الاسماء الى الله تعالى عبدالله وعبد الرحمن) سنن أبي داود. كان رسول الله سيدنا محمد شديد الكراهية للأسماء (أسماء الاشخاص أو الاشياء) التي تنفر منها القلوب.. حتى أنه كان يغير الاسم القبيح باسم حسن.. وكان يترك النزول في الارض السيئة الاسم سواء كانت سهلا أو واديا.
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يحب الاسم والفأل الحسن لذا كان من حق الولد على والديه ان يختارا له اسما حسنا عذبا في اللسان والنطق ومقبولا في السمع ويحمل معنى طيبا بعيدا عن الابهام والتندر أو الكراهية. وجاء في كتاب الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد (تسمية المولود) ما يلي: في السنة النبوية تجوز تسمية المولود في ثلاثة أوقات: في اليوم الاول من ولادة الطفل أو اليوم الثالث أو اليوم السابع.. وعن هذا اليوم الاخير السابع جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (كل غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه). بين الاسم والمسمى علاقة، والانسان يكتسب من صفات اسمه ذما أو مدحا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الاعتناء بذلك حيث غير كثيرا من الاسماء بدعوى المعاني الفاسدة والصفات الذميمة والقبيحة التي تحملها. فقد غير اسم شهاب الى هاشم.. وسمى حربا الى مسلم.. وسمى المضطجع بالمنبعث وعاصية الى جميلة.. وأصرم الى زرعة. ولما رأى سهيل ابن عمرو مقبلا في الحديبية قال: ''سهل أمركم'' .. وانتهى الى جبلين فسأل عن اسمهما فقيل للرسول: مخز وفاضح فعدل عنهما ولم يسلك بينهما.. وغير اسم عفرة الى خضرة.. وشعب الضلالة الى شعب الهداية..
وبنو الزنية الى بنو الرشدة.. الخ مثل العاص وغدير وغفلة وشيطان والحكم وغراب. ولعل من اكبر الادلة على اكتساب المسمى صفات اسمه ما رواه البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ فقلت ''حزن'' والحزونة هي الغلظة، فقال الرسول: بل أنت سهل. فقال لا أغير إسما سمانيه أبي.. قال سعيد بن المسيب: فما زالت تلك الحزونة فينا. وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بغلام فقال: ما سميتم هذا؟! قالوا: السائب.. فقال الرسول: لا تسموه السائب ولكن ''عبدالله''. قال فغلبوا على اسمه فلم يمت حتى ذهب عقله. ولما نزل الحسين بن علي في كربلاء، سأل عن اسمها فقيل: كربلاء.. فقال: ''كرب'' و''بلاء'' ..
فكان كما قال رضي الله عنه.
أحب الاسماء
هناك أسماء لها درجات من الافضلية في التسمية وهي الاستحباب وفي مقدمة ذلك اسم (عبدالله) واسم (عبدالرحمن) وهما أحب الاسماء الى الله تعالى لاشتمالهما على وصف العبودية التي هي الحقيقة للانسان. ويأتي في المرتبة الثانية استحباب التسمية بالتعبيد لأي من اسماء الله الحسنى أيضا مثل: عبد السميع، عبد العليم، عبد الحفيظ، عبد القادر، عبد السلام، عبد العزيز، عبد الملك.. الخ. ثم التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله لأنهم سادات بني آدم.. لأن التسمية بأسمائهم تذكر بأخلاقهم وبأوصافهم وأحوالهم، فقد سمى النبي ابنه ابراهيم نسبة الى سيدنا ابراهيم. ثم يستحب التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين ورأس الصالحين في هذه الامة اكثرهم من صحابة الرسسول صلى الله عليه وسلم.. فقد سمى الصحابي الجليل (الزبير بن العوام) رضي الله عنه أولاده وهم تسعة بأسماء بعض شهداء بدر رضي الله عنهم مثل: عبدالله، المنذر، عروة، حمزة، جعفر، مصعب، عبيدة، خالد، عمر. هذا وقد جاء في السنة واتفق المسلمون قديما على تحريم تسمية المولود في الحالات التالي: يحرم كل اسم معبد لغير الله من شمس ووثن وبشر مثل: عبدالرسول، عبد النبي، عبد، علي بن الحسين، عبد الامير.. فقد غير الرسول اسماء: عبد العزى، عبد الكعبة، عبد شمس، غلام محمد. أولا: التسمية بأسماء أعجمية أجنبية ثانيا وثالثا: التسمية بأسماء الله مثل: الرحمن، الرحيم، البارئ.. الخ ورباعا: التسمية بأسماء بعض الاصنام مثل: هبل، إساف، نائلة، اللات..
الخ. التسمية بأسماء الشياطين مثل: خنزب، الولهان، الاعور، الاجدع، وهذا خامسا الاخطر على المجتمع. وسادسا: الاسماء التي تحمل المعاني الذميمة والصفات التي تخدش المروءة، والاسماء التي تثير السخرية والاحراج لأصحابها مثل الاسماء التالية: فاضح، حمار، ثم الاسماء التي فيها معنى رخو وشهواني وذلك اكثر بالنسبة للاناث.. ثم التسمية بأسماء الفاسقين والماجنين وأصحاب اللهو والانحلال.. كذلك الاسماء التي تدل على الاثم والمعصية مثل: ظالم، سارق.. فقد ورد عن عثمان بن ابي العاص انه امتنع عن توليه صاحب اسم يدعى (ظالم بن سراق) عندما علم ان اسمه هكذا. وذات مرة عرض على الخليفة عمر بن الخطاب اسم عامل جديد (والي) وكان اسمه (خبية بن كناز) فقال عنه: لا حاجة لنا فيه فهو يخبئ وأبوه يكنز. أخيرا فانه يجوز تكنية المولود بأبي فلان لما جاء في حديث أنس عن مداعبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأخيه الصغير بقول (يا أبا عمير ما فعل النغير) كما يجوز تكنية الرجل الذي له أولاد بغير أولاده، حيث لم يكن لأبي بكطر الصديق رضي الله عنه ولد اسمه (بكر) وكذلك (أبو حفص) عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث لم يكن له ولد اسمه (حفص) ولا لأبي سليمان وهو خالد بن الوليد، وكذلك أبو سلمه.. والقائمة في ذلك تطول.
استحباب التسمية وأحب الأسماء الى الله تعالى
12:00 8-9-2009
آخر تعديل :
الثلاثاء