خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الكرك في العصر الأيوبي 571-648هجرية/1175-1250م

الكرك في العصر الأيوبي 571-648هجرية/1175-1250م

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

سلطان عارف الشباب - المقدمة - حظيت الكرك باهتمام الامراء والسلاطين والخلفاء المسلمين على مر العصور الاسلامية الوسطى.واستمر ذلك الاهتمام فى العصر الأيوبي، سيما وان السلطان صلاح الدين الأيوبي وجه جهدا عسكريا كبيرا لاسترجاع الكرك من السيطرة الصليبية، ولكون امارة الكرك الصليبية شكلت انعطافة كبيرة للوجود الصليبي في بلاد الشام والشرق وبسبب قربها من القدس الشريف، ولذلك اكتسب موضوع البحث اهمية وخصوصية في حقل الدراسات الاسلامية والمسيحية في العصور الوسطى على حد سواء.
البحث يقع في محورين الاول يدور حول اهمية موقع الكرك في التاريخ الاردنى والعربي،وفيه تطرقت إلى الأهمية التاريخية للكرك عبر العصور التاريخية وصولا الى العصر الأيوبي، ناهيك عن اوصاف القلعة من الناحية الاثارية والعمرانية .
اما المحور الثاني يتناول الكرك في العصر الأيوبي ، وفيه تركز الحديث على دور قلعة الكرك في الحروب الصليبية ومحاولات فتحها من قبل صلاح الدين الأيوبي واهم التواريخ لسلسلة الهجمات المتكررة لتحريرها واخبار فتحها على يد السلطان صلاح الدين واخيرا الكرك بعد صلاح الدين الأيوبي اذ اصبحت مركزا مهما للاماراة الأيوبية وتكلل دورها في حماية بيت المقدس وازدادت مكانة القلعة في العهود المتأخرة في التصدي للحملات الصليبية .
البحث اعتمد على العديد من كتب البلدان العربية والاسلامية، ناهيك عن كتب التاريخ الأيوبي ككتاب النوادر السلطانية لابن شداد وما كتبه ابن واصل فى مفرج الكروب في اخبار بنى أيوب وغيرها، فضلا عن العديد من الدراسات الاستشراقية والدراسات الحديثة من موسوعات كموسوعة الحروب الصليبية للاستاذ الدكتور سهيل زكار والعديد من البحوث والدراسات عن الكرك في مواقع مختلفة من الانترنت.
المحور الأول :- أهمية موقع الكرك في التاريخ العربي والإسلامي.
1-الأهمية والموقع.
كان الأردن بوابة الفتح العربي الإسلامي، فعلى ثراه سارت الجيوش الإسلامية نحو الديار الشامية، ومصر، وشمال أفريقيا، وتحمل الإنسان في هذه المنطقة عناء الاحتلال الفرنجي الصليبي مدة خمسة وسبعين عاما، وسارت على أرضه قوات صلاح الدين الأيوبي، فاتجهت من (أم قيس) إلى حطين، وكان النصر له، وتقدمت قواته إلى مدينة القدس فحررتها، وأنهت الوجود الفرنجي الاستيطاني من أرض فلسطين العربية، بعد غربة دامت ثمانين عاما .
وعلى هذه الأرض أسس الملك الناصر داود (إمارة الكرك الأيوبية) والتي يعود تاريخ قيامها إلى سنة 626ه/1229م. وقد تمكنت قوات هذه الإمارة من تحرير القدس بعد أن سلمها الكامل محمد صاحب مصر إليهم في الحملة الفرنجية السادسة، ثم أصبحت) الكرك(، عاصمة الدولة المملوكية، ونقل السلطان الناصر أحمد بن قلاوون العاصمة من القاهرة إليها، ومن هذه الأرض انطلقت عدة ثورات في العصر المملوكي اعتبرها المؤرخون أول مظهر من مظاهر القومية العربية في العصور الوسطى.

2-التسمية ونظرة تاريخية.
قلعة الكرك في الأردن كانت اقوى قلعة افرنجية تمسك بها الايوبيون والمماليك بنى الصليبيون القلعة سنة1142/1143م، واعيد بناؤها واستمرت قائمة في القرن الثاني عشر الميلادي وبنيت عمائرها من الحجر، وتحوي على ابراج وجدران حجرية داخلية عظيمة واضاف اليها المماليك ابنية داخلية بعد الافرنج سنة 1152م مضيفين إليها بوابة وأبراجا من قبل القديس ميري وهناك مدخل للمدينة من الناحية الغربية وهو نهاية الجدار الشمالي-(السور) الشمالي للمدينة، ويروى ان الافرنج اضافوا اليها ابنية من انقاض ابنية بطرا سنة 1167م، والاسوار جددت مرة اخرى وفعلت من قبل الصليبيين أثناء حصار صلاح الدين لها سنة 1173م-1177م لقتال ارناط.
واقترن اسم قلعة الكرك فيما بعد باسم صلاح الدين الأيوبي وهي، قلعة حصينة بناها الصليبيون في الكرك بالأردن اثناء الحروب الصليبية على بلاد الشام في القرن الثاني عشر للميلاد لتأمين احتلالهم للقدس ومحيطها ولتكون نقطة اتصال استراتيجية متوسطة بين الاخيرة وقلعة الشوبك .وهناك من يرى ان القلعة قديمة يعود تاريخ إنشائها إلى عصر المؤابيين سنة(860ق . م.وقد استخدمها الأنباط بدليل وجود تماثيل نبطية منقوشة في الأسس الأولى بالقلعة. وظلت في العصر البيزنطي درعا واقيا للأردن حيث أشارت اليها خريطة مادبا الفسيفسائية بين مجموعة قلاع هذه المنطقة. وفي الفتوحات الإسلامية طرقتها جيوش العرب المسلمين بقيادة أبي عبيده عامر بن الجراح فاستسلمت له. وظلت قلعة الكرك تؤدي دورها الدفاعي في العصر الإسلامي لأن المسلمين اهتموا بالقلاع القديمة وعملوا على تقويتها والإضافة اليها بالزيادة والبنيان ونستدل على ذلك من اهتمامهم بقلعة عمان التي بقيت تؤدي وظيفتها في فترة الحكم الأموي والعباسي والفاطمي.
وقد وصل الينا نص تاريخي يؤكد ذلك لأن قلعة الكرك كانت اقطاعا إلى القائد الفاطمي بلتكين التركي سنة ( 372ه 982م). وعندما اسس الصليبيون مملكة بيت المقدس اللاتينية سنة ( 492ه 1099م) احتلوا منطقة جنوب الأردن في سنتي (509 و510ه 1115 و1116م) وأسسوا بارونية الكرك والشوبك. وفي سنة( 537ه 1142م) استولى الصليبيون على حصن الكرك وزادوا عليها حتى أصبحت مركزا لبارونية الكرك والشوبك، ومن أهم قلاع الصليبين في بلاد الشام. ولعبت دورا هاما في فترة الصراع الصليبي الإسلامي في بلادنا وأحكمت هي وقلعة الشوبك سيطرتهما على كل المسالك والدروب في منطقة شرق الأردن كما تحكمت في حركة التجارة وقوافلها القادمة من مصر والجزيرة العربية والبحر الأحمر إلى بلاد الشام والعراق ومنعت أي وحدة بين مصر وبلاد الشام وشكلت خطرا على المقدسات الإسلامية في الحجاز فقد وصفها ابن فضل الله العمري بأنها كالهامة بالنسبة إلى بلاد الحجاز ومقدساتها الاسلامية. وقد حررها صلاح الدين الأيوبي سنة (584ه /1188م). 6 .

3-وصف قلعة الكرك.
تعد قلعة الكرك من القلاع ذات الأهمية التاريخية للعديد من الدول والحضارات وقلعة الكرك بناء ضخم مستطيل الشكل طوله من الجهة الشرقية(220) مترا ومن الجهة الغربية (240) مترا أما الجهة الجنوبية فيبلغ طولها(85) مترا والشمالية التي تقع فيها البوابة الرئيسية للقلعة فطولها(135) مترا.والقلعة محاطة من جميع الجهات بواجهات دفاعية طبيعية باستثناء الجهة الشمالية التي حفر لها خندق في الصخر يوصل القلعة بالمدينة ويدعم الخندق برجان.
مشهد بانورامي للقلعة.
قيل عنها قال ابن بطوطة )محمد بن عبد الله( 1303-1377م) عن قلعة الكرك، في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الاسفار: ثم يرحلون إلى حصن الكرك. وهو أعجب الحصون وامنعها واشهرها. ويسمى بحصن الغراب. والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد. ومدخل دهليزه كذلك. وبهذا الحصن يتحصن الملوك، واليه يلجأون في النوائب وله لجأ الملك الناصر. لأنه ولي الملك وهو صغير السن. فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه. فأظهر الملك الناصر أنه يريد الحج. ووافقه الأمراء على ذلك. فتوجه إلى الحج. فلما وصل الى عقبة أيلة، لجأ إلى الحصن وأقام فيه إلى أن قصده أمراء الشام. واجتمعت عليه المماليك وكان قد ولي الملك في تلك المدة بيبرس الششنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر. وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين بين أيوب. فقصده الملك الناصر بالعساكر. ففر بيبرس إلى الصحراء. فتبعه العساكر فقبض عليه، فأتى به إلى الملك الناصر فأمر بقتله، فقتل. وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعا. ويقال أنه أكل جيفة من الجوع. نعوذ بالله من ذلك. .
المحور الثاني :-الكرك فى العصر الأيوبي.
1-الكرك والحروب الصليبية.
كان الخطر الصليبي على البحر الأحمر قد بدأ في سنة 577 ه/1181م، وذلك حين فكر البرنس أرناط (رينو دي شاتيو) أمير الكرك (في بلاد الأردن) في الاستيلاء على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومنع الحجاج المسلمين من الذهاب إليهما ووقف نشاط طريق الحج من عيذاب إلى جدة. كذلك قصد أرناط، من وراء محاولته هذه في البحر الأحمر ضرب اقتصاد مصر، وذلك بتحويل تجارة هذا البحر والعائد من هذه التجارة إلى خليج العقبة والموانئ الصليبية بالشام. وكانت محاولة أرناط هذه أول محاولة اعتداء أوربية في مياه البحر الأحمر.
وبدأ أرناط حملته سنة 577 ه /1181م، حين أعد أخشابا من عسقلان وحملها على الجمال حتى ميناء أيله (إيلات الحالي) على خليج العقبة، وقام أرناط باحتلال أيله وبنى أسطولا قوامه خمس سفن كبيرة في هذا الميناء وعددا آخر من السفن الصغيرة، وأبحر في مياه البحر الأحمر بهدف الاستيلاء على مكة والمدينة. وقد حمل أرناط في هذه السفن قرابة من ألف فارس. وفشلت هذه المحاولة الأولى التي قام بها أرناط في البحر الأحمر، بعد أن توقفت قواته عند واحة تيماء بسبب عدم تحملها شدة الحر وقلة الماء. وكذلك بسبب إسراع عز الدين فرخشاه، نائب صلاح الدين وابن أخيه، إلى القيام بحصار أعمال الكرك ونهبها، الأمر الذي أرغم أرناط على العودة إلى إمارته للدفاع عنها.
وفي العام التالي (578 ه/1182م) أعد أرناط حملة ثانية وتحول نشاطه المعادي هذه المرة إلى قلب البحر الأحمر نفسه وهاجم أسطوله ميناء عيذاب ونزل بعض رجاله به، ونهبوا إحدى القوافل التجارية التي كانت تعبر صحراء عيذاب قادمة منها ومتجهة إلى قوص.
وقد أورد الرحالة الأندلسي ابن جبير، في كتاب رحلته تفاصيل الهجوم على عيذاب، وذكر أن الصليبيين وصلوا إلى عيذاب بعد أن استولوا على ميناء أيله، وأوقفوا فيها مركبين عند جزيرة القلعة ومنعوا الناس استقاء الماء، ومضى الباقون في مراكبهم إلى عيذاب فقطعوا طريق التجارة وشرعوا في القتل والأسر والنهب. وأورد أن الصليبيين قاموا بإحراق ستة عشر مركبا في عيذاب بمياه البحر الأحمر وأنهم أخذوا في عيذاب مركبا كان قد جاء بالحجاج من جدة، وأنهم أخذوا أيضا في البر قافلة تجارية كبيرة قادمة من قوص إلى عيذاب وأنهم قتلوا جميع من فيها. وأضاف ابن جبير بأن الصليبيين استولوا على مركبين كانتا مقبلتين لتجار من اليمن وأنهم أحرقوا أطعمة كثيرة على ساحل عيذاب كانت معدة لميرة مكة والمدينة. وذكر أنه كان من أهداف الصليبيين دخول مدينة الرسول وسرقة جسده الطاهر .
وقد قام أرناط بعد هجومه على عيذاب وقطع طريق الحج منها إلى جدة، بالسير بسفنه مهاجما الساحل الحجازي تجاه المدينة المنورة، وتوغلت سفنه في البحر الأحمر قاصدة ميناء عدن بقصد الاستيلاء على هذا الثغر التجاري الهام الذي كان قاعدة تجار المسلمين.وقد أرسل صلاح الدين إلى أخيه الملك العادل، نائبه على مصر، كتابا يطلب منه فيه بالقيام على رأس حملة سريعة لتعقب سفن الصليبيين في البحر الأحمر ومطاردتهم هناك. فأسرع العادل بتسيير الأسطول المصري في هذا البحر تحت قيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ، متولي الأسطول بديار مصر، للحاق بالسفن الصليبية. فسار حسام الدين من القلزم إلى أيله وظفر هناك في أيله بمركبين من مراكب الفرنج راسيتين بساحلهما فأحرقهما وأسر من فيهما، ثم سار إلى عيذاب، فلم يجد فيها أحدا من الفرنج، فسار بعد ذلك، في البحر متتبعا أثرهم وأثر مراكبهم فوقع بها بعد عدة أيام عند رابغ بالساحل الحجازي. ولم يكن أمام الصليبيين سوى مسيرة يوم واحد بسفنهم في البحر للوصول إلى مدينة الرسول ص وتحقيق عدوانهم الدنيء على المدينة النبوية المنورة. ووفق حسام الدين في إيقاع الهزيمة بمن تبقى من رجال أرناط البالغ عددهم ثلاثمائة، ومن أن يأسر منهم مائة وسبعين. واقتاد حسام الدين الأسرى إلى مكة مكبلين بالأغلال، وبأمر من صلاح الدين ضحى هنالك بعدد منهم ونحروا قربى إلى الله تعالى وجزاء لهم على جرأتهم بمهاجمة الأماكن المقدسة يوم عيد الأضحى العاشر من ذي الحجة سنة 578 ه/16 أبريل 1183م. وقد فرق من تبقى من أسرى رجال أرناط على البلاد ليقتلوا بها. وقد شهد الرحالة ابن جبير، وهو في الإسكندرية، عددا من هؤلاء الأسرى، وهم في طريقهم إلى القتل وسجل ذلك في كتاب رحلته.
أما أرناط فكانت نهايته في سنة 583 ه/1187م، بعد انتصار صلاح الدين في معركة حطين، قتله صلاح الدين بيده وفاء لنذره بقتله إذا هو وقع في يده بسبب جرأته على انتهاك حرمة الأماكن الإسلامية المقدسة ومحاولته قطع طريق الحج وسرقة جثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعرضه لقافلة كانت أخته متوجهة فيها لأداء فريضة الحج، والإساءة بالقول والشتم لشخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد قام صلاح الدين باستخلاص إمارة الكرك ، التي كانت عائقا في طريق الحج الشامي وكان أرناط يتخذها وكرا له لاصطياد الحجاج والتجار المسلمين المتوجهين إلى البحر الأحمر. وقد تم ذلك لصلاح الدين بعد فتحه لبيت المقدس واسترداده من يد الصليبيين بعد معركة حطين في نفس العام. وبذلك عادت هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة إلى حوزة المسلمين وزال الخطر الصليبي والعقبة التي وضعها أرناط في طريق الحج الشامي إلى البحر الأحمر. وفي أعقاب القضاء على أرناط أرسل صلاح الدين خطابا إلى الخليفة العباسي، بقلم القاضي الفاضل، يبين له فيه هدف الصليبيين من هذه الغزوة في البحر الأحمر ويبشره فيه بسلامة الأراضي المقدسة وتطهير طريق الحج إلى الأراضي المقدسة من دنس الصليبيين، وقد ورد ضمن فقرات خطابه ما نصه : وأما الطريق القاصد سواحل الحجاز واليمن فقدر أن يمنع الحاج عن حجه ويحول بينه وبين فجه وأخذ تجار اليمن وأكارم عدن ويلم بسواحل الحجاز فيستبيح المحارم ويهيج جزيرة العرب بعظيمة دونها العظائم .
2-تحرير الكرك من قبل صلاح الدين الايوبي.
ا-المفاوضات لتسليم الكرك صلحا.
ذكر الاصفهاني (ت597هجرية) في كتابه الشهير(الفتح القسي في الفتح القدسي) اخبار عديدة لفتح الكرك فقد اورد عنوانا مهما (حال الكرك) وقال في ثناياه:- وقع برنس الكرك في الشرك وكانت زوجته ابنة فيليب صاحبة الكرك بالقدس،فلما فتحت القدس خرجت صاحبة الكرك لها برزت مستكينة ومستعطفة حريم السلطان لفك ولدها هنفري بن هنفري.
ويبدو انها طلبت مقابلة السلطان صلاح الدين الأيوبي مع زوجة ابنها المذكور فاكرمهما وطلب احضار ابنها الاسير من قلعة دمشق مقابل ذلك على تسليم قلعتي الشوبك والكرك من صاحبة الكرك فاستجابت للسلطان فلم يوافقها اهل الكرك على ذلك وعذرها السلطان.
مما تقدم نفهم ان السلطان صلاح الدين الأيوبي حاول جاهدا استرداد الكرك سلما دون اراقة الدماء مستغلا فرصة شخوص الاميرة الافرنجية وبالرغم من ذلك ابدى كرمه باطلاق سراح ابنها الاسير ولم يرفض تحريره بعد رفض جنود القلعة تسليمها للمسلمين.
ب- تحرير الكرك وحصونه:- بعد رفض تسليم الكرك من قبل الصليبيين امر السلطان صلاح الدين الأيوبي قائده سعد الدين كمشبه في حصار الكرك فأقام على كل قلعة بمحاصرتها... ووردت البشرى بنجاح الدرك في تسلم حصن الكرك وكان سعد الدين كمشبه صهر الملك العادل اخو السلطان صلاح الدين بالكرك موكلا وبأهله منكلا حتى فنيت ازوادهم فتوسلوا بالملك العادل وتذرعوا بالرسائل وسلموا الحصن وتحصنوا بالسلامة وكتبت الى السلطان في بعض البشائر ووردت البشرى بان حصن الكرك عاد اليه بعد جماح الاصحاب وخرج منه الافرنج ودخله الاصحاب وهو الحصن الذي كان طاغيته يحدث نفسه بقصد الحجاز ...وساق الى عقائله الرجال مهرا والحمد لله على ما قدر من الحسنى وسير من النعمى حمدا يكون لما قدر ازاء ولما يسر جزاء والحمد لله الذي انجز صادق عداته في كاذب عداته .
مما تقدم يتضح لنا ان القلعة حوصرت من قبل الامير الأيوبي وقاتلها المسلمون قتالا مريرا ولم يسمحوا للامدادات ان تأتي لها لذلك طلب جند الافرنج التسليم للمسلمين لقاء امانهم.
ج-تواريخ هامة لتوجه صلاح الدين لمحاصرة الكرك.
لم تفتح قلعة الكرك بين يوم وليلة من قبل السلطان صلاح الدين الأيوبي وانما جاءت نتيجة جهود متواصلة لقواته الاسلامية من شمال العراق وسوريا ومصر وعموم بلاد الشام، اشترك فيها كل المسلمون عربا واكراد وتركمان وفرس، ولذلك كما مر بنا ان السلطان اولى لقلعة الكرك اهتماما كبيرا لتحريرها بعد تحرير القدس وذلك لاهميتها الاستراتيجية لكونها تقع قرب لقدس الشريف، ولكونها ارضا عربية اسلامية مسلوبة ينبغي تحريرها، اذن لهذه الاسباب مجتمعة دفعت السلطان صلاح الدين الأيوبي الى تحريرها، وفيما يلي تواريخ مهمة توضح الجهد العسكري الأيوبي لتحريرها:- في سنة 1181م خرج فروخ شاه من دمشق بامر من السلطان صلاح الدين الايوبي لمهاجمة الكرك، فى الوقت الذي كان ارناط يشن الغارة على تيماء في شمال الحجاز بهدف الاعتراض القافلة للحجاج من دمشق الى مكة،واكتفى فروخ شاه ببعض الغنائم وعاد الى دمشق .
وفى سنة 1183م هاجم السلطان صلاح الدين قلعة الكرك كرد فعل على هجمات ارناط على قوافل الحجاج المسلمين من سنة 1182-1183م وفى اب وايلول من سنة 1184م وصلت قوات مساندة من شمال العراق وحلب وسوريا فاعانت قوات صلاح الدين في حصار وقتال الكرك .
وفى 14/اذار من سنة 1187م انضمت قوات مصرية الى جيوش صلاح الدين بسبب رفض ارناط تسليم الاسرى والاسلاب فقامت القوات الاسلامية بدك حصن الكرك.
وبعد معركة حطين 4/يوليو/1187م رفضت الكرك التسليم الى صلاح الدين الايوبي، واخير ا سلمت مذعنة للقوات الايوبية بعد حصار دام من شهر/اذار الى تشرين الثانى /1188م وبذلك اصبحت تحت الحكم الايوبي واصبحت القلعة فيما بعد مركزا لامارة ايوبية حتى سنة 1264م.
3- الكرك بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي.
خضعت الكرك الى الملك العادل اخ صلاح الدين الأيوبي وبعد ذلك الى المعظم عيسى بن الملك العادل،وفى 30/ايلول/1239م وقع ايوب اسيرا بيد الناصر داوود في نابلس فسجنه الاخير في الكرك الخاضعة لسيطرته.
وقد لعبت الكرك بقيادة صاحبها الناصر داوود الذي تحالف مع بيبرس لاسترداد القدس ونابلس والخليل من الصليبيين. وفى 11/ايلول /1247م خضعت الكرك للماليك بعد خروجها من سيطرة الناصر داوود.
وفى 30/تموز/1251م كان المغيث عمر بن العادل حاكما على الكرك في الوقت الذي تزوجت شجر الدر من حسن ايبك .بعدها دخل المغيث في صراع مع الناصر يوسف في الكرك.
وفى سنة 1363م قتل المغيث عمر صاحب الكرك غدرا من قبل بيبرس فانتقلت ادارتها الى بيبرس.
جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF