غدير السعدي
تسعى جلالة الملكة رانيا العبدالله من خلال زياراتها الخارجية وجولاتها الداخلية إلى الاطلاع على هموم ومشاكل الشباب والسعي إلى حلها ضمن توجهات واستراتيجيات هادفة ورؤى خاصة بجلالتها أساسها التفكير في المستقبل.
الشباب.. إرادة التغيير
''في الوقت الذي يعاني العالم فيه من ازمة مالية وحالة طارئة متنامية، نحتاج أن تضعوا افكاركم محل تنفيذ اكثر من اي وقت سابق. نحتاجكم ان تبنوا على اعمدة القادة الشباب الثلاثة -الرؤية الخلاقة، وبناء المجتمع، والقيام بأعمال جماعية... وهو ما اسميه التعلم.. التمكين.. والعمل''.
وخلال مشاركتها الاخيرة في المؤتمر الخامس لمنظمة القيادات الشابة العالمية في البحر الميت وبمشاركة أكثر من 200 شخصية عالمية، اكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله دور القيادات الشابة في إحداث التغيير الايجابي بحياة الافراد من خلال ما يمتلكون من مكانة وقدرة وكفاءة.
وبصفتها عضوا في مجلس الإدارة المؤسسين للمنظمة ورئيسة لجنة الترشيح والاختيار، حثت جلالتها أعضاء المنظمة ليكونوا محركا فاعلا للتغيير الايجابي والتقدم العالمي ودعت المشاركين للاطلاع على برامج أردنية في التعليم، والتمكين، والعمل وزيارة عدد من برامج مؤسسة نهر الاردن ومدرستي ورواد التنمية لاستكشاف برامج اردنية انبثقت عن تجارب وطنية، وايمان قوي بالشراكات بين القطاعين العام والخاص.
كما التقت جلالتها الشباب الأردنيين المشاركين في برنامج الفرص الاقتصادية العالمية واستمعت إلى تجاربهم، حيث تم تدريب مجموعة من الشباب من الأردن والأرجنتين وجنوب إفريقيا بهدف إعدادهم لاطلاق شركات عالمية.
وترأست جلالتها اجتماعا لمجلس ادارة مؤسسة الشباب العالمية، حيث تم الاعلان عن اطلاق مشروع جديد لتطوير مهارات الشباب في الأردن لتوظيفهم تحت مظلة برنامج ''شراكة بين التعليم والتوظيف''، حيث أثنت جلالتها على جهود المؤسسة المتواصلة في تحسين قدرات وظروف الشباب ومساعدتهم ليكونوا أفرادا فاعلين في مجتمعاتهم.
وبصفتها عضوا في مجلس الادارة أكدت جلالتها خلال الاجتماع ضرورة تسليح الشباب ليس بالتعليم الأساسي فقط بل اكسابهم المهارات المختلفة كمهارات القيادة من أجل إعدادهم لسوق العمل وتحسين ظروف الشباب في الأردن وتطوير قدراتهم ومهاراتهم لتتناسب مع متطلبات سوق العمل الحالي، اضافة الى توفير فرص تدريبية وعملية تضمن للشباب مستقبلا وظيفيا أفضل.
وأشارت جلالتها الى أهمية التعاون بين مؤسسة الشباب العالمية والمؤسسات المحلية العاملة في مجال الشباب كمؤسسة نهر الأردن وانجاز والمجموعة العربية للتنمية المستدامة لتوفير الدراسات والأبحاث اللازمة للمؤسسة عن الأردن من اجل زيادة فرص العمل للشباب الأردني وأجندة العمل المستقبلية للمؤسسة.
وسينفذ مشروع تطوير مهارات الشباب في الأردن لتوظيفهم من خلال منحة تقدر بـ30 مليون دولار مقدمة من وكالة الانماء الدولي الامريكية وبدعم من البنك الدولي لمدة خمس سنوات.
وقامت جلالتها مؤخرا بزيارة إلى مدرسة ملبري للفتيات في لندن للاطلاع على البرامج التعليمية التي تدعمها مؤسسة موازييك التي تأسست عام 2007، بمبادرة من أمير ويلز الأمير تشارلز.
وتهدف المؤسسة الى إيجاد الفرص للشباب المسلمين وغيرهم في المناطق الأقل حظا في المملكة المتحدة، من خلال برنامج موازييك للإرشاد الذي يوافق بين مرشدين متطوعين وشباب مسلمين وغير مسلمين من المدارس والمجتمعات المحلية. وعلى الرغم من أن أغلبية المتطوعين هم من المسلمين ويعملون في مناطق ذات أغلبية مسلمة إلا أنه يمكن لغير المسلمين من الشباب الانتفاع من برامج المؤسسة.
ويهدف البرنامج الى تعزيز الطموح لدى الشباب في المناطق الأقل حظا من خلال إرشادهم وتوجيههم وتطوير حس القيادة لديهم وتعريفهم بمفاهيم المشاريع والأعمال المختلفة، وتوفير فرص جديدة لهم.
وكانت مؤسسة موزاييك التي تطلق مجموعة من المبادرات تأسست لتمكين الشباب المسلم من خلال تنفيذ برامج توجيهية لهم في المناطق الاقل حظا ليتمكنوا من التعامل مع بعض التحديات التي تواجههم في بريطانيا. وتهدف نشاطات موزاييك الى تشجيع الروابط بين المسلمين القادة الذين حققوا نجاحات وبين الشباب المسلم المحروم، لمساعدة الأقل حظا على تطوير امكاناتهم وقدراتهم وضمان حصولهم على فرص التعليم والعمل.
أهل الهمة.. استثمار الوقت بالعطاء
''في حياتنا كثير من الأبطال. قد لا يكونون خارقين بقدراتهم الجسدية لكنهم دون شك خارقون بتفانيهم لفعل الخير، بهمتهم وحسهم العالي بالمسؤولية. هم من يستثمرون وقتهم وجهدهم في تحسين أوضاع غيرهم، قنوعون بما لديهم وهم كنزنا الذي لا يفنى... هم أهل الهمة''.
بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية اطلقت جلالتها ''مبادرة اهل الهمة'' لتكريم الافراد والجماعات التي أثرت في مجتمعاتها المحلية بطريقة ايجابية وبهدف تسليط الضوء على الافراد والجماعات الفاعلين الذين يؤمنون أنهم ممن أثروا وألهموا آخرين، لديهم حس بالمسؤولية ويستثمرون وقتهم وجهدهم في تحسين أوضاع غيرهم.
وكانت جلالتها قد التقت المرشحين واكدت أن قصصهم تشترك بقيم العطاء والاحساس بالمسؤولية والرغبة في إحداث التغيير الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع، وأنها نابعة من إيمان داخلي ودافع لحب العطاء.
وخاطبت جلالتها الجميع بالقول: ''انتم تزرعون فكرة التطوع والعطاء في مجتمعاتكم وهذه أمور نرغب بنشرها من خلالكم كنماذج قدوة ومصادر إلهام نعتز بها ونفتخر''.
مدرستي.. بيئة تعليم نوعية
''للريادة دائما تحديات... فأنتم رواد مدرستي وأنتم ادرى الآن أن تحسين مستقبل هذا البلد الغالي والارتقاء بمستقبل أولادنا هو رهن أفعالنا، فلم يكن الأردن في يوم حالما فقط... بل فاعلا ومسؤولا. لقد بدأنا شراكة لري بذور الوطن... سيظل الأردن يجني ثمارها ويولف بظلالها أكثر فأكثر مع مرور الأيام''.
حرصت جلالتها على شمول المدارس التي تعاني من احتياجات ترميم وصيانة من خلال مبادرة ''مدرستي'' لتحسين نوعية التعليم.
وتحرص جلالتها على المتابعة الميدانية لمرحلة الصيانة والاطلاع على مجريات سير العمل الذي يتضمن تطوير البنية التحتية للمدارس المشمولة.
وحققت ''مدرستي'' حتى الان إصلاح البنية التحتية في قرابة 100 مدرسة من مدارس المرحلة الأولى في عمان والزرقاء، بالإضافة إلى أن ''مدرستي'' الآن بصدد تطبيق برامج تحسين البيئة التعليمية في تلك المدارس وفقا لاحتياجات كل منها.
وكانت جلالة الملكة قد أطلقت ''مدرستي'' في نيسان عام 2008 بهدف إصلاح حوالي خمسمائة مدرسة، وتنقسم المبادرة إلى خمس مراحل، يتم في كل مرحلة إصلاح 100 مدرسة.
وتؤكد جلالتها دوما على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني لانخراط كل الأردنيين في العملية التربوية الوطنية والوصول للريادة وتحسين المستقبل من اجل الارتقاء بنوعية التعليم بما يتلائم والعصر الحديث.
يذكر أن استهداف 61 ألف طالب وطالبة من قبل ''مدرستي'' يعني في المستقبل 61 ألف أب وأم، و61 ألف عائلة وبالتالي 61 ألف ساعد وعقل يبنون الأردن، وتركز ''مدرستي'' على الحاجة الماسة لتأهيل بنية المدارس الحكومية، فحوالي 15 بالمائة من أصل 3257 مدرسة حكومية في الأردن تعاني من ضعف في البنية التحتية وعدم الالتزام بمتطلبات السلامة الوطنية.
كما تهدف ''مدرستي'' إلى تطوير أدوات وبيئة نوعية التعلم في المدارس، حيث ستقوم المؤسسات غير الحكومية التي تعمل تحت رعاية جلالة الملكة بتوسيع برامجها الحالية في مجالات عديدة لتشمل: سلامة الطفل والمدارس الصحية والآمنة وتطوير المهارات وغيرها، وسوف تطبق هذه البرامج في المدارس المدرجة ضمن مبادرة ''مدرستي'' بناء على احتياجاتها.
كما نجحت ''مدرستي'' في بناء نهج تشاركي ما بين القطاعات العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني ولغاية اليوم يعمل من خلال هذه الشراكة 4 دوائر قطاع عام و48 هيئة وشركة ومؤسسة قطاع خاص و15 مؤسسة من المجتمع المدني غير الربحية، وتحفيز لدى الطلبة على التعلم وتقليل نسبة الغياب والتسرب وارتفاع التحصيل.
وتحمل جلالتها لقب اول مناصرة بارزة للاطفال اختارتها اليونسيف.
التعليم.. نحو اكاديميا حديثة
''نحن فخورون بأن نوعية التعليم في بلدنا هي الأفضل بين الدول العربية رغم أن إنفاقنا على التعليم ليس الأعلى في المنطقة، وأود في هذا السياق أن أشكر المعلمين المسؤولين والأهالي المهتمين والطلاب اللامعين لادراكهم أهمية التعليم وتمكين أجيالنا. لكننا لا نزال دون المعايير العالمية، والأردن لا يطمح لأقل من التميز خاصة في موارده البشرية ومستقبله''.
ثمرة لجهود جلالة الملكة افتتحت مركز كولومبيا لأبحاث الشرق الأوسط في عمان، والذي يعتبر الأول ضمن خطة جامعة كولومبيا لانشاء شبكة من المراكز حول العالم لتشجيع وتسهيل التعاون الدولي ومشاريع البحوث الجديدة.
وقالت جلالتها: ''عملت جامعة كولومبيا في الأردن منذ وقت طويل بأقسامها وبرامج الدراسات العليا التي توفر المعلومات للباحثين وتعود بالنفع على الأردنيين. وتنير جامعة كولومبيا الطريق في الأردن أمام العاملين في العمل الاجتماعي ليتعرفوا على طرق ووسائل جديدة تساعدهم في أداء عملهم.
تمدهم بالنشاط والأمل وتعدهم ليتمكنوا من تقديم العون لمن يحتاجه بطرق أسرع وأفضل''.
جلالتها تؤمن بدور كلية المعلمين التابعة لجامعة كولومبيا التي ستساهم في تحسين مهارات المعلمين والمعلمات، وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وتصقل مهاراتهم وتقنياتهم، وتساعدهم ليصبوا اهتمامهم ليس على الالواح من أمامهم بل على الطلاب أنفسهم.
وبالحديث عن نظرتها المستقبلية لمراكز الابحاث قالت جلالتها: ''بينما تنمو مراكز شبكات الأبحاث، سيرتبط الأردن بمجتمع لا يقدر بثمن من العلماء والمثقفين، والمهندسيين والفنانين، والمعلمين والمتعلمين ليصبح الأردن بذلك ملتقى للنشاطات الفكرية. ومع الوقت سيصبح مركز كولومبيا للأبحاث مصدرا أكاديميا رائدا في الشرق الأوسط ومقدما مهما للمنح العالمية''.
المعلمون.. ريادة المهارات
''كل شخص يتذكر معلما في المدرسة ألهمه.. كل منا يتذكر معلما أعطاه الثقة.. كل منا يتذكر معلما فتح عينيه وأقنعه بأنه يستطيع أن يكون ما يريد. لذلك يعتبر مؤتمر تعليم المعلمين الأول هذا مهما.. لأن المعلم الجيد سيساعدك على النجاح في امتحاناتك، ولكن المعلم العظيم سيساعدك على تطوير نفسك''.
وتقديرا للمعلم ودعمه وتحفيزه على تنمية قدراته المهنية من خلال العديد من المبادرات أبرزها جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز والتي تحظى بمشاركة وتفاعل بارزين منذ إطلاقها قبل 3 سنوات وجائزة الملكة رانيا للمدير المتميز والتي انطلقت هذا العام لتأكيد دور مدير المدرسة في قيادة التعليم والتعلم وتوفير البيئة المحفزة للتعلم.
حيث تم الإعلان هذا العام عن بدء الدورة الرابعة لجائزة المعلم المتميز وأولى دورات جائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز التي أرادتها جلالتها من اجل إتاحة الفرصة لمديري ومديرات المدارس لإبراز تميزهم ولتكريم عطائهم ودورهم المهم في إغناء العملية التربوية.
وتتوجه الجائزتان إلى أكثر من خمسين ألف معلم ومعلمة و1900 مدير ومديرة مدرسة مؤهلين من كافة أنحاء المملكة، وتهدف الجائزة إلى رفع الروح المعنوية والالتزام بأخلاقيات المهنة وبأعلى معايير العطاء والتميز.
وكانت جلالتها قد أكدت على المسؤولية التي يحملها المدير في تحفيز المعلمين في مدرسته، وطرق تواصل الإدارة المدرسية والمعلمين مع الطلاب والمجتمع الخارجي، إلى جانب أهمية هذا التواصل في نشر الجائزة ومعاييرها بين معلميهم والوسائل التي يساهمون من خلالها في دعم نجاح جمعية الجائزة في تحقيق غاياتها.
وكانت ''جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز'' قد انطلقت في مطلع عام 2006 كأولى الجوائز التي تندرج تحت المظلة الكبرى ''لجمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي''، وستستمر للسنوات القادمة إلى جانب جوائز أخرى موجهة إلى فئات أخرى من التربويين كجائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز التي تنطلق أولى دوراتها هذا العام، حيث كانت جلالة الملكة أعلنت في تشرين الثاني الماضي عن إطلاق الجائزة تكريما ''للمديرين المربين، الحريصين على أن يؤدي كل مدرس واجبه التعليمي، أمينين على كل طالب يبدأ يومه الدراسي''.
وقد تم إنشاء أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، عام 2008 كمؤسسة مستقلة لتكون مركزا للخبرة في مجال إعداد المعلمين وتطوير السياسات التربوية في الأردن والمنطقة، حيث تؤكد جلالتها أن الاهتمام بالتعليم يأتي في سلم الاولويات الوطنية لتعزيز الدور الذي تلعبه العملية التعليمية في تهيئة الفرد على الصعيد المحلي والعربي والعالمي.
وتتكامل برامج الأكاديمية مع مبادرات جلالتها التعليمية، ولتكون الأكاديمية أحد الصروح التدريبية المتميزة في الأردن والمنطقة لتدريب المعلمين وتحسين مهاراتهم وتطوير كفاءاتهم لرفع المستوى التعليمي بشكل عام من خلال التدريب على أحدث وأهم أساليب وأدوات التعليم المتميز في عصرنا.
وتركز الأكاديمية في المرحلة الأولى على تطوير وتنفيذ برامج تربوية متخصصة لتدريب المعلمين والقيادات المدرسية في المدارس الحكومية من خلال البرامج التدريبية والبرامج المعتمدة من الجامعات، وتسعى الأكاديمية لتولي دور استشاري وتنسيقي للجهود الوطنية المبذولة لتحسين برامج تهيئة المعلمين الجدد وبرامج التنمية المهنية للمعلمين ضمن خطط التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي.
وخلال افتتاحها المؤتمر التربوي الإقليمي ''برامج المعلمين على مفترق طرق'' قالت جلالتها ''العام سنقوم بإنشاء مراكز تدريبية تعليمية في المحافظات لإعطاء كل معلم أردني المهارات التي يحتاجها'' وأشارت جلالتها إلى أهمية دور المعلمين قائلة ''وأكثر من تعليم التاريخ، العلوم أو اللغة ان المعلمين يرشدون أبناءنا.. يشكلون المواقف، المهارات، القيم التي سيستخدمونها في العالم خارج الصفوف المدرسية''.
وأكدت أن الوصول إلى تعليم عالي الجودة يمثل عاملا أساسيا في تحديد الفرص التي ستتوافر لأطفالنا مستقبلا.
وأشارت إلى أهمية هذا المؤتمر الذي يسلط الأضواء على قضية متنامية الأهمية وهي نوعية المعلمين وتوفير الفرص لهذا الحوار الحيوي حول أفضل السبل لدعم تعلم الطلاب، وأن القضايا المرتبطة بإعداد المعلمين والتنمية المهنية كثيرة وكذلك الفرص.
أسرة خالية من العنف
بحضور مميز لـ جلالة الملكة رانيا العبدالله التئمت اعمال المؤتمر العربي الثاني لحماية الاسرة من العنف من اجل تحسين نوعية حياة الأسر في كافة المجالات للمحافظة على تماسكها وحمايتها، وتطوير آليات حماية الاسرة من كافة اشكال العنف، وتحقيق الشمول والتكامل بين البرامج والخدمات الموجهة لحماية الأطفال والنساء والارتقاء بها والتصدي لظاهره الاساءة والعنف الأسري وحماية الاسرة من كافه أشكال هذه الظاهرة.
والعمل على تطوير آليات التعامل مع حالات العنف الاسري وتعزيز قدرات ومهارات العاملين في مجال نشر الثقافة الاسرية بمن فيهم الاعلاميون ورجال الدين والوعاظ والواعظات، وإحداث تغيير في الاتجاهات والسلوكيات المتعلقة بالعنف الاسري من خلال تعميق ثقافة الحماية والمعرفة بمفهوم العنف ومخاطره وكيفية الوقاية منه والتعامل مع جذوره ومسبباته الاساسية ودور السياسات الوطنية في الوقاية من العنف الاسري اضافة الى تعديل التشريعات وتعزيز السلوك الايجابي من خلال زيادة المعرفة بقضايا العنف الاسري في برامج التعليم المختلفة.
وكانت جلالتها قد اطلقت تقرير اليونيسف للطفولة المبكرة من مدرسة الرصيفة المهنية للبنات، وجاءت زيارة جلالتها الى المدرسة لربط الواقع بما تضمنه التقرير من انجازات للأردن في مجال الطفولة المبكرة، حيث التقت مجموعة من معلمات رياض الأطفال وتحدثت معهم عن الآثار الايجابية لادخال رياض الأطفال في المدارس الحكومية، وانعكاسها على اعداد الطفل للمرحلة المدرسية ومد جسور الاتصال بين الأهل والمدرسة.
وتؤكد جلالتها أهمية مرحلة الطفولة المبكرة ودورها في صقل شخصية الطفل واعداده للمراحل التعليمية المقبلة، لان البرامج الهادفة تنمي جسور الحوار والنقاش داخل العائلة وتنمي شخصية الطفل وقدراته على الحوار، فيما يؤثر الجلوس لساعات طويلة امام التلفاز سلبا على الأطفال ويحد من النشاطات الحركية والقدرات الاجتماعية اضافة الى اكتساب سلوكيات العنف المصاحبة لبعض البرامج.
وتطلع جلالتها من خلال زياراتها للبلدان المتقدمة على واقع تجاربهم رغبة منها في نقل تلك التجارب لمجتمعنا حيث اطلعت مؤخرا على مشروع الأجيال للأطفال الأقل حظا خلال زيارتها الى مدرسة ميغيل تورغا في لشبونة حيث يهدف المشروع الى توفير فرص مستقبلية أفضل للطلاب في المناطق الأقل حظا. حيث استمعت جلالتها الى شرح عن آليات عمل المشروع وبرامجه المختلفة التي تعمل من أجل توفير فرص تعليمية وتدريبية أفضل للطلاب في المناطق الأقل حظا ما يتيح لهم فرص عمل أفضل في المستقبل من خلال البرامج والمناهج الابداعية والمبتكرة، ومنها ورش عمل للشباب لمواجهة مشكلة تسرب الطلاب من مدارسهم، وبرامج الاشراف على الأحداث وعدد من البرامج اللامنهجية الترفيهية مثل كرة السلة والمسرح والموسيقى، بالاضافة الى برامج الرعاية الصحية وبرامج الدعم للأمهات القاصرات.
وأشارت جلالة الملكة اثناء الزيارة الى أن: ''التحدي الأكبر يكمن في تغيير المعتقدات الاجتماعية السلبية، وعلينا محاربة الأفكار الخاطئة والصور النمطية الموجودة عند الرجال والنساء والأطفال عن مكانتهم في المجتمع''.
وأبرزت جلالتها مظاهر الاستثمار في اصلاح التعليم في الأردن مشيرة الى أن نسبة التحاق الفتيات في المراحل التعليمية الثلاث تفوق نسبة الذكور، اضافة الى أن علامات طلابنا في الرياضيات والعلوم هي فوق المعدل العام في المنطقة.
وتأكيدا على ضرورة الزام التعليم الأساسي في جميع بلدان العالم كوسيلة لمحاربة الفقر وأساس لانجاز أهداف الألفية التنموية، دعت جلالتها المجتمع الدولي للوفاء بتحقيق أهداف الألفية بحلول عام 2015.
''نهر الاردن''.. تمكين المجتمع المحلي
تؤكد جلالة الملكة دوما أهمية تفعيل دور المرأة وازالة العوائق أمام مشاركتها في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وتشيد بالتقدم الملموس الذي تحدثه بعض مؤسسات المجتمع المدني غير الربحية ومنها مؤسسة نهر الأردن التي تقوم على تدريب النساء على مهارات اقامة المشاريع المدرة للدخل والتي تتفقدها جلالتها بشكل مستمر.
وخلال جولة جلالتها الاخيرة في قرية راسون بعجلون تفقدت مشاريع تنموية وإنتاجية نفذتها مؤسسة نهر الأردن وأمضت جلالتها سحابة يوم بين أهالي القرية تتابع وتتفقد ما أنجزته المؤسسة بشراكة مع الأهالي والقطاعين العام والخاص مؤكدة على الدور الفعال المؤسسات الاهلية في تنمية المجتمعات المحلية في الأماكن الأقل حظا.
واستمعت جلالتها إلى قصص نجاح سيدات القرية ممن استفدن من القروض الدوارة التي قدمتها الجمعية من خلال إقامة مشاريع إنتاجية صغيرة مدرة للدخل أو إكمال التعليم الجامعي للطلبة الذين لم تسمح ظروفهم الاقتصادية بذلك.
وعملت المؤسسة على تفعيل دور المجتمع المحلي في القرية من خلال إنشاء الجمعية التعاونية والتي تمثل أبناء القرية لتشكل مظلة للعمل التنموي، ومن ثم جرى تدريب وبناء قدرات أعضاء الجمعية وأفراد من المجتمع المحلي من خلال عدد من البرامج التدريبية التي هدفت إلى تمكينهم في مواضيع متعلقة بإدارة الجمعيات التعاونية ''مؤسسيا وماليا وإداريا'' بالإضافة إلى مجموعة من التدريبات والمحاضرات التوعوية فيما يتعلق بالشباب والمرأة والطفل.
أمومة ملكة
''يوجد حوالي 75 مليون طفل في العالم لا يرتاد المدرسة، ويحتاجون الى مثل هذه الفرصة، فأطفالنا بالتأكيد يحتاجون ويستحقون ويريدون التعليم، فمن دونه، هم أكثر عرضة للفقر والمرض، وللبطالة وانعدام الثقة بالنفس''.
رعاية ملكية من أم حنون تمضي سحابات بعض ايامها مع الاطفال حيث اهدت جلالتها أطفال الأردن قصة ''الجمال الدائم'' التي قامت بتأليفها بمناسبة عيد الام وكرمت الأمهات الفائزات بمسابقة (حكاية امي - حكاية جدتي).
كما انضمت جلالتها الى مجموعة من الأطفال المكفوفين من مركز زها وجمعية أصدقاء المكفوفين، وتبادلت معهم الحديث واستمعت اليهم وهم يقرأون مقاطع من قصة الجمال الدائم التي أوعزت بطباعتها بطريقة بريل. مؤكدة جلالتها أهمية طباعة الكتب الترفيهية للمكفوفين ليتمكن جميع الأطفال من الاستمتاع بها والاستفادة منها.
وفي حديقة مركز زها الثقافي شاركت جلالة الملكة مجموعة من الأطفال مشاهدة عرض دمى لقصة ''الجمال الدائم'' قدمه مجموعة من الطلاب من منطقة الهاشمي ضمن مشروع الفنون في متناول الجميع التابع للهيئة التنفيذية لعمان صديقة للأطفال.
وشاركت جلالتها في إطلاق مشروع الليغو ''لبناء مستقبل أطفالنا'' وتوزيع العاب الليغو على أطفال الأردن لتوسيع مدارك الأطفال واستخدام طرق تحفزهم على الابداع والتفكير، بهدف تعزيز اتباع طرق التعليم الإبداعي والابتعاد عن التلقين والأساليب التقليدية، وخلق الفرص للتعلم عن طريق الابتكار والاستكشاف.
ويهدف المشروع الى اعطاء المهارات اللازمة لتعليم الأطفال كيفية استخدام هذه الألعاب لتنمية مهاراتهم الحركية وتحفيز الإبداع والخيال لديهم، كما سيتم تدريب معلمين من مدارس مختلفة بهدف تحسين مهاراتهم واستخدام قدراتهم الابداعية.
وسيتم توزيع ألعاب الليغو على مؤسسات مثل دور الأيتام ومراكز الأطفال والمستشفيات والمدارس مباشرة أو من خلال الجمعيات الخيرية، حيث ستحصل 129 مدرسة من المدارس المشمولة في المرحلتين الاولى والثانية من مبادرة ''مدرستي'' التي تتراوح اعمار الطلبة فيها بين 5-12 سنة على 258 كرتونة.
وبصفتها الرئيسة الفخرية لأسبوع ''القراءة للجميع'' لعام 2009 دشنت جلالتها اطلاق أسبوع ''القراءة للجميع'' على مستوى العالم الذي تنظمه الحملة العالمية من أجل التعليم سنويا لحشد الأصوات التي تطالب بتوفير التعليم للجميع والذي ينظم هذا العام لدعم مبادرة ''الكتاب الكبير'' من اجل حداث التغيير الأقوى في حياة الأطفال من خلال التعليم.
وقالت: ''يوجد حوالي 75 مليون طفل في العالم لا يرتاد المدرسة، ويحتاجون الى مثل هذه الفرصة، فأطفالنا بالتأكيد يحتاجون ويستحقون ويريدون التعليم، فمن دونه، هم أكثر عرضة للفقر والمرض، وللبطالة وانعدام الثقة بالنفس'' واكدت جلالتها حق الفتيات في الحصول على التعليم واثره الكبير في حمايتهن من التعرض لاي شكل من اشكال العنف، وشددت على اهمية التعليم بالنسبة للاطفال الفقراء وقامت جلالتها بتوقيع اسمها كداعمة لحملة ''الكتاب الكبير''.
الجوائز.. تقدير الجهود الإنسانية
جاء منح جلالتها جائزة ''الشمال/الجنوب'' تقديرا لجهودها في المجال الانساني وعملها المستمر في حوار الثقافات وتقريب وجهات النظر بين العرب والغرب، وجهود جلالتها من خلال موقعها الخاص على يوتيوب لمحاربة الصور النمطية عن العرب والمسلمين، وتجسير الهوة بين معتقدات المسلمين والغرب واعادة الثقة بين الطرفين، ايمانا من جلالتها انه من خلال الانترنت يمكن الوصول الى أكبر عدد من الشباب.
وتم اختيار جلالة الملكة رئيسة عالمية فخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات تقديرا لجهود جلالتها في المطالبة والتأكيد على حق الفتيات في الأردن والعالم بالحصول على تعليم نوعي.
وبصفتها الرئيسة العالمية الفخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات ستواصل الملكة رانيا المطالبة بتعليم الفتيات، ودعم المبادرة وجهودها والتزامها بالوصول الى تمكين جميع الأطفال في العالم من خلال منحهم التعليم النوعي.
وتقود جلالتها والتي اختارتها اليونيسف عام 2007 كأول مناصرة بارزة للأطفال، عددا من المبادرات التي تركز على التعليم، وعملت جلالتها لدعم جهود الأردن في مواجهة الأمية وتحسين نوعية التعليم وتطوير مهارات المعلمين.