على طريقة صكوك الغفران في القرون الوسطى ظهر لنا في الآونة الأخيرة من لا يبشرون بالجنة نيابة عن الله وإنما يهددون بجهنم من يخالفهم ، وشهداء عمان سواء كانوا شهداء أم غير ذلك هو شأن الله وحده وليس شأنك يا شيخ أبوفارس.
جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما أصدر «أبو فارس» اذ يظن أنه في روما أيام الظلام صكوكا جديدة للغفران ، .. وما بقي الا أن يوقع عليها ويختمها بخاتمه الرسمي لتباع للعامة الذين يرغبون في غفران ما ارتكبوا من ذنوب وما على أبوفارس الا أن يطلق عنه ممثلا يطوف في الأسواق في المدن والقرى ليبيع صكوك الغفران التي تمحو ذنوب المشتري هذه هي بداية النهاية بالنسبة لمبتعثي القرون الوسطى على غرار أولئك الذين مارسوا ابتزاز الفقراء باسم الدين وعندما يعترض أحدهم على ممارسات هؤلاء أحرقوه وفي لغة العصر حريقهم ارهاب فكري باسم الدين كذلك .
الكارثة الحقيقية علينا عندما تتعطل العقول وتتجمد بفتوى، وتتدفق الخزعبلات وعندما يخنق ويصادر حق المواطن بالفتوى، فما الفرق اذن بين صكوك الغفران التي كانت توزعها الكنيسة في العهود الغابرة، وبين فتاوى اليوم التي تدخل المجتمع في صراع وفي الحلال والحرام وفي الجنة والنار، وما الفرق بين المفاتيح .. مفاتيح الجنة ، التي كانت توزع على البسطاء والفقراء في العصور المظلمة وبين فتاوى اليوم التي توزع الناس في شأن هو شأن الله ونيابة عنه.
إن الإرهاب الذي مورس ، ويمارس الآن ،على حرية الفكر والتعبير، مازال في أوجه وتحت حماية أصحاب الفتاوى الجديدة من الذين بينهم وبين جماعات الظلام حلف مقدس وان زعموا غير ذلك.