طارق مكاوي
ما يزالُ الحديثُ عن الحبّ على
أمّه طازجاً
فائحاً في مسامِ الهواءِ
وملتصقاً
في ظلالِ الشجرْ
للحديثِ عن الحبّ
رائحةٌ
لا يرى وردَها الساحليَّ
سوى القلب
ولا يتهجأ
صورَتَها الضوءُ
ولا يَعتريْها المطرْ
والحديثُ عن الحبِّ
غناءُ
يُقسّمه الليلُ
يفتح فتنَتَه
رعشةٌ في الخفاءِ كعذراءَ
يبغتُها ولدُ الزهرِ ببرعُمِه
في اختلاسِ النظرْ
للحديثِ عن الحبِّ
أُحني مساءً تُكلله الكستناءُ
ينامُ على صدره الياسمينُ
لأبقى متشحاً بالفؤاد الضريرِ
ومُحتَطباً لِعروقِ الحذرْ
للحديثِ عنِ الحبِّ
أحتاجُ
أنثى
يُشنشِلُها
الماءُ والملحُ والكهرباءُ، وتلبسُ خفّ النجومِ
تلوّنُ وجهَ السماءِ
بِطلّتِها الأبديةِ
كفٌّ لها من غيومٍ
وكفٌّ لها مِنْ قمرْ
للحديثِ عن الحبِّ
تَهجعُ كلُّ الطيورِ بأعشاش شعري
وتُنبتُ هذي الفصولُ مواعيدَها
كاختلاجِ المياهِ
على ضفةِ النهرِ
أو كإناثِ الأقاحي، تداعبُ أطفالَها
في مقاهي القدرْ
وأنا عاشقٌ..
لألوّنَ كلَّ المساءاتِ والأغنياتِ
وشَعرَ الأماني الطويلِ
وكلَّ النساءِ اللواتي
تعذّبن في الحبِّ باسمي
وحُمْنَ فَراشاً لشمع البدايةِ
أنقشهن دروبا
مطَهّمَةً بالخَدَرْ
للحديثِ عن الحبِّ
يأخذُ نحلُ الكمنجاتِ دَوْري
فكوني شفقاً عاشقاً من غصوني
وإن شئتِ كوني على الباب
دقةَ هذا الرحيلِ
ولكنَّ قلبي
إذا هبَّ سال
لدقِّ خطاه الحجرْ