البحر الميت هو البحيرة الفاصلة للوادي المتصدع الأردني. وهو أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية ولدى مياهه أعلى كثافة وملوحة لأي بحر في العالم. وتحف الشواطئ الشرقية والغربية للبحر الميت منحدرات عمودية على شكل أبراج صدعية والتي تشكل جزءاً من الخزان المتصدع السوري - الأغريقي. أن منحدرات الوادي تتجه إلى أعلى برقة إلى ناحية الشمال في اتجاه نهر الأردن وإلى ناحية الجنوب في اتجاه وادي عربا. ومن الناحية التاريخية فإن البحر الميت يتكون من حوضين : الحوض الرئيسي الشمالي والذي يبلغ عمقه 320 متراً والحوض الجنوبي الضحل والذي منه تراجع البحر الميت منذ عام 1978. والحوضان منقسمان عن طريق شبه جزيرة ليسان ومضايق الموت التي لديها تل من الطمي يبلغ ارتفاعه 400 متر تحت سطح البحر وتبلغ مساحة المجاري المتعلقة للبحر الميت 650ر40 كيلو مترا مربعا. وتأتي معظم تدفقات المياه إلى البحر الميت من مناطق ذات الكثافة المطرية النسبية لمجرى نهر الأردن إلى الشمال والمنحدرات العمودية للوادي المتصدع لشرق وغرب البحر الميت. وإلى الجنوب يغطي خط تقسيم مياه وادي عربا المناطق القاحلة لنجف وصحراء الأردن الجنوبية. ويتنوع الطقس في المجرى من ثلجي حيث تغطي الثلوج جبل جبل الشيخ بترســيبات سـنوية تصل إلى 1200 مم إلى مناطق قاحلة حيث يصل المعدل السنوي للأمطار إلى أقل من 50 ويصل المعدل السنوي للمطر فوق البحر الميت إلى 90 مم.
والتبخر السنوي المحتمل حوالي من 1300 إلى 1600 مم ويتنوع بملوحة عند سطح البحر الميت والتي تتأثر بالحجم السنوي لتدفق المياه العذبة ومعدل درجة الحرارة حوالي 40 درجة مئوية في الصيف وحوالي 15 درجة مئوية في الشتاء.
ولأملاح البحر الميت تأثيرات علاجية وتجميلية عديدة.. حيث يأتي السياح من مختلف أنحاء العالم للاستشفاء في هذه المنطقة، فالعلماء والخبراء يقولون إن ماء وهواء وشمس البحر الميت هي العلاج الحقيقي والطبيعي للأمراض الجلدية، حيث تحمل خواص لا تتوافر في الكون إلا في أرض البحر الميت، فانخفاض مستوى سطحه عن سطح البحر يوفر أعلى نسبة أكسجين، ومع الحرارة المرتفعة يزيد التبخر فيبقى الجو مشبعاً بأملاح الماغنسيوم والبروميد والكالسيوم وغيرها من العناصر؛ مما يؤدي إلى المساعدة في علاج الأمراض الجلدية والأوردة الدموية وغيرها من الأمراض مثل الصدفية، كما أن نسبة الرطوبة منخفضة حيث لا تتجاوز 5 % وهي من الميزات التي تساعد في العلاج وتستخدم أملاح البحر الميت في مستحضرات التجميل، حيث أنشئت عشرات المصانع على الجانبين الأردني والإسرائيلي لعملية استخراج هذه الأملاح وتصديرها، إضافة إلى وجود نباتات البحر الميت التي تستخدم هي الأخرى في مستحضرات التجميل، ويشكل ما ينتجه البحر الميت في كل من إسرائيل والأردن من مواد التجميل والعلاج ما يصل إلى 10 % من الإنتاج الدولي لمواد التجميل، وتقدر عائدات البحر الميت بما يزيد عن 7ر4 ملايين دولار سنويا؛ حيث إن 92% من جميع منتجات البحر الميت يجري تصديرها اليوم ، بات البحر الميت الذي يقصده السياح والمعروف لمزاياه العلاجية، مهددا يوما بعد يوم بالجفاف في اطار معقد يزيد الامور صعوبة.
وحذرت منظمة (اصدقاء الارض؟ غير الحكومية في الشرق الاوسط ، من مخاطر) كارثة بيئية؟ يشهدها البحر الميت الواقع تحت مستوى البحر الابيض المتوسط بـ412 مترا.
وخلال نصف قرن فقد البحر الميت ثلث مساحته ويشهد مستواه تراجعا مستمرا وسريعا؟. كما ان البحر الميت خسر 98% من حصته من مياه نهر الاردن الذي تحول الى ؟مصب للمياه المستعملة؟.